كتبت – أميرة سلطان..
تتزايد حدة الصراع في لبنان بشكل سريع، مما يضع المصريون فى لبنان في مأزق خطير، حيث يأتي هذا التصعيد بعد التقارير عن اجتياح بري محتمل لقوات الاحتلال الإسرائيلي، تزامنًا مع إعلان اغتيال قائد حزب الله حسن نصر الله، الذي أدى إلى استهداف مقر اجتماعات التنظيم بغارة جوية مطلع الأسبوع الجاري.
ومع تواصل الهجمات، والتي لا تقتصر على المنشآت العسكرية بل تشمل أيضًا المناطق السكنية، اضطر العديد من المواطنين المصريين إلى النزوح من الجنوب إلى الشمال هربًا من شبح الموت، حيث تناشد الجالية المصرية السفارة المصرية للتحرك السريع لإجلائهم كما فعلت مع الجاليات الأجنبية الأخرى.
المصريون فى لبنان
أحمد عمران، أحد المصريين فى لبنان، عبّر عن قلقه الشديد من الوضع الراهن، مؤكدًا ضرورة تدخل القيادة السياسية في مصر، قائلاً: “نناشد الرئيس عبدالفتاح السيسي بسرعة إجلاء المواطنين المصريين العالقين في مناطق القصف، بما في ذلك العائلات والأطفال، الوضع صعب، ولن ننتظر حدوث مكروه لأي فرد من الجالية”.
معاناة أبناء الجالية لا تقتصر على فقدان الأمن، بل تشمل أيضًا صعوبة تأمين الاحتياجات الأساسية، حيث قال محمد حمد، أحد المتضررين: “نحن نعيش في قلق دائم، فالوضع هنا غير آمن، والأطفال وكبار السن يشعرون بالخوف فهم عاجزون عن حماية أنفسهم، وجميعنا لا نعرف متى ستستهدفنا الطائرات أو المدافع”.
نزوح المصريين في لبنان
اللافت في الأمر أنه في ظل تلك الأوضاع الصعبة، بدأ البعض في التحرك نحو الحدود السورية، نظرًا لتوقف حركة الطيران في بيروت، بينما توجه آخرون إلى الأردن، كما دعت مجموعات من أبناء الجالية إلى التحرك نحو السفارة المصرية، حيث أصبح الكثير منهم بلا مأوى، وبعضهم يقيم في المدارس والبعض الآخر في الشوارع والمرافق العامة.
الأردن وسوريا بوابات عبور
وفي مشهد إنساني مميز، قام أحد المواطنين الأردنيين بإعلان استعداده لاستقبال الأسر النازحة من لبنان دون أي مقابل، وهو ما لاقى تفاعلًا واسعًا من الجميع، حيث قال في تدوينة له: “أي شخص أو عائلة ترغب بالحضور إلى الأردن، أهلاً وسهلاً بكم في بلدكم الثاني”.
واعتبر محمد عمر، مقيم مصري في لبنان، أن استمرار تلك الأوضاع المتدهورة مع اقتراب فصل الشتاء فإن الأوضاع ستصبح مأساوية، خصوصًا مع توقف النشاط الاقتصادي وزيادة الضغط على الخدمات والمرافق في الشمال.
وتتطلب تلك الأزمة تعاونًا دوليًا ومساعدة سريعة لضمان سلامة وأمان الجاليات المتضررة، بينما يبقى أمل العودة إلى الهدوء هو الشغل الشاغل لكل من يعيش تحت وطأة الحرب والدمار.
قد يهمك رسالة عاجلة من السفارة المصرية في لبنان لأبناء الجالية: «توجهوا للسفارة فورًا في تلك الحالة»