كتب – هناء سويلم..
شهدت ليبيا أزمة غير مسبوقة في ارتفاع أسعار الخبز وأسعار السلع الغذائية بعد تراجع سعر صرف الدينار الليبي مقابل الدولار الأمريكي، وسط مخاوف من تزايد حدة ارتفاع الأسعار مع قدوم شهر رمضان.
وارتفعت أسعار الخبز فأصبح الثلاث أرغفة بدينار واحد بارتفاع قدره 25%، وشكا عدد من المواطنين والمقيمين في ليبيا من ارتفاع الأسعار، حيث شهدت أسعار السلع الغذائية ارتفاعًا ملموسًا نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الدينار في السوق السوداء.
ارتفاع الدولار في السوق السوداء السبب
من جانبه علق سعد بن شرادة، عضو المجلس الأعلى للدولة، على الأزمة وقال إن زيادة أسعار زيادة السلع لا تزيد عن نسبة 5%؛ مرجعًا ذلك لارتفاع سعر الدولار مقابل الدينار في السوق السوداء، وعدم توافره بالمصارف مما يدفع التجار لاستيراد السلع بتكلفة أعلى، وبالتالي بيعها بسعر مرتفع.
ولفت شرادة إلى أن الإنتاج المحلي لبعض السلع لا يكفي سوى 20% من احتياجات السوق، وأن الاستيراد بالعملة الأجنبية هو الأساس، متوقعًا أن يتحول هاجس الأسر محدودي الدخل من ارتفاع أسعار السلع مع اقتراب شهر رمضان قد يتحول إلى واقع إن لم يبادر المصرف المركزي بتوفير العملة الأجنبية للتجار.
ولفت إلى ارتفاع سعر الخبز مع التلاعب في وزنه، وقال إنه قد يظل الوضع الاقتصادي مرتبكًا لحين إنهاء الانقسام السياسي والحكومي، مؤكدًا أن التصريحات الهجومية بين الحكومتين المتنازعتين يؤثر بالسلب على التعاملات الاقتصادية.
وعلق الخبير الاقتصادي الليبي وحيد الجبو، أن المشكلة قد تحل في حالة فتح المصرف المركزي الاعتمادات بشكل انسيابي، ما يسهل توفير احتياجات السوق، وتقليل فرص التلاعب في السوق السوداء.
وقال إن تسعيرة الخبز في أغلب المدن لا تزال أربعة أرغفة بدينار واحد، باستثناء المناطق البعيدة والتي تعامي أزمة وقود، مشيرًا إلى أن سعر قنطار القمح يباع من قبل المستوردين ما بين 185 إلى 220 دينار، لكن يقوم المضاربين برفع السعر.
أصحاب المخابز لا تلتزم باتفاق اللجنة الاقتصادية
من جانبه أكد رئيس النقابة العامة للمخابز والمطاحن، أبو خريص محمد، أن الاتفاق مع اللجنة الاقتصادية العليا لم يدخل حيز التنفيذ بخصوص بيع سعر قنطار الدقيق بـ185 دينار، مشيرًا إلى عدم تقيد أصحاب المطاحن بالأسعار.
وأشار إلى أن بعض المطاحن بمنطقة وادي الربيع لازالت تبيع قنطار الدقيق بسعر 210 دينار خارج الاتفاق مع اللجنة الاقتصادية العليا.
وعقد رئيس حكومة تصريف الأعمال عبد الحميد الدبيبة اجتماعًا لمتابعة توفر السلع الأساسية وضبط أسعارها خلال شهر رمضان، مؤكدًا تكاتف جهود الدولة لتوفير السلع والبضائع والوقوف أمام السماسرة والمضاربين في الأسواق.
وأكد وزير الاقتصاد سهيل بوشيحة خلال الاجتماع توفر كميات مناسبة من احتياجات السوق خلال شهر رمضان.
وقدمت اللجنة الاقتصادية الأمنية خطتها لمتابعة السوق الليبي في رمضان ومنع احتكار التجار والمضاربة بالأسعار، والتأكد من توافر السعر دون زيادة في أسعارها.
ويبلغ عدد المصريين المتواجدين في ليبيا حوالي 350 ألف مصري منهم 200 ألف متواجدين في المنطقة الغربية قرب الحدود مع السلوم والـ150 ألف الآخرين في المنطقة الشرقية، وتؤثر عليهم الأزمات في ليبيا وارتفاع الأسعار.