كتب – محمد أبو الدهب..
أنقذت فرق إغاثة تابعة للسلطات الإيطالية، وأخرى لمُنظّمات غير حكومية، السبت، 300 مهاجرًا غير شرعي، بينهم مصريون، في 5 عمليات إنزال لرحلات هجرة غير شرعية بجزيرة «لامبيدوسا» في إيطاليا.
وكان من بين المهاجرين سيدة من إثيوبيا وضعت مولودها على متن القارب قبل وقت قصير من هبوطها، ونُقلت مع طفلها الرضيع إلى عيادة الجزيرة بصحة جيدة؛ إضافة إلى والدتها وشقيقتها الصغرى.
الرحلة الأولى.. 7 آلاف يورو للتهريب
غادر القارب الأول، الذي يبلغ طوله 10 أمتار، ميناء زوارة الليبي، وأنقذه زورق دورية للشرطة الإيطالية قبالة سواحل جزيرة «لامبيدوسا».
وكان على متن الرحلة 47 مهاجرًا أعلنوا أنهم من مصر، بنجلاديش، باكستان، وسوريين.
وأخبر المهاجرون رجال الإنقاذ في إيطاليا أنهم دفعوا للمُهرّبين في ليبيا ما بين 5,500 إلى 7 آلاف يورو للفرد الواحد مقابل العبور على متن القارب.
الرحلة الثانية.. أطفال على متن القارب
ووصل 125 مهاجرًا إلى جزيرة «لامبيدوسا» بإيطاليا، مساء السبت، ونجحت فرق الإغاثة المتمركزة قبالة الشاطئ في إنقاذ جميع من كان على متن القارب، الذي بلغ طوله 10 أمتار.
وأقر المهاجرون أنهم من مصر، بنجلاديش، إريتريا، إثيوبيا، باكستان، وسوريا، وكان بينهم أربع نساء وخمسة أطفال. وقالوا إنهم أبحروا من مدينة صبراتة الليبية.
الرحلة الثالثة.. إصابة مهاجر باختناق
وكشفت فرق الإنقاذ الإيطالية عن قارب آخر يحمل 66 مهاجرًا قبالة الشاطئ، من مصر، بنجلاديش، نيجيريا، وسوريا بينهم طفلين.
ونجحت دورية من وكالة «Frontex» لإغاثة المهاجرين من إنقاذهم؛ حيث نُقلوا جميعًا إلى الجزيرة.
وطالب مهاجرٌ منهم بالعلاج من المسعفين في العيادة بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي، لاستنشاقه الأبخرة المنبعثة من مُحرّك القارب الذي كان يسافر عليه، والتي تحتوي على مواد هيدروكربونية.
الرحلة الرابعة.. من تونس إلى إيطاليا
وفي رحلة أخرى؛ تمكّنت فرق «فيام جيالي» بجزيرة لامبيون بصقلية في إيطاليا، من ملاحقة 27 تونسيًّا، بينهم 3 قاصرين، وأنقذوهم.
ووصلت المجموعة في زورق طوله 6 أمتار، وأخبروا رجال الإنقاذ أنهم نُقلوا إلى الزورق بعد سفرهم على متن قارب صيد تونسي.
الرحالة الخامسة.. إنقاذ 35 مهاجرًا
في عملية الإنزال الخامسة، اليوم، اعترضت قوات خفر السواحل الإيطالية، 35 مهاجرًا آخرين أثناء سفرهم على متن زورق مطاطي.
ونُقل المهاجرون غير الشرعيين على متن جميع الرحلات الخامسة إلى النقطة الساخنة أو مركز الإيواء، الذي يتواجد فيه حاليًا 126 مُهاجرًا من رحلات لاحقة.
المهام الإنسانية وجهود الإنقاذ
نُظمت مهمة جديدة للسفينة «مير جونيو»، بالتعاون مع مؤسسة «ميجرانتس» التابعة للكنيسة الكاثوليكية الإيطالية.
وتعتبر هذه المهمة رقم 18 منذ أكتوبر 2018 للسفينة الوحيدة التابعة للأسطول المدني الإيطالي.
ولأول مرة؛ يرافق السفينة قارب شراعي دعم من مؤسسة «Migrantes» لمراقبة وتوثيق عمليات الإنقاذ.
وتلقى طاقم السفينة رسالة دعم وتأييد من البابا فرنسيس، مع تمنياته بالنجاح وحمايتهم في مهمتهم الإنسانية.
«لامبيدوسا».. مقصد أساسي لرحلات الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا
وتشهد جزيرة «لامبيدوسا» تزايدًا في عدد المهاجرين الوافدين، حيث تستمر عمليات الإنقاذ والإنزال.
وتتواصل الجهود الإنسانية والدينية لدعم وإنقاذ المهاجرين، بمشاركة منظمات المجتمع المدني، وبمباركة البابا فرنسيس.
وتبقى الوضعية في جزيرة «لامبيدوسا» حرجة للغاية، بعد مواصلة الجزيرة التعامل مع تدفُّق مُستمر للوافدين، ما يضع ضغطًا كبيرًا على مرافق الاستقبال التي تُعاني بالفعل من الاكتظاظ.
وتستمر عمليات الإنقاذ والنقل بلا توقف بمحيط هذه الجزيرة، في محاولة للاستجابة لأزمة لا يبدو أنها تتحسن على المدى القريب، رُغم جهود الحكومة الإيطالية للحد من رحلات الهجرة غير الشرعية.
وتقع جزيرة «لامبيدوسا» في أقصى جنوب إيطاليا، بين مالطا وتونس، وتعدُّ امتدادًا للقارة الإفريقية من الناحية الجغرافية، ويصل عدد سكانها إلى نحو 7 آلاف نسمة، وترتفع 133 مترًا فوق سطح البحر.
وجزيرة «لامبيدوسا»، تقع ضمن مجموعة من 3 جزر إيطالية تسمى الأرخبيل البلاجي، تضم أيضًا لينوسا ولامبيوني، وتتبع إداريًا منطقة صقلية، وتعتبر مدينة صفاقس التونسية أقرب المدن لها.
وتعد الجزيرة الإيطالية أقرب إلى تونس؛ فتبعد نحو 133 كيلومترًا عن الساحل التونسي، و176 كيلومترًا عن مالطا، في حين تبعد 205 كيلومترات عن ميناء إمبيدوكلي بصقلية، التي تعد أقرب جزء من الأراضي الإيطالية إلى الأرخبيل.
أرقام صادمة
وتتصدر إيطاليا قائمة الدول الأوربية الأكثر تضررًا من قضية الهجرة غير الشرعية، ما دفعها إلى اتخاذ تدابير صارمة خلال العام الجاري لوقف مثل تلك الرحلات.
وشهد عام 2023 رقمًا قياسيًا في عدد المهاجرين غير الشرعيين الوافدين إلى دول الاتحاد الأوروبي، التي سجلت وصول 355 ألفًا و300 مهاجر، وفق بيانات الوكالة الأوروبية لإدارة التعاون على الحدود الخارجية “فرونتكس”.