كتب – هاني جريشة..
دارت خلال الساعات الماضية رحى جولة من الانتخابات التمهيدية الأمريكية فيما يسمى بـ”الثلاثاء الكبير” وخاض الرئيس الديمقراطي جو بايدن، والرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترامب، انتخابات تمهيدية هامة، ومن المتوقع أن تدفع بقوة فرص لقائهما مجددًا في انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر المقبل.
وسعى الرئيسان، الحالي والسابق، إلى الفوز بأصوات الناخبين في «يوم الثلاثاء الكبير» بالتصويت في 15 ولاية وإقليم ساموا، ليقتربا بقوة من عودة تاريخية محتملة في انتخابات الرئاسة لعام 2024.
وترجع أهمية الثلاثاء الكبير إلى جمع نحو ثلث أصوات المندوبين، وهي أكبر حصيلة لأي من المتنافسين في يوم واحد، ومن المتوقع أن يكون أقرب وقت لذلك هو 12 مارس لترامب، و19 مارس لبايدن، وفق أسوشيد برس.
وجرت انتخابات «الثلاثاء الكبير» في ألاباما وألاسكا وأركنسا وكاليفورنيا وكولورادو وماين وماساتشوستس ومينيسوتا ونورث كارولاينا وأوكلاهوما وتينيسي وتكساس ويوتا وفيرمونت وفيرجينيا، وصوّت أيضًا إقليم واحد، هو ساموا الأمريكية.
ودون أي مفاجآت حتى الآن، فاز دونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري بولايات فرجينيا ونورث كارولاينا وتينيسي وماين وألاباما وأوكلاهوما وماساشوسيتس وأركنساس وتكساس وكولورادو، وفق ما توقعت شبكات تلفزيونية أمريكية، مع بدء ظهور نتائج انتخابات “الثلاثاء الكبير” التي تشمل 15 ولاية لنيل ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن العديد من الأمريكيين، حتى أغلبية الديمقراطيين، لا يريدون رؤية الرجل البالغ من العمر 81 عامًا يترشح مرة أخرى.
«الثلاثاء الكبير» فضح زيف بايدن
«وصال» حاولت استطلاع آراء المصريين الذين يحملون الجنسية الأمريكية؛ للتعرف على بوصلتهم التصويتية في الانتخابات الأمريكية.
أكد المحامي المصري، محمد عبد العظيم، أن ما حدث يوم الثلاثاء الكبير يكشف زيف دعاية بايدن، ومحاولاته للانتصار في الانتخابات التمهيدية، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي ما زال يواجه الهزائم واحدة تلو الأخرى.
وقال «عبد العظيم» في تصريحات خاصة لـ«وصال» إن تفوق ترامب في مؤشرات الانتخابات التمهيدية ليس معناه أن ترامب الأجدر بالفوز، وأن سياسته أفضل من بايدن لكن ما حدث خلال الأشهر الماضية من الدعم الدائم لإسرائيل وشيخوخته السياسية وأخطائه وزلات لسانه وعدم قدرته على تحسين الوضع الاقتصادي الأمريكي، كل تلك العوامل ضربت بايدن في مقتل.
وأشار إلى أن المواطنين الأمريكيين لا ينطلي عليهم سياسات ترامب تجاه غزة كأن يقول إنه قدم المساعدات للمدنين في القطاع بذراعه اليمنى ويدعم إسرائيل بصفقات السلاح والطائرات باليسرى.
وحول رأيه في الانتخابات الأمريكية المقبلة ومن ستكون له الغلبة وأين تذهب أصوات المصريين ممن يحملون الجنسية الأمريكية، قال: «للأسف أصوت المصريين وقعت بين شقي الرحى بين خيارين كلاهما مر فلا يصلح أحدهما لقيادة البلاد فالحالي طعن في السن ومهزوز ولا يصلح للاستمرار، والآخر يجاهر بالعداء للمهاجرين ومجنون في قراراته ولا يسمع إلا صوته».
وتوقع «عبد العظيم» أن المصريين والعرب لن يصوتوا لبايدن مرة أخرى بعد فضائحه في دعم إسرائيل ضد غزة، مشيرًا إلى أن اختيار مرشح يجاهر بالعداء خير من مسن مهزوم يطعن في الظهر – على حد قوله-.
وأوضح أن المصريين المخضرمين في أمريكا يعتبرون أنفسهم مواطنين أمريكان ومتجذرين في المجتمع الأمريكي، وهم لا يشغلهم قضايا الشرق الأوسط أو مصر أو فلسطين، وينظرون إلى المرشحين من حيث الأفضلية في تحسين المستوى الاقتصادي الأمريكي، بالإضافة إلى تقليل نسب الضرائب، وتوفير معيشة أكثر رفاهية للمجتمع الأمريكي، وهؤلاء ستحسم أصواتهم وفق أجندة كل مرشح.
وأشار إلى أن المصريين المسيحيين المتشددين يميلون إلى الحزب المحافظ أي الجمهوريين، وبالتالي هم يرون أن ترامب ليس أفضل المرشحين، لكنهم يدعمون سياسية الحزب الجمهوري، ولا يوجد مرشح للحزب سواه.
غياب التشويق في الانتخابات الأمريكية
وعلى صعيد آخر يرى الطبيب المصري، جرجس بشاي، المقيم في أمريكا منذ 15 عامًا، أن الأمريكيين من أصل مصري منخرطين في المجتمع الأمريكي، ويحملون الآن ثقافة أمريكية وطباع أهل البلد، وبالتالي سيتعاملون مع الانتخابات وفق ما يحقق مصلحتهم كمواطنين دون العودة إلى قضايا الشرق الأوسط والبعد العربي فهم يصوتون وفق الأجندات المقدمة من كلا المرشحين، ملكن ما زال البعض منهم متمسكًا ببقية من عقائده ومبادئه الشرقية.
وقال «بشاي» في تصريحات خاصة لـ«وصال»: ما أفرزته مؤشرات نتائج الثلاثاء الكبير يتشف أن التشويق الذي شهدته السنوات الماضية يغيب إلى حد كبير هذه المرة، إذ من المتوقع أن يواصل ترامب اكتساحه للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، وبالتالي كل المؤشرات محسومة لصالح ترامب في الانتخابات الأمريكية النهائية أمام منافسه المسن بايدن».
وأضاف أن عدم التصويت لبايدن ليس معناه ترامب هو الأفضل، لكن الناخبون يتعاملون بمبدأ اختيار أفضل السيئين «كالمستجير من الرمضاء بالنار».