كتبت – أميرة سلطان..
أعلنت الشرطة التركية السبت العثور على جثمان الطبيبة المصرية نهى محمود سالم في إحدى الغابات في العاصمة إسطنبول، بعد شهر واحد من وصولها إلى تركيا في رحلة سياحية مطلع شهر مايو الماضي، بينما لا تزال ملابسات عملية القتل قيد التحقيقات من قبل الشرطة هناك.
مقتل الطبيبة المصرية نهى محمود
بطلة الواقعة هي طبيبة تعمل في مجال التخدير، اشتهرت بمواقفها الرافضة لسيطرة الدين على تصرفات البشر وممارساتهم، بل اعتبرت الأديان السماوية ما هي إلا اجتهادات بشرية، ومؤخرًا دعمت بقوة مؤسسة “تكوين” التي تضم مجموعة من المفكرين والباحثين العرب بهدف تعزيز قيم الحوار البنّاء، ودعم الفكر المستنير والإصلاح الفكري، وبث روح التجديد في الفكر الديني بما يتكامل مع مستجدات العصر ومواكبة التقدم.
نهى محمود أنكرت الأديان والوحي
وتوقعت الطبيبة القتيلة نهايتها قبل وفاتها بعشر سنوات، حينما ظهرت لأول مرة في حوار تليفزيوني أثار عاصفة من الانتقادات وصلت إلى حد قيام المذيعة ريهام سعيد بطردها من الحلقة، حينما أنكرت وجود الأديان والرسل وادعت أن الكتب السماوية من تأليف الرسل وليس بوحي من الله، وعدم وجود دليل عقلي منطقي على وجود رسول الوحي “جبريل”.
وأخفت الطبيبة وجهها تمامًا أثناء الحلقة خوفًا من ملاحقتها من قبل الجماعات المتطرفة ومحاولة قتلها كما حدث مع المفكر فرج فودة قبل عقود، قائلة: “تعمدت إخفاء وجهي واسمي خوفًا على حياتي، مش عايزة اتقتل زى فرج فودة، ولمراعاة شعور أسرتي المتدينة مش عايزة أجرح شعورهم لأنهم بيزعلوا”.
كما تحدثت الدكتورة نهى محمود عن زواجها من رجل سلفي متشدد قبل أن تتبنى مواقف مشككة في الدين الإسلامي، لتنفصل عنه ويقاطعها الأبناء والأحفاد لعدة سنوات، وتعيش وحيدة قبل أن تنجح وساطات البعض من أصدقاءها في استعادة التواصل مع أبناءها وأحفادها في الفترة الأخيرة من حياتها، لكن مقربون منها انقسموا بين فريقين أحدهما اتهم أحد الجماعات المتطرفة بقتلها، وآخر ذهب إلى اتهام طبيب آخر بقتلها بعدما تصادف مقابلتها له قبل اختفاءها مباشرة.