كتبت- سوزان عبد الغني..
في نوفمبر الماضي، وجدت ميليسا برونو وآباء آخرون أنفسهم في صراع مع حضانة أطفالهم بعد أن أرسلت Sunnyside Daycare، وهي حضانة خاصة في High Park، خطابًا للأهالي تُعلن فيه انسحابها من برنامج التعلم ورعاية الأطفال على مستوى كندا اعتبارًا من 1 يناير.
كان الموقعان التابعان للحضانة في الجهة الغربية من المدينة من بين 14 مركزًا في تورونتو قررت الانسحاب من نظام 10 دولارات في اليوم بعد أن أعلنت المقاطعة عن صيغة تمويل جديدة الصيف الماضي.
ويهدف البرنامج الوطني إلى تخفيف العبء المالي عن الأهالي، وقد نجحت أونتاريو حتى الآن في خفض الرسوم إلى النصف على الأقل، مع خطة للوصول إلى 10 دولارات يوميًا بحلول 2026.
لكن حكومة أونتاريو تطالب المستوى الفيدرالي بمزيد من التمويل، مشيرة إلى أن المخصصات الحالية تُستخدم فقط لخفض الرسوم دون دعم المشغلين لإضافة أماكن جديدة أو حل أزمة توظيف معلمي الطفولة المبكرة.
أولياء أمور في كندا يعبرون عن غضبهم
وفي هذا السياق قال طارق عبد الحكيم أحد أولياء الأمور في كندا: “لقد صُدمنا تمامًا، لم يكن هذا شيئًا نتوقعه أو نخطط له، كنا نظن أن جميع المشغلين ملزمون بالبقاء في البرنامج حتى 2026”.
وأضاف: “أخبرونا في النهاية أن البرنامج غير مستدام ماليًا، وأمامنا حتى نهاية نوفمبر لنقرر ما إذا كنا سنسحب أطفالنا ونبحث عن رعاية بديلة أو سندفع الرسوم”، مشيرًا إلى أن التكلفة كانت 4700 دولار شهريًا لطفليه.
كما يعاني ولي الأمر طارق من ظروف معيشية صعبة، تجعله يلجأ لهذا البرنامج دون غيره، خاصة وإنه يلاقي الدعم من الحكومة.
وتابع طارق: “هذا ببساطة غير ميسور التكلفة لمعظم الناس”.
جهود أولياء الأمور
قرر طارق وآباء آخرون سحب أطفالهم من الحضانة، وبدأوا بالتواصل مع وسائل الإعلام وإنشاء عريضة وقعها مئات الأشخاص للمطالبة ببقاء الحضانة في البرنامج.
وفي 23 يناير، بدا أن جهودهم قد نجحت، حيث أعلنت الحضانة، بعد مشاورات مع مسئولين حكوميين وخبراء رعاية الطفولة ومشغلين آخرين، أنها ستبقى في البرنامج.
لكن بالنسبة للعائلات التي تحدثت علنًا، لم تنتهِ مشكلتهم عند هذا الحد، حيث قالت برونو إحدى أولياء الأمور: “كنا سعداء جدًا، فاتصل جميع الأهالي الذين انسحبوا بالحضانة هاتفيًا، وبالرسائل، وشخصيًا، لطلب إعادة تسجيل أطفالهم في الأماكن الشاغرة. لكن جميع الطلبات تقريبًا تم تجاهلها”.
الآن، تتساءل برونو ” ولية أمر” والآباء الآخرون عما إذا كانوا سيواجهون هذا الموقف لو لم يعبروا عن استيائهم علنًا.
وقالت: “نحن غاضبون تمامًا، كان ينبغي على الحكومة إصدار توجيه واضح للحضانات، كعلامة حسن نية تجاه المجتمع الذي تخدمه، لضمان إعادة تسجيل العائلات التي أُجبرت على المغادرة بسبب قرارات الحضانة”.