لندن – محمد رزق..
مازالت تداعيات قرار الحكومة البريطانية بإغلاق عشرات المدارس والكليات في أنحاء مختلفة من البلاد، خوفًا من حدوث انهيارات بها، على خلفية استخدام نوع من الخرسانة يسمى racc في مبانيها، تسبب أزمة كبيرة في أنحاء البلاد، وتثير انتقادات عديدة من أولياء الأمور والسياسيين والإعلاميين بسبب طريقة الحكومة في التعامل مع الأزمة.
واستُخدمت خرسانة الـracc في الفترة من الخمسينات وحتى منتصف التسعينات في بناء الآلاف من المدارس والأبنية الحكومية في بريطانيا، لكن الحكومة منعت استخدامها منذ منتصف التسعينيات، بسبب المخاطر الكبيرة التي قد تترتب عليها ومنها انهيار الأسقف.
وشهدت بريطانيا بالفعل عدة حوادث انهيار سقف مدرسة في مدينة كِنت عام 2018، كان مبنيا باستخدام هذه المادة، وتكررت بعدها الحوادث التي شملت جميعها مدارس بنيت بهذه المادة.
وقالت وزارة التعليم إن إغلاق أي مساحات أو مباني بُنيت باستخدام خرسانة الـracc يأتي كإجراء احترازي حفاظًا على سلامة الطلاب والموظفين باعتبارها الأولوية الأولى دائما، حيث تشير التقديرات إلى أن هناك نحو 150 مدرسة وكلية في إنجلترا تعرضت للغلق كمرحلة أولى، ويتفاوت الإغلاق بين كلي وجزئي، حسب تقييم الجهات الهندسية المختصة، مع توفير بدائل للطلاب عن طريق نقلهم إلى مدارس أخرى قريبة.
ووجهت نقابات وأحزاب معارضة، انتقادات للحكومة لعدم اتخاذ إجراءاتها بشكل عاجل، إذ تم إغلاق المدارس قبل أيام من العودة من العطلة الصيفية، ما يسبب ارتباكا كبيرا بين الطلاب وأولياء الأمور.
فيما اعترفت وزيرة التعليم جيليان كيجان، بوجود قدر كبير من عدم اليقين بشأن سلامة المدارس، وسط مخاوف من وجود مشكلات في 450 مدرسة أخرى، بخلاف المدارس الـ150 التي تم إغلاقها.
ورغم تأكيدات الحكومة بامتلاكها خطة لنقل الطلاب بالمدارس المغلقة إلى فصول مؤقتة متنقلة، فإن مصادر إعلامية على رأسها صحيفة الديلي ميل شككت في ذلك، وذهبت إلى أن قدرة الحكومة على توفير البدائل غير مؤكدة، وأشارت أيضا إلى تخوف العديد من أولياء الأمور من إرسال أبنائهم إلى مدارس قد تكون غير آمنة، وأشارت إلى أنه قد يكون القرار في النهاية هو اللجوء للدراسة عبر الإنترنت لحين الوصول إلى حل جذري للمشكلة.