كتب – هاني جريشة..
تعتبر دولة اليابان من الدول المتقدمة والأكثر انتظامًا في مواعيد عملها، لكن طبيعة الشعب أنه يقدس العمل والانتظام في الحياة واحترام الآخرين والتنوع الثقافي والديني، وفي شهر رمضان تختلف الطقوس والعادات للمسلمين والعرب في اليابان عن أي دولة أخرى.
ويحرص المسلمون على التجمع في مسجد طوكيو الأكبر، أو مسجد كوبه؛ لتأدية الصلوات وقراءة القرآن الكريم، كما يحرصون على تزيين الشوارع وخاصة الشوارع التي يوجد بها تجمعات عربية بزينة رمضان التقليدية والفوانيس، ويفضل البعض منهم السفر لأداء العمرة خلال شهر رمضان.
كما تحرص المساجد في اليابان على فتح أبوابها أمام المسلمين وغير المسلمين خلال شهر رمضان من أجل تعريفهم بالدين الإسلامي، ومن أبرز مظاهر شهر رمضان في اليابان، تنظيم مآدب الإفطار الجماعي؛ وذلك من أجل زيادة الروابط بين المسلمين في هذا المجتمع الغريب خاصة بين العرب الذين يتواجدون لأغراض سريعة ولا يعرفون في هذا البلاد أحدًا تقريبًا.
عبد الباسط والمنشاوي في اليابان
ومن بين المفارقات الغريبة أنك تسمع أصوات المقرئين الراحلين أمثال الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ومحمد صديق المنشاوي، في ربوع الأحياء التي يغلب عليه نسب المسلمين اليابانيين في طوكيو، فهذان المقرئان يحظيان بشعبية جارفة بين الأوساط الإسلامية اليابانية.
بوابة «وصال» حاولت التعرف بشكل أكبر على طقوس رمضان في اليابان، وما يفتقده المصريين هناك.
وفي هذا السياق، التقت وصال الدكتور أشرف محمد، المتخصص في جراحة الفكين والحاصل على الدكتوراه من اليابان، والذي قال: «لن تشعر بأجواء رمضان في اليابان إلا وسط ربوع الأحياء المسلمة والجاليات العربية، فالحياة اليابانية حياة جافة يغلب عليها العمل والانتظام في المواعيد لكنهم يحترمون مبادئ وطقوس المسلمين الدينية ويعتبرونها من حقوقهم المشروعة».
وأشار «محمد» إلى أن المصريين في اليابان يحاولون إقامة التجمعات على الإفطار أو السحور وفق ما يكون مناسبًا لأوقات عملهم؛ لأن بعضنا يفطر في وقت عمله، خاصة من يعملون في ورديات ليليه كالأطباء وغيرهم.
كما أوضح أن الأمر الوحيد الذي قد يضفي شيئا من روحانيات رمضان هو الذهاب إلى صلاة التراويح في المساجد الكبرى، وعادة ما يكون هناك بعثات من مشايخ وقراء الأزهر طوال شهر رمضان خاصة أن المسلمين اليابانيين يعشقون الشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ محمد صديق المنشاوي.
جمع الزكاة عبر المركز الإسلامي
وأوضح أن المساجد الكبرى في اليابان تلعب أدوارًا مهمة كتنظيم جلسات لحفظ القران والدروس والعظات الدينية، كما تجمع الزكاة من أجل إنفاقها في وجوه الخير ودعم العمل الإسلامي، ويتم جمع الزكاة طوال العام وفي شهر رمضان في المركز الإسلامي صاحب المصداقية العالية في هذا المجال، مشيرًا إلى أن أهم المساجد باليابان التي تستقبل المصلين خلال رمضان، طوكيو الكبير، وأوتسكا، وجمعية مسلمي اليابان، والسلام، وكوبي.
وحول الفعاليات التي تقام في رمضان قال الدكتور أشرف: «هناك عادة رسمية يقوم بها رئيس الوزراء الياباني في كل رمضان، وهي دعوة السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية الإسلامية، إلى حفل إفطار في مبنى رئاسة الوزراء، يحضره بعض الوزراء والشخصيات المسلمة التي ترتبط بعلاقات مع الدول الإسلامية، كما تقيم حاكمة طوكيو، حفل إفطار مماثل».
وأشار إلى أن السفارة المصرية والجالية نظموا حفل إفطار حضره ما يقرب من 120 فردًا من المصريين والعرب واليابانيين والأجانب، موضحًا أن الحضور استغلوا ما يجري من عدوان في غزة لجمع التبرعات لأهالي القطاع وإرسالها عبر وكالة «الأونروا».
وأضاف إن ترتيبات صلاة عيد الفطر تتم خلال العشر الأواخر من رمضان، وكان يسمح للمسلمين أداء الصلاة في المساجد أو الزوايا الصغيرة، لكن مؤخرًا سمحت السلطات اليابانية بإقامتها في الحدائق العامة والمتنزهات والملاعب الرياضية.