كتبت – سما صبري..
يشهد المغرب أحداثًا ساخنة على الحدود مع سبتة؛ بعد اندلاع مواجهات مساء الأحد الماضي، بين قوات أمن مغربية ومئات الأشخاص الراغبين في الهجرة إلى أوروبا؛ إثر منعهم من اقتحام السياج الحدودي مع مدينة سبتة التابعة للإدارة الإسبانية، عقب دعوات لاقتحام جماعي في 15 سبتمبر الجاري.
وطاردت الشرطة المغربية المهاجرين الذين ردوا بإلقاء الحجارة، بينما لجأ البعض إلى الاختباء في التلال المحيطة، أما على الجانب الإسباني، عززت قوات الحرس المدني وجودها باستخدام طائرات هليكوبتر وقوارب دورية في المياه المجاورة.
وتوجه يوم الأحد مئات الأشخاص، بينهم مصريون ومهاجرون أفارقة ونساء وأطفال، نحو مدينة الفنيدق المجاورة لمدينة سبتة قبل أن تعيدهم الشرطة المغربية، بينما تمكن آخرون من الدخول إلى المدينة، قبل أن تعيدهم الشرطة إلى بلدانهم الأصلية.
إحباط محاولة لاقتحام سبتة#المغرب #سبتة #الفنيدق pic.twitter.com/8K7zUey5x7
— Tanja7 (@Tanja7com) September 15, 2024
دعوات جماعية للهجرة أو “للهروب”
وجاءت تلك المحاولات استجابة لعدة منشورات تم تداولها بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، تدعو الراغبين في الهجرة للتجمع يوم الأحد عند النقطة الحدودية في مدينة الفنيدق، والعبور بالقوة.
وفي هذا الصدد، أكد مصدر في الشرطة المغربية لوكالة “فرانس برس”، أن السلطات اتخذت إجراءات وقائية، حيث اعتقلت حوالي 60 شخصًا بين الإثنين والأربعاء، أي قبل محاولات يوم الأحد، بتهمة اختلاق معلومات مضللة ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي تشجع على تنظيم عمليات هجرة جماعية غير شرعية.
يُشار إلى أن جيب سبتة ومليلية يقعان على الساحل الشمالي للمغرب، ويشكلان الحدود البرية الوحيدة للاتحاد الأوروبي في القارة الإفريقية ويتعرضان بانتظام لمحاولات تسلل مهاجرين.
تصاعد محاولات العبور إلى الضفة الأخرى
وشهدت محاولات العبور إلى سبتة زيادة ملحوظة في الأسابيع الأخيرة، إذ تمكنت الشرطة بحسب وزارة الداخلية المغربية، من إحباط أكثر من 11000 محاولة عبور إلى سبتة وحوالي 3300 محاولة إلى مليلة منذ بداية شهر أغسطس.
وبحسب الحكومة المغربية، تم منع أكثر من 45000 مهاجر من الدخول بشكل غير قانوني إلى إسبانيا منذ بداية العام.
وفي الوقت نفسه، سجل وصول أكثر من 22300 مهاجر هذا العام إلى جزر الكناري في المحيط الأطلسي، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 126% مقارنة بسنة 2023.
ويلجأ عدد من المصريين وكذلك الأفارقة جنوب الصحراء ونسب قليلة من الجزائريين في هذه السواحل إلى السباحة باستخدام معدات رخيصة غير مكلفة كما هي أسعار باقي طرق الهجرة السرية، ظنًا أنها ناجحة بحكم المسافة القصيرة، غير أنها تهدد حياتهم، فضلا عن أن المغامرة تنتهي في حال الوصول إلى سبتة بالعودة إلى المغرب.
ليست الواقعة الأولى
مئات محاولات العبور سجلت هذا العام انطلاقًا من الشواطئ المغربية إلى جيب سبتة، ففي يوليو على وجه الخصوص، حاول حوالي 60 شخصًا السباحة إلى سبتة، وتمكن 8 منهم من الوصول إلى أحد شواطئ هذا الجيب، وفي نهاية فبراير تمكن نحو 100 مهاجر من التسلل سباحة للمدينة.
ومع ذلك، لا يزال من الصعب معرفة العدد الإجمالي للمهاجرين الذين سبحوا إلى سبتة هذا العام، ولكن بناء على الأرقام الرسمية، دخل مايقرب من 1391 مهاجرًا جيب سبتة عن طريق البر في عام 2024، مقارنة بـ571 في نفس الفترة من العام الماضي.
يذكر أنه بموجب اتفاقية الهجرة المبرمة بين إسبانيا والمغرب، تقتصر عمليات استقبال المهاجرين على القاصرين والبالغين من جنوب الصحراء الكبرى، أما البالغون، فيتم إعادتهم إلى نقطة انطلاقهم على الجانب الآخر من الحدود.
وبين أقرب نقطة بين شواطئ سبتة والشواطئ المغربية، هناك مسافة بحرية تقدر بخمس إلى سبع كيلومترات، ما يجعل عبورها سباحة ممكنا، خصوصا من سواحل شاطئ تاراخال، جنوب سبتة أو سواحل شاطئ سواحل بليونش، شرقها.
ويحاول أفارقة من دول عديدة، الهجرة بطريقة غير نظامية، بحثًا عن حياة أفضل في أوروبا، في ظل أزمات اقتصادية كبرى ونزاعات مسلحة في بلادهم.
اقرأ أيضًا «زواج المصلحة».. قصص صادمة عن فتيات وشباب يتبادلون عروض الزواج مقابل الهجرة إلى أمريكا