كتب – هناء سويلم..
شكا عدد من المصريين المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية، من النظرة المجتمعية لهم وللعرب عمومًا، بعد أحداث طوفان الأقصى، وحرب السيوف الحديدية الدائرة بين الجانبيين الفلسطيني والإسرائيلي، والتي بدأت بقيام المقاومة الفلسطينية من جماعة حماس وكتائب القسام بشن هجومًا على إسرائيل، وأسر عددًا من الجنود الإسرائيلية، وقابلتها إسرائيل بغارات جوية وهجوم شنته على المدنيين في قطاع غزة، متوعدة باجتياح بري.
الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية على إسرائيل أثار استهجان الغرب، وأعلن الرئيس الأمريكي مساندة بلاده لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ودعمه الكامل لإسرائيل بالسلاح، وبدأت حملة إعلامية على التليفزيون الأمريكي لدعم إسرائيل واستعطاف الشعب الأمريكي للجانب الإسرائيلي، وبيان الحزن على الضحايا الإسرائيليين.
وقالت إحدى المصريات في أمريكا إن تصريحات بايدن وإعلانه الوقوف بجانب إسرائيل ودعمه الكامل بالسلاح، واستخدام الإعلام في بيان أن الشعب الإسرائيلي مضطهد، ولم يقف في موقف حياد خلال تصريحاته، ما تسبب في حالة عدم أمان للمصريين في أمريكا وللعرب بشكل عام.
وأضافت أن خطاب بايدن تسبب في تغيير نظرة المواطنين الأمريكيين للعرب، حتى الأمريكان ممن تعرفهم تغيرت معاملتهم معها، وأصبحوا مناصرين للعدو وتفكيرهم مختلف ولا يوجد حرية رأي وتعبير كما يدعي الأمريكيين، بل أصبحت تشعر أن هناك مشكلات سوف تحصل مع العرب خاصة وأن أن الحرب القائمة بين فلسطين وإسرائيل تبعاتها قوية ومؤثرة على تفكير المجتمع الأمريكي حسب ما يرونه في الإعلام الأمريكي.
وافقتها في نفس الرأي ليلى المقيمة في أمريكا، وقالت إنها لأول مرة منذ وصولها أمريكا ترى هذه النظرات المختلفة من الأمريكيين، وأصبحت ترى أن الجنسية الأمريكية والباسبور الأمريكي أكذوبة، خاصة بعدما رأت امرأة فلسطينية أمريكية عالقة في غزة بأطفالها، واستغاثت بالإعلام والسفارة الأمريكية لإخراجها من القصف لتعود إلى أمريكا ولم يحرك لها أحد، فأصبحت جملة «نحرك أسطول من أجلك» أكذوبة، وأن المصريين والعرب عمومًا هم مواطنين درجة ثانية.
وأيضًا إيناس جاويش، إحدى المصريين المقيمات في أمريكا، قالت إن النظرات حولها تغيرت وأصبحت تخشى على أولادها، خاصة وأن ما يحدث يعيد نظرة الأمريكان للعرب بعد أحداث 11 سبتمبر.
وقالت ولاء عبد الحميد، المقيمة في أمريكا، إنها تشعر بنفس الإحساس وتشعر بالخوف على أولادها، مضيفة أنه منتهى الظلم أن نكون نحن المظلومين والمضطهدين والأخبار كلها كذب في كذب.
وكشفت أحد الأمهات المصريات في أمريكا أن إحساس الخوف على الأبناء أصبح شعور كل الأمهات المصريات والعربيات في أمريكا، خاصة وأن مدارس الأولاد بدأت في إرسال إيميلات تتكلم عن الأمر باعتبار أن الإسرائيليين ضحايا وأبرياء، متجاهلين الضحايا من الفلسطينيين المدنيين، مؤكدة أن الإيميل أثار رعبًا أكثر داخلها.
وأشارت نادية درويش، أن هناك خطاب كراهية بدأ تجاه العرب عمومًا من خلال المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي.
وكشفت إحدى المصريات في أمريكا، أن هناك صعوبة في التضامن مع القضية الفلسطينية في أمريكا، خاصة وأن من يتحدث عن الأمر قد يتسبب الأمر في مشكلة له داخل البلاد.