كتب – محمد أبو الدهب..
أنقذت فرق إغاثة تابعة للسلطات الإيطالية، وأخرى لمُنظّمات غير حكومية ، الثلاثاء، 421 مُهاجرًا غير شرعي، بينهم مصريون، في عمليات إنزال عدة بجزيرة «لامبيدوسا» بإيطاليا.
إنقاذ مهاجرين غير شرعيين في إيطاليا
تمكّنت وحدات الإنقاذ من انتشال مهاجرين غير شرعيين أتوا على قوارب، في 12 رحلة متتابعة كانت مُتجهة إلى جزيرة «لامبيدوسا» في إيطاليا.
وأُنقذت المجموعة الأولى، المُكوّنة من 60 مُهاجرًا من مصر، بنغلاديش، باكستان، وسوريا، بواسطة زورق الدورية Pv5 التابع لخفر السواحل.
وجرى إنقاذ قارب على متنه 58 مُهاجرًا من مصر، سوريا، والمغرب، بواسطة منظمة «نادير» غير الحكومية، التي قامت بنقلهم إلى الرصيف التجاري.
وقدمت زوارق الدورية V836 التابعة لحرس السواحل الإيطالية، المساعدة العاجلة لقارب يحمل 12 مهاجرًا من مصر، وسوريا، بعد إتمام عملية إنقاذهم.
ووصل 70 مهاجرًا من بينهم 35 امرأة و5 أطفال، من مصر، بنجلاديش، إريتريا، باكستان، وسوريا، إلى السواحل الإيطالية على قارب مطاطي بطول 12 مترًا.
وجرى إنقاذ هؤلاء بواسطة فرق تابعة لمنظمة «هيوماينيتي» غير الحكومية، التي نقلتهم إلى زورق الدورية Cp311 التابع لخفر السواحل.
وأغاثت فرق الإنقاذ 3 قوارب صغيرة أخرى، كانت تقل 87 مهاجرًا من تونس وجامبيا وسوريا، ووزعوا على المهاجرين بها سترات النجاة، وقُدمت لهم المساعدات الطبية العاجلة قبل نقلهم لمراكز الإيواء المُجهّزة سابقًا.
الرحلات انطلقت من تونس وليبيا إلى إيطاليا
وبحسب الشهادات التي جُمعت من المهاجرين؛ فإن هذه الرحلات انطلقت في وقتٍ سابق من مدن ساحلية تابعة لدولتي ليبيا، وتونس، بعد دفع مبالغ مالية متفاوتة لعصابات التهريب.
وإحدى تلك الرحلات انطلقت من منطقة كربولي في ليبيا، ودفع كل واحد منهم ما بين 4 إلى 7 آلاف دولار للوصول إلى أوروبا، وفقًا لشهادة المهاجرين.
وأفادت المجموعة الثانية، وتشمل 19 شخصًا، بأن رحلتهم انطلقت من مدينة صبراتة في ليبيا، ودفع البنغاليون في هذه الرحلة ما يصل إلى 9 آلاف دولار.
وكان لدى مُنظمة «هيوماينيتي» مهاجرين آخرين، تم إنقاذهم في عمليات أخرى وهي مُتجهة إلى مدينة جنوة في إيطاليا لإنزالهم، كما وصل 167 مهاجرًا إضافيًا إلى لامبيدوسا؛ فسُجّلت 8 عمليات إنزال في أوقات مُتلاحقة، بإجمالي 277 شخصًا.
وكان على متن القوارب الأخيرة، التي اعترضتها زوارق خفر السواحل، ووحدة «فرونتكس» الرومانية، مجموعات تتراوح من 28 إلى 52 شخصًا، أغلبهم من مصر، غانا، غامبيا، غينيا، ماليزيا، نيجيريا، ليبيريا، وسوريا.
وأفادت مجموعتان منهما بأنهما انطلقتا من صفاقس في تونس بعد دفع ما بين 1000 إلى 2000 دولار، بينما انطلقت المجموعتان الآخرتان من كربولي وصبراتة بعد دفع ما بين 5 إلى 6 آلاف دولار.
وكانت قوارب أخرى، أبحرت من كربولي وصبراتة في ليبيا، وجرجيس وصفاقس في تونس، وتقل على متنها مجموعات تتراوح من 11 إلى 43 مهاجرًا من الكاميرون والجزائر ومصر وسوريا وتونس.
نقل المهاجرين لمراكز إيواء في إيطاليا
ونُقل المهاجرين الذين وصلوا إلى مركز الاستقبال في لامبيدوسا، الذي يستضيف حاليًا 524 شخصًا، بينهم 4 سيدات في مراحل مُتقدّمة من الحمل.
وأدّت حالة الاكتظاظ إلى تدخُّل محافظة «أغريجنتو»، التي قررت نقل 280 مهاجرًا من مركز الإيواء في إيمبرياكولا إلى ميناء الجزيرة، تمهيدًا لنقلهم مرة أخرى على متن العبارة سانسوفينو، التي تقلُّهم في المساء إلى بورتو إمبيدوكلي.
«لامبيدوسا».. مقصد أساسي لرحلات الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا
تبقى الوضعية في جزيرة «لامبيدوسا» حرجة للغاية، بعد تواصل الجزيرة التعامل مع تدفق مستمر للوافدين، ما يضع ضغطًا كبيرًا على مرافق الاستقبال التي تُعاني بالفعل من الاكتظاظ.
وتستمر عمليات الإنقاذ والنقل بلا توقف بمحيط هذه الجزيرة، في محاولة للاستجابة لأزمة لا يبدو أنها تتحسن في المدى القريب، رُغم جهود الحكومة الإيطالية للحد من رحلات الهجرة غير الشرعية.
وتقع جزيرة «لامبيدوسا» في أقصى جنوب إيطاليا، بين مالطا وتونس، وتعد امتدادًا للقارة الإفريقية من الناحية الجغرافية، ويصل عدد سُكانها نحو 7 آلاف نسمة، وترتفع 133 متراً فوق سطح البحر.
وجزيرة «لامبيدوسا»، هي أكبر مجموعة من 3 جُزر إيطالية تسمى الأرخبيل البلاجي، تضمُّ أيضًا لينوسا ولامبيوني، وتتبع إداريًّا منطقة صقلية، وتعتبر مدينة صفاقس التونسية أقرب المُدن لها.
وتعدُّ الجزيرة أقرب إلى تونس؛ فتبعد نحو 133 كيلومترًا عن الساحل التونسي، و176 كيلومترًا عن مالطا، في حين تبعد 205 كيلومترات عن ميناء إمبيدوكلي بصقلية، التي تعد أقرب جزء من الأراضي الإيطالية إلى الأرخبيل.