رئيس التحرير   نرمين عبد الظاهر           

ذات صلة

الأكثر قراءة

خطوة بخطوة.. طريقة استخراج تصريح سفر للأطفال أقل من 18 عامًا

كتبت - أسماء أحمد..   أعلنت السلطات المصرية منع سفر القصر...

“وصال” تجيب على أهم 10 أسئلة حول مبادرة “سيارات المصريين بالخارج”

كتب – كريم الصاوي.. منذ انطلاق مبادرة استيراد سيارات المصريين...

ماذا بعد القبول في اللوتاري الأمريكي؟.. مصري يكشف تفاصيل رحلته بعد الفوز في قرعة الأحلام

كتب- أسماء أحمد.. أعلنت الولايات المتحدة قبل أيام فتح باب...

حكاية «السويسي» نجم السوشيال ميديا الجديد.. من الهروب في قوارب الموت إلى احتساء القهوة في إيطاليا

كتب- هناء سويلم..   بـ«تفة قهوة وقرص ترب» اشتهر التيكتوكر المصري...

«قد تخسرين حضانة أطفالك».. تعرفي على شروط سفر الأبناء مع الأم خارج مصر

كتبت - أسماء أحمد..   تبحث الكثير من السيدات المصريات عن...

حكايات المصريين مع تكاليف العلاج في الولايات المتحدة: ألم ألمرض أسهل من ألم الفاتورة

كتب – أسماء البتاكوشي..

بدأ الألم يظهر جليًّا على وجه محمد، ما اضطر زوجته هبة عبد السلام إلى طلب الإسعاف، رغم علمها أنها لن تستطيع سداد فاتورة المشفى، نظرًا لأن تكلفة العلاج في الولايات المتحدة الأمريكية باهظة للغاية، ولا يستطيع الكثير تحملها.

وتابعت عبد السلام حديثها لـ”وصال”، أن زوجها تحمل الألم طوال الليل، خوفًا من الذهاب إلى المستشفى، لأنه بلا عمل وهي كذلك بسبب وصولهم منذ شهر تقريبًا، ولا يملكون المال الكافي حتى يتمكنوا من سداد الفاتورة.

“مكنش قدامي حل تاني غير إني أروح بيه المستشفى كان بيموت قدامي”، هكذا وصفت هبة حالة زوجها، مضيفة أنها عندما ذهبت صدمت من رقم فاتورة المشفى الباهظ، وحتى الآن لا تعرف كيف تسدد المبلغ المطلوب، فهي حتى لم تدفع إيجار المنزل الذي تعيش ليه، ونصحتها مصريات على أحد جروبات الجالية المصرية في أمريكا، أن تقدم على برنامج الرعاية الصحية “charity care”، بينما نصحتها هناء سالم، أن تطلب من إدارة المستشفى تقسيط مبلغ الفاتورة، موضحة أن التقسيط قد يصل إلى 10 دولارات كل شهر.

ما هو الـCharity care؟

الرعاية الخيرية هي رعاية صحية ضرورية طبيًا مجانية أو بأسعار مخفضة تقدمها العديد من المستشفيات للأشخاص الذين لا يستطيعون دفع تكاليف العلاج بخلاف ذلك، ويشمل خدمات المرضى وغرفة الطوارئ، حتى لو كان لديهم تأمين صحي، فقد يكونوا مؤهلين للحصول على رعاية خيرية لدفع مبلغ فاتورة المستشفى التي لا يغطيها التأمين الخاص بهم.

ويفرض قانون العلاج الطبي الطارئ (EMTALA) الصادر عام 1986 على المؤسسات الصحية تقديم العلاج لأي شخص يصل إلى الطوارئ، بغض النظر عن حالة تأمينه وقدرته على الدفع، لكن على الرغم من القانون فإن المريض الخاضع للعلاج في الطوارئ لا يتم إعفائه من تسديد التكاليف إن كان غير مؤمن عليه، حيث يقدم المستشفى الرعاية الصحية للمريض ثم يتفق مع المريض على آلية لتسديد التكاليف بعد تعافيه.

وقد تصل تكلفة العلاج في طوارئ المشافي إلى 2200 دولار، بحسب شركة يونايتد هيلث كير United HealthCare (أكبر شركة تأمين صحي في الولايات المتحدة)، وقالت فاتن عقدة، لهبة عبد السلام “لو عندك تامين حاولي معاه ولو معندكيش قدمي علي أوباما كير وساعتها هتغطي من شهر 1 اللي فات والإسعاف كمان”

ما هو أوباما كير؟

هو اسم تم إطلاقه في الولايات المتحدة على قانون وضعه الرئيس باراك أوباما وذلك لإصلاح نظام الرعاية الصحية، ويهدف القانون لتوفير تأمين صحي شامل بتكاليف منخفضة كما هو الحال في فرنسا على سبيل المثال، وتم إطلاقه عام 2010، حيث تمت الموافقة عليه في 2012، وهو أهم إنجاز داخلي للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.

يمكنك التقديم في أوباما كير من هنا

“تكلفة العلاج جنونية” تقول وفاء السيد، إنها ذهبت إلى كاليفورنيا سياحة علاجية، لتلد ابنتها، لكن يشاء القدر أن تحتاج الطفلة لرعاية خاصة بعد ولادتها “حضانة الأطفال”، وأضافت في حديثها لـ”وصال” أنها كانت تدفع فاتورة المشفى “كاش”، نظرًا لعدم وجود تأمين صحي لها ولابنتها، ودفعت أكثر من 90 ألف دولار، لافتة إلى أنها حاولت إدراج طفلتها في برنامج ميديكيد، لكن إدارة المشفى رفضت، بزعم أن طفلتها لا تعيش في أمريكا.

وبرنامج ميديكيد في الولايات المتحدة هو برنامج فيدرالي، يساعد بعض الأشخاص ذوي الدخل والموارد المحدودة في تسديد النفقات الطبية وتكاليف الرعاية الصحية، ويشتمل البرنامج ميديكيد على مزايا لا يوفرها برنامج ميديكير، مثل خدمات رعاية المسنين والرعاية الشخصية، ويتمثل الاختلاف الرئيسي بين البرنامجين في أن برنامج ميديكيد يغطي تكاليف الرعاية الصحية للأشخاص ذوي الدخل المنخفض، بينما يوفر ميديكير تغطية صحية لكبار السن، لكن هناك أيضًا خططا صحية مزدوجة للأشخاص الذين لديهم ميديكيد وميديكير معًا.

وعلى الرغم من وجود التأمين الصحي فإن تكلفة العلاج باهظة، هكذا تذكرت أميرة حجم التكاليف التي كانت تدفعها لزيارة الطبيب الذي يتابع حالتها، قبل أن تحصل على تأمين صحي، وظنت أميرة أن مشاكلها بسبب تكلفة العلاج انتهت بحصولها على التأمين، لكن بقائها في المشفى لمدة 15 يومًا بسبب مشاكل في الرحم، كلفها فاتورة بقيمة 87 ألف دولار.

ويعاني آلاف المرضى في أمريكا من معضلة تكاليف العلاج، حيث يلجأون إلى الاقتراض في أحسن الأحوال، وفي أسوئها إلى حملات التضامن وجمع التبرعات، وبرغم اشتراك العديد منهم في نظام التأمين الصحي الخاص، فإنهم يقعون في كثير من الأحيان في ورطة دفع الفواتير الكبيرة، لأن شركات التأمين لا تدفع بدل العلاج في ظروف معينة، وحتى في حالة كان المريض في حالة الطوارئ.