كتبت – أميرة سلطان..
تكررت مؤخرًا حوادث الغرق بين مهاجرين مصريين في بحيرات إيطاليا، الذين أفلتوا من الموت في مراكب الهجرة غير الشرعية رغم أمواج البحر المتوسط العاتية، لتدفعهم الأقدار للموت بقسوة داخل بحيرات عميقة ابتلعتهم مياهها لتكتب معها نهاية أحلامهم في بلاد الغربة.
حوادث الغرق في إيطاليا
وقع العدد الأكبر من حوادث الغرق في بحيرات كومو، وماجيورى، وغاردا، التي تتسم جميعها بمياهها العميقة وتصنف بأكبر ثلاث بحيرات على مستوى إيطاليا والأعمق بين دول القارة الأوروبية حيث يصل عمق الواحدة منها حوالي 200 متر تحت مستوى سطح البحر.
مصري يبحث عن كرة في البحيرة فمات غرقًا
آخر ضحايا تلك الحوادث، حسام عيد عبد الفتاح، ابن محافظة الشرقية، 25 عامًا، وصل إلى إيطاليا عن طريق أحد قوارب الهجرة غير الشرعية، ليبدأ في تحقيق حلم السفر والعمل في إيطاليا لتحقيق ذاته، رغبة في الإنفاق على أسرته الكبيرة وتجهيز نفسه للإقبال على الزواج، لكن القدر كان يسبق كل شيء، لم تمض سوى أشهر معدودة، وصارع الموت بحثًا عن كرة.
وقال أحد الأصدقاء المقربين من “حسام”، إنه كان يلعب بالكرة رفقة أصحابه قبل أن تسقط في قناة موزا في كاسانو دادا، ليقفز مسرعًا في المياه بحثًا عنها، لكنه لم يتمكن من الخروج منها بسبب شدة التيار التي جرفته، ومات غرقًا، ليحطم حلمه وحياته في آن واحد.
تكرار حوادث الغرق دفع السلطات الإيطالية للتنبيه على ضرورة مراعاة السباحة في الأماكن المصرح بها فقط، نظرًا لوجود أماكن ذات تيارات شديدة ودوامات غارقة، وسحب للداخل، خاصة وأن مياه البحيرات ثقيلة على عكس مياه البحار المالحة الخفيفة.
غرق مراهق وفتح التحقيق في وفاته
مأساة أخرى، وقعت في بحر مارجريتا دي سافويا لمراهق مصري يدعى غالى إبراهيم يبلغ من العمر 16 عامًا، توفى قبل أيام قليلة، عندما كان بصحبة أربعة فتيان آخرين حيث كان جزءً من برنامج تعاوني لمشاريع الاستقبال والتكامل الاجتماعي التابعة لبلدة ريونيرو فى فولتورى، التي تقع في مكان مجاور لموقع الحادث، بالقرب من مؤسسة الاستحمام “لا بوسولا”.
وقال رجال الإنقاذ عن الواقعة: “إن المراهقين الأربعة سحبتهم الأمواج لأسفل، لكن تمكنا من إنقاذ ثلاثة منهم باستثناء “غالى” الذي جرفته المياه بعيدًا، ليظهر بعدها جثمانه ولم تنجح محاولات إسعافه، وقد قام مكتب المدعي العام بفتح التحقيق في قضية قتل غير متعمد بسبب الإهمال وعدم مراقبة قاصر”.