كتبت – هناء سويلم..
المجتمع الأمريكي مجتمع مفتوح يجمع أطياف متعددة من جميع بلدان العالم، ورغم وجود الكثير من العرب والمصريين يعيشون داخل المجتمع الأمريكي إلا أن فرص المصريين المقيمين بالولايات المتحدة في الحصول على شريك الحياة ضئيلة.
ويلجأ كثير من المصريين المقيمين في أمريكا وخاصة المسلمين منهم إلى مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن شريك للحياة، يتناسب مع طبيعة سفرهم، كما تلجأ كثير من الأمهات المصريات المقيمات في أمريكا للبحث عن شريك حياة لابنتها من خلال “خاطبة”، لأن فرصة الحصول على زوج مصري عربي مسلم ضعيفة في المجتمع الأمريكي.
ولكن الطريقة الأكثر شهرة هي التعارف عبر جروبات المصريين المقيمين في أمريكا، وتنتشر الكثير من المنشورات التي يطلب من خلالها من يريد شريك حياة المواصفات التي يريدها في شريك حياته، أو تجد سيدة تبحث عن عريس لابنتها أو قريبتها التي تعيش في أمريكا ولم يحالفها الحظ في إيجاد شريك حياة.
وفي إحدى الجروبات نشر أحد المصريين المقيمين في تكساس، منشورا بين خلاله أنه يريد زوجة ملتزمة ومتدينة، ولا تمانع أنه كانت له تجربة زواج سابقة، وفي جروب آخر قالت إحدى العضوات إنها تبحث عن عروس لمهندس مصري يقيم في أمريكا يبلغ من العمر 54 عاما، وفي نفس الجروب كانت إحدى المصريات المقيمين في فيرجينيا، تبحث عن عروس لشقيقها ليستطيع أن ينجب قبل فوات العمر حيث وصل عمره إلى 42 عامًا.
واقترحت هويدا قنديل، وهي إحدى المصريات المقيمات في أمريكا، تنظيم زواج للجادين من خلال جروب المصريات في أمريكا، خاصة وأن المجتمع الأمريكي لا يوجد به خاطبة أو أقارب، أو الكثير من الجيران المسلمين والعرب، وفي حالة الزواج من مصر، فإجراءات لم الشمل تتطلب وقتا طويلة وبها صعوبة كبيرة.
وتنتشر العديد من المنشورات التي يبحث فيها المصريين في أمريكا عن الزواج، ويشترط أن يكون الزوج أو الزوجة مصري الجنسية لكن يعيش في أمريكا، أو يشترط أن يكون مسلم عربي يقيم في أمريكا، للابتعاد عن الإجراءات الطويلة التي تصل لسنوات في لم الشمل.
وعلقت شيما بهجت، اللايف كوتش والمعالج النفسي في بريطانيا، قائلة إن هذه القصة منتشرة بشكل كبير، وليست مقتصرة على المصريين في أمريكا فقط، لكن أيضًا المصريين في بريطانيا وهولندا وفرنسا ودول كثيرة من العالم.
وأضافت في تصريح لبوابة «وصال» أنها مشكلة متعلقة بعدة أبعاد، خاصة وأن المصري في الغربة يبحث عن الأمان والدعم، ويجده في الجانب المصري، فتجده أو تجد الفتاة المصرية تبحث عن شريك مصري بمواصفات خاصة؛ لأنه في مجتمع غريب، واختياره لشريك مصري هو اختيار نفسي بحت.
وأوضحت أن الوعي يبلغ هذا الشخص بأن الأمان موجود في نطاق الأشخاص المصريين، لذلك فالسبب الرئيس لاختيار المصري يكمن في احتياج المغترب للأمان والدعم النفسي، وأشارت إلى أنها قابلت أشخاص خلال عملها يبحثون عن زوج مصري من خلال مواقع الزواج وليس السوشيال ميديا فقط، ويعتمد ذلك على الصعوبات التي تواجه الفرد مع تحديات اللغة، وصعوبة التواصل مع مختلف الجنسيات وعدم الشعور بالأمان مما يجعل الكثير منهم يلجأ إلى الزواج من نفس العرق والجنسية.
وتابعت أن المنهجية المحصورة والمتعارف عليها لمنظومة الزواج بشكل عام، والاعتقاد بأن الزواج من نفس العرق هو الزواج المتكامل الذي يشعرهم بالأمان والاستقرار.