كتب – محمد أبو الدهب..
تعمل السلطات الإيطالية جاهدة للوصول إلى حلول عملية للحد من ظاهرة السرقات والتخريب ووقائع الاقتحام المُتزايدة في مدارس العاصمة روما.
ربط أنظمة الإنذار في مدارس روما برقم طوارئ
وفي خطوة تهدف إلى مجابهة تلك الظاهرة؛ وقّعت الجهات المعنية بالأمر، بروتوكول اتفاقية جديدة لربط أنظمة الإنذار الموجودة في المدارس برقم الطوارئ الموحد 112.
يأتي هذا الإجراء بعد تزايد السرقات في مناطق معينة من روما؛ خصوصًا تلك الواقعة في الناحية الشرقية، والتي تشمل سرقة المعدات التعليمية والمواد الغذائية والممتلكات الشخصية، مما يؤثر بشكل كبير على الطلاب.
توقيع بروتوكول للحد من سرقات مدارس روما
شهد حفل توقيع البروتوكول حضور عدد من الشخصيات البارزة بالمجتمع الإيطالي، منهم محافظ روما لامبرتو جيانيني، رئيس إقليم لاتسيو فرانشيسكو روكا، وعمدة روما روبرتو جوالتيري.
كما شارك في اللقاء كلٌ من المستشارة للأشغال العامة في روما أورنلا سجناليني، والمديرة العامة لمكتب التعليم الإقليمي في لاتسيو آنا باولا ساباتيني.
وأعلن عمدة روما عن أن المرحلة الأولى في البروتوكول تشمل ربط 60 مدرسة، من المدارس المُصنّفة بالأكثر عُرضة للخطر، على أن يتم توسيع النظام ليشمل جميع مدارس روما التي يبلغ عددها 860 مدرسة.
ما الجديد الذي يقدمه نظام تأمين مدارس روما؟
يهدف البروتوكول إلى تحسين معايير الأمان وتقليل زمن الاستجابة لحالات الطوارئ، وتفعيل نظام مراقبة يتصل مباشرة بمركز الشرطة.
وأنظمة مكافحة الاقتحام في المدارس الحالية تستطيع بالفعل الرقابة عن بُعد من قبل إدارة الأشغال العامة في روما، ولكن هذه الأنظمة لم تكن مُتصلة بشكل مباشر مع قوات الأمن.
واليوم، وبعد توقيع بروتكول الربط المباشر بالرقم 112؛ تتمكّن الأنظمة من إرسال الإشارات بسرعة إلى الجهات الأمنية المُختصّة لضمان التدخُّل السريع.
ويضمن المراقبون بفضل النظام الجديد التعرف فورًا على المدرسة المتضررة من الإنذار وتحديد موقعها الجغرافي، ما يعزز فرص التدخل في الوقت المناسب لحل حالات الطوارئ.
وبهذا الإجراء؛ تأمل السُّلطات الإيطالية في وضع حد لظاهرة السرقات المتكررة في المدارس، وتأمين بيئة تعليمية آمنة للطلاب.
وفي السياق، قال رئيس إقليم لاتسيو فرانشيسكو روكا، إن هذه الخطوة تُمثّل تقدُّمًا كبيرًا في ضمان أمان المواطنين؛ وخصوصًا صغيري السن والشباب.
وأشار إلى أن ربط أنظمة الإنذار بقوات الأمن كان ضروريًا منذ توليهم المسئولية، موضّحًا أن هذا البروتوكول يُمثّل خطوة أولى هامة نحو تعزيز حالة الأمان بين الطلاب في المدارس بشكل كبير.
سرقة مدارس روما.. وقائع لا تنتهي
وتتعرّض المدارس في الأحياء الشرقية للعاصمة، بما في ذلك تشينتوتشيلي، كوارتيتشولو، أليساندرينو، وتوري ماورا، لوقائع سرقة واقتحام بمعدل يصل إلى نحو 10 مدارس كل أسبوع.
والبلدية الخامسة في روما كانت الأكثر تعرُّضًا لمثل هذه الوقائع؛ فسجّلت أكثر من 50 حادثًا في شهر مايو الماضي وحده.
وتركّزت تلك الحوادث في حي تشينتوتشيلي، التي تتكرر الهجمات فيه كل أسبوع، أبرزها حادث تخريب واقتحام حضانة لألبر أزورو، ما أثار قلق الأهالي والمسئولين المحليين.
ومنذ بداية العام الماضي إلى الآن؛ سُجّلت 67 حادث سرقة واقتحام في مدارس البلدية السادسة، الأمر الذي دفع السلطات المحلية إلى عقد اجتماعات مع أولياء أمور الطلاب لمناقشة تدابير الأمان الإضافية.
وفي الثالث من يوليو المُنقضي؛ اقتحم رجل حضانة في مدرسة “توريسباكاتا” بنيّة قضاء الليل هناك، ما أثار استياء المجتمع المحلي.
ومدرسة “أبي بريكينا” واحدة من آخر المدارس التي تعرّضت للسرقة؛ فسُرقت المواد التعليمية والإمدادات الغذائية؛ فضلًا عن السطو على أربعين جهاز كمبيوتر من معهد بيزاني.
احتجاجات ولجان شعبية لحماية مدارس روما
تقاعس السُّلطات في وضع حد لهذه الظاهرة؛ دفع الأهالي والمعلمون هناك إلى تنظيم احتجاجات رمزيّة في كثير من الأحيان.
ونظّم الأهالي والمعلمون مسيرات احتجاجية في شوارع تشينتوتشيلي مع كل حادث سرقة جديدة، تحت شعار “كفى الآن”.
وتقدّم وفد من أهالي الحي ببلاغ رسمي إلى النيابة العامة، لاحقًا، بشأن السرقات المستمرة، مطالبين بإجراءات حازمة لحماية المدارس وضمان أمان الطلاب.
واعتاد أولياء الأمور مع بعض العاملين في تلك المدارس على تشكيل لجان حراسة تُقيم ليلًا داخل المدارس لحمايتها من السرقة.
أيضًا اعتصم الأهالي والمعلمون في حي تشينتوتشيلي داخل مدرسة لألبر أزورو، التابعة للبلدية، التي تعرضت للسرقة بانتظام في الأسابيع الأخيرة.
وقالت مستشارة مدرسة البلدية الخامسة “سيسيليا فانونزا”: “يوجد في الضواحي الشرقية للمدينة كل ما يمكن أن يجعل الإنسان سلعة، العمل غير القانوني في الصباح، وتجارة المُخدّرات، والدعارة”.
كما أشارت إلى أن روضة الأطفال في البلدية تتعرض نهاية كل أسبوع لحادث سرقة جديدة، موضّحة أن اللصوص يسرقون البطانيات والصابون والأغطية، والطعام.
وبعد الخطوة الجديدة التي اتخذتها الحكومة الإيطالية؛ هل من الممكن أن تتوقف أعمال السطو في مدارس روما، أو تقل حدتها؟!، الأيام المقبلة يُمكنها الإجابة على هذا السؤال.
قد يهمك بحيرات الموت تبتلع المهاجرين.. «وصال» تنشر قصة مأساوية لشابين مصريين ماتا غرقًا في إيطاليا