كتب – محمد أبو الدهب..
حصلت بوابة «وصال» على أول صورة لـ «الطفلة أسيل» ضحية حادث السير بمدينة بارانزاتي في ميلانو بإيطاليا، وتفاصيل جديدة عن الحادث، بعد تحديد هوية الطفلة.
وتُوفّيت الطفلة أسيل شعبان أحمد إبراهيم، 3 سنوات و6 أشهر، من قرية تطون التابعة لمركز أطسا في محافظة الفيوم بعد أن دهستها شاحنة صغيرة أثناء سيرها أمام محل إقامة أسرتها في المدينة نفسها.
دفتر عزاء لـ «الطفلة أسيل» في ميلانو
تحوّلت صفحات بمواقع التواصل الاجتماعي إلى دفتر عزاء، بعد سادت حالة من الحزن بين أبناء الجالية المصرية في إيطاليا، وتحديدًا بمدينة ميلانو، عقب خبر وفاة «الطفلة أسيل».
واهتمّت العديد من الصحف والمواقع الإيطالية بنشر خبر الحادث المأساوي، بينما تواصل الجهات الرسمية التحقيق في القضية، التي أثارت مجتمع ميلانو.
وداع بزهور الأوركيد
في لفتة إنسانية؛ ودّع سُكان الحي مُتعدد الأعراق الطفلة أسيل بتعليق زهرة أوركيد بيضاء مكان الحادث، تعبيرًا عن حزنهم الشديد لرحيلها في الحادث المأساوي.
وقال أحد سكان الحي: “كانت أسيل طفلة مرحة دائمًا، وتلعب مع الجميع هنا في الحي، إنها مأساة، والآن علينا فقط أن نكون بجانب عائلتها”، وفقًا لصحف إيطالية.
عمدة بلدية بارانزاتي والمنسق الإقليمي لـ ميلانو لوكا إيليا قال في منشور على حسابه الشخصي على “فيسبوك”: “إدارة البلدية والمواطنون جميعًا يقفون إلى جانب عائلة الطفلة التي فقدت حياتها، مأساة رهيبة تؤثّر بشدة على مجتمعنا”.
سُكان الحي يروون الواقعة
ووفقًا لشهود الواقعة من سكان شارع ريديبوليا بمدينة بارانزاتي في ميلانو؛ فإن «الطفلة أسيل» كانت تُقيم مع أسرتها في منزل رقم 9، وكانت عائدة إلى المنزل مع أختها الكبرى وأمها عندما وقعت المأساة.
وقتها كانت الطفلة الصغيرة تُسير على رصيف الشارع الضيق، بالقرب من المبنى رقم 5، ممسكة بيد شقيقتها، بينما كانت الأم خلفهما ببضعة أمتار، تراقب حركاتهما.
وفي تلك الأثناء، بحسب الشهود، انعطفت شاحنة صغيرة يقودها إيطالي يبلغ من العمر 57 عامًا بشكل مفاجئ إلى اليسار، للدخول إلى ممر السيارات في أحد المباني، ولكنه صدم الطفلة دون أن يراها.
وذكر بعض الشهود إن الشاحنة انعطفت بسرعة، لكن التحقيقات التي أوكلت إلى الكارابينييري لا تزال مُستمرة لكشف ملابسات الواقعة، وتحديد مسؤولية قائد السيارة.
وصول فرق أمنية وطبية إلى محل الواقعة
سقطت الطفلة أسيل على الرصيف وسط بركة من الدماء، بينما تعالت صرخات الأم، التي هرعت إليها، مستغيثة بالمارة لإنقاذ طفلتها، وطلب المساعدة.
في تلك اللحظات، تجمّع المارة، وأبلغوا الشرطة المحلّية، واستدعوا الرعاية الطبية؛ ووصلت سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر من بادرنو دونيانو إلى الموقع، لكن حالة الطفلة بدت خطيرة بسبب الاصطدام العنيف.
ونُقلت «الطفلة أسيل» برمز أحمر إلى مستشفى نيجواردا في ميلانو، وتوفيت بعد ذلك بقليل، ولم تُصب الأخت الأخرى والأم البالغة من العمر 43 عامًا بأذى، ولكن الأم أصيبت بوعكة صحية، ونُقلت إلى المستشفى نفسها.
فحص كحول سلبي لقائد السيارة
وتحفّظت أجهزة الأمن على السيارة، وقائدها الإيطالي، الذي جاءت نتيجة فحص الكحول في دمه سلبية، وجرى استجوابه من قبل المحققين، وأحيل إلى السلطات القضائية بتهمة القتل على الطريق.
وفتحت أجهزة الأمن تحقيقًا فور وقوع الحادث، واستمعت إلى شهادة شهود الواقعة من سكان الشارع، بالإضافة إلى شهادة السائق البالغ من العمر 57 عامًا.
وكشف السائق في التحقيقات عن أنه لم ينتبه لوجود الطفلة أسيل أثناء قيامه بمناورة بشاحنة دوبلو صغيرة، للدخول إلى بوابة أحد البنايات بالشارع نفسه، ولم يتعمّد دهسها.
وتنتظر أسرة الطفلة أسيل أذن قاضي التحقيقات لاستلام جثمانها، ومن المقرر أن تستمع جهات التحقيق في الأيام المُقبلة لشهادة والدة الطفلة بعد تحسُّن حالتها الصحية، للوقوف على ملابسات الواقعة.
ويُؤكّد هذا الحادث المأساوي ضرورة توخّي الحذر الشديد في حال قيادة السيارات بمحيط المناطق المأهولة بالسُّكان؛ خصوصًا في الأماكن التي يتواجد فيها أطفال، والشوارع الضيقة.