كتبت – وفاء عثمان..
يواجه المصريون المقيمون في السعودية صعوبة في استقدام زوجاتهم وأبنائهم بعد قرار المملكة بزيادة رسوم الاستقدام، ويلجأ بعضهم إلى حلول بديلة، مثل زواج المسيار، لتوفير المال والتحايل على القرار.
«وصال» تواصلت مع بعض المصريين ممن خاضوا تجربة الزواج الثاني في المملكة العربية السعودية؛ للتحدث وكشف التفاصيل.
وقال طبيب مصري مقيم بالسعودية يُدعى إبراهيم زكي، إن الأزمة بدأت في عام 2018 عندما قررت المملكة العربية السعودية رفع رسوم استقدام الزوجات والأبناء مما جعل الأمر صعبًا على المصريين.
وأضاف: «أدى ذلك إلى لجوء المصريين إلى زواج المسيار من فتيات من جنسيات عربية أخرى مثل المغرب والأردن وسوريا وتونس، حيث تتنازل الزوجة عن بعض حقوقها، مثل السكن والنفقة، مقابل توفير المال».
زواج المسيار منتشر في السعودية
وأكد هذا النوع من الزواج ينتشر بكثرة في السعودية، على الرغم من أنه غير مقبول اجتماعيًا في مصر، حيث يُبرم زواج المسيار بعقد رسمي معترف به في السعودية، على عكس الزواج العرفي في مصر.
وأشار إلى أنه يلجأ بعض المصريين إلى زواج المسيار دون علم زوجاتهم الأولى والسبب الرئيسي في ذلك هو زيادة رسوم المرافقين واستقدام الزوجات لتصل لـ400 ريال في الشهر عن كل فرد ولهذا تصل الرسوم لأكثر من 1500 ريال لكل أسرة شهريًا بالإضافة إلى مصروفات المسكن والطعام والعلاج ما أرهق ميزانية المصريين العاملين في المملكة العربية السعودية.
وتابع: «هذا ما جعلهم يلجأون لما يسمى بجواز المسيار في المملكة العربية السعودية من فتيات من الجنسية الأردنية أو المغربية أو السورية أو التونسية».
واستكمل: «بدأ المصريين في الاستغناء عن الزوجة الأولى والأبناء وإقناعهن بالمكوث في مصر، وفي المقابل تحايل الكثير منهم على القرار عن طريق زواج المسيار لتوفير مصاريف الإقامات».
وبدأت أسر كثيرة تتعرض للتفكك الأسرى حيث يصبح المغترب مقيمًا في السعودية وأولاده وزوجته الأولى مقيمين بشكل دائم في مصر، ولا يستطيع النزول لهم إلا شهر في السنة حفاظًا على الميزانية.
وفي السياق نفسه، أكد شاب مصري يعمل في المملكة العربية السعودية -فضل عدم ذكر اسمه، أنه له صديق مصري يعمل أيضا في المملكة العربية السعودية وهو متزوج منذ سنين في مصر ولديه ابن واحد ولكنه قرر أن يتزوج من فتاة مغربية بالمملكة العربية السعودية، حتى يتغلب على أزمة ارتفاع رسوم استقدام الزوجات.
وأشار إلى أن نسب العنوسة ترتفع بين الفتيات في السعودية لكن المصريين لا يفضلون الزواج منهن، خاصة وأنهم مجتمع قبلي وكل قبيلة لها عادتها فيما يخص المهر وتكاليف الزواج، على الرغم من أنهم يتقبلون زواج المسيار ولديهم فكرة تقبل التعدد خاصة وأن الرجال في السعودية معروفين بتطبيق مبدأ تعدد الزوجات، ومن الممكن أن يتزوج المواطن السعودي مرة واثنين وهكذا وهذا مقبول لديهم في ثقافة البلد.
وحول طريقة زواج المسيار، أوضح أن هذا النوع من الزواج تكلفته بسيطة للجنسيات غير السعودية ويتطلب الأمر موافقة السفارة فقط، وفيه يتفق الطرفان على المقابلة يومين أو ثلاثة في الأسبوع وكلا منهم في مدينة معينة دون أي إلزام للزوج بمصروفات الزوجة أو مصاريف الزواج المتعارف عليها كشبكة أو المهر.
الزوج غير مُلزم بإعلام الزوجة الأولى
والمفاجأة التي كشفها إن المصريين غير ملزمين بإعلام الزوجة الأولى في مصر قبل الزواج في المملكة العربية السعودية، خاصة وأن زواج المسيار في السعودية لا يتطلب سوى موافقة الزوجة، خاصة وأنه مقنن ومعترف به من قبل الحكومة السعودية وبهذه الحيلة الزوجة المصرية لا تعلم.
وكشف عن مصري متزوج من 4 سيدات في السعودية 2 مغربيات وواحدة سورية ولديه زوجته المصرية منذ أعوام ولا تعلم الزوجة الأولى عن الأمر أي شيء.
الرغبة في عدم الكشف عن الزواج الثاني
وقال إن المصريين يلجأون لهذا النوع من الزواج بسبب رغبة الزوج في عدم الكشف عن زواجه الثاني أمام زوجته الأولى، ويمكن أن يكون السبب وراء ذلك خوف الزوج من تأثير ذلك على العلاقة الزوجية مع زوجته الأولى وعلى العشرة بينهما، وتجنبًا لارتفاع رسوم استقدام الزوجات والأبناء.
وأكد أن زواج المسيار معترف به في السعودية بشكل رسمي ويتم كتابه أنه زواج مسيار في العقد، وهو شبيه بالزواج العرفي في مصر ولكنه معترف به على عكس الوضع في مصر، مشيرًا إلى أن الزوجة لها كافة الحقوق والأبناء أيضا، والزواج يتم من خلال عقدً شرعي مستوفي الأركان لكن المرأة تتنازل عن السكن والنفقة.
جواز زواج المسيار في السعودية
يذكر أنه قد صرح وكيل كلية الشريعة في جامعة أم القرى وهو عضو جمعية حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية الدكتور محمد السهلي، بأن زواج المسيار قد تم جوازه من أجل وجود بعض الظروف التي تجعل المرأة مضطرة إلى التنازل عن حقوقها مقابل هذا النوع من الزواج.
وكذلك الرجل الذي يجد نفسه في سفر فترة من الزمن بعيدًا عن أهله فيكون في تلك الحالة مضطرًا إلى هذا النوع من الزواج.