كتب – هاني جريشة..
يعد الشعب التركي من أكثر الشعوب المُحبة لإقامة الشعائر الدينية، حيث يهتم الأتراك بالعناية بتفاصيل كثيرة خاصة في المناسبات ومواسم الخير المتعلقة بالدين الإسلامي.
وتبلغ نسبة المسلمين فيها أكثر من 98% من إجمالي عدد السكان، كما تعتبر تركيا عضوًا مؤسسًا لمنظمة التعاون الإسلامي التي تُمثل أكبر منظمة دولية رسمية تضم معظم الدول الإسلامية من جميع أنحاء العالم.
ويتميز الشعب التركي بطقوسه الخاصة بالأعياد ومواسم الحج واحتفالات المولد النبوي وغيرها من المناسبات الأخرى، ويُفرِغ كذلك الأتراك مساحة كبيرة من الخصوصية بالاهتمام بشهر رمضان المبارك، حيث تبرز ملامح خاصة بالشهر الكريم عند الأتراك تتعلق بعادات وثقافة توارثها الشعب التركي.
هل رمضان في تركيا له مذاق خاص؟
ويستشعر الكثير من المسلمين والعرب أن رمضان في تركيا له مذاق خاص وأنها عاصمة الإسلام في المجتمع الغربي، وأن مظاهر الروحانيات الإسلامية تتجلى في أروقة اسطنبول وأنقرة، لكن واقع التجربة في تركيا يحكي قصة أخرى، فالإعلامية المصرية نوال جريشة – تعمل في مجال البودكاست والتعليق الصوتي وتواصل دراستها في الإعلام في تركيا منذ بضع سنوات– تقول: «رغم أن تركيا بلد إسلامي لكننا نفتقد الروح المصرية، والروحانيات العالية التي نرها في مصر».
وأكدت «جريشة» في تصريحات لـ«وصال» أن مظاهر الاحتفال برمضان في الجوامع الكبيرة أو الأماكن السياحية فقط، ولا توجد زينة في كل الشوارع مثلاً مثل مصر، مستنكرة أن تركيا رغم اعتبارها دولة إسلامية لكن الجامعات ودواوين العمل والدوام يستمر بنفس المواعيد في الايام الاعتيادية وكثير من الناس يفطرون في الشارع بسبب تأخرهم في مواعيد العمل.
وأضافت: «تركيا تعطي انطباعًا أنها دولة إسلامية لكن حقيقة الأمر أنها علمانية بالدرجة الأولى ولا تستشعر بالروح الإسلامية خاصة أنها دولة سياحية من الدرجة الأولى، فأصبحت الصورة اعتيادية أن ترى نسبة كبيرة يدخنون السجائر ويأكلون في الشارع في نهار رمضان اللهم إلا الكبار في السن هم الاكثر التزاما، وكذلك الأمر داخل الجامعات وأماكن العمل».
وحول صلاة التراويح في تركيا، قالت «نوال»: «صلاة التراويح هنا سريعة جدًا، وقد تكون آية في كل ركعة، وهو ما يدفع كثير من العرب للانتظار حتى يفرغ الأتراك من صلاتهم ثم يصلون التراويح بشكل أكثر خشوعًا».
وأشارت إلى أن المسحراتي كان منتشرًا زمان أما الآن لا يظهر إلا نادرًا في بعض الأحياء، موضحة أن الأجواء تهدأ تمامًا بعد المغرب، فالمحلات تغلق أبوابها والناس تتمركز في بيوتها من اجل النوم مبكرًا والعودة للعمل صباحًا، فلا توجد أجواء السهر والتجمعات مثل مصر.
وتابعت: «العمارة السكنية التي أسكن بها كلها أتراك ومرّ عليّ فيها 3 رمضانات لا نلتقي أحدًا أو نتكلم أو نزور بعضنا، وللأسف المدنية طاغية وكل فرد لا يفكر إلا في حاله».