كتبت – إسراء محمد علي..
تعيش قرية الصياد بشرق نيل مركز نجع حمادي بقنا، في حالة حداد، بعدما فقدت نحو 20 من أبنائها غالبيتهم أشقاء أو من نفس العائلة في كارثة إعصار ليبيا، وزاد من حالة الحزن معرفة الأهالي بدفن جميع الضحايا من أبناء القرية هناك رغم نقل عدد كبير من جثامين الضحايا في اليومين الأخيرين لتدفن في مصر.
وقال أحد أبناء القرية لـ”وصال”: “جميع شهداء القرية تم دفنهم بالفعل في درنة ولن تعود جثامينهم إلى مصر، وقد علمنا ذلك من بعض الناجين الذين شهدوا الأحداث من البداية وصولا إلى إتمام عملية الدفن.
وأضاف: “للأسف لم يتم إبلاغنا أو الحصول على موافقتنا قبل الدفن، وقيل إن ذلك قد حدث لعدم سهولة دخول درنة أو الخروج منها بعد انهيار غالبية الطرق المؤدية من وإلى المدينة، وتزايد عدد القتلى بشكل كبير ما أدى لصعوبة تغسيلهم وتكفينهم ونقلهم إلى مصر، وكذلك بسبب قلة الإمكانيات والدعم على الأرض بل وحتى اختفاء الأكفان بسبب العدد الكبير للضحايا، ووجود أعداد كبيرة أخرى تحت الأنقاض أصبح إخراجهم هو الأولوية للفرق المساعدة الموجودة في المدينة”.
وقال والد الشهيد أحمد، وهو الأخ الوحيد لـ4 بنات: “شبكته كانت بكرة، ودفنوه بعيد عننا”.
وعن شعور أهالي شهداء لقمة العيش عن دفن ذويهم في ليبيا قال: “طبعاً صدمة كبيرة وحزن تاني غير حزن الموت، بس هنعمل إيه الناس بتصبر نفسها هنا إنهم الحمد لله لقوا جثثهم وإن إكرام الميت دفنه، خاصة أن الموضوع مش مقصود بيه المصريين بس، لأنه عدي 3 أيام على الوفاة والدفن السريع هو الحل عشان يلحقوا الجثث قبل ما تعفن وتسبب أمراض، ونتمنى في يوم إننا نقدر نرجع رفات ولادنا علشان يتم دفنهم في مصر بعد ما الأزمة دي تنتهي”.
وأشار محمد إلى أسباب الكارثة، حسبما وصله من أبناء القرية الناجين في درنة: “علشان درنة بتطل على البحر وبيحاوطها جبال ووديان من ٣ جهات وزمان الاحتلال الإيطالي كان عامل سدود للوديان دى علشان وقت الأمطار المية ماتنزلش على المدينة من الوادى وطبعا السدود دى معمولة من زمن يعني متهالكة، والإعصار كان شغال من يومين والطرق مليانة مية وكان فى وفيات بس مش كتير، وفجأة الساعة ٣ الفجر السدود دي انهارت وخلت درنة هي والبحر واحد، يعنى الناس كانت نايمة والمية جرفتها”.