رئيس التحرير   نرمين عبد الظاهر           

ذات صلة

الأكثر قراءة

بين الموت والحياة.. كيف عاش 200 راكب تجربة تحطم وشيك على متن طائرة مصرية؟

تعرض ركاب طائرة على الخطوط الجوية المصرية للحظات من الرعب والهلع بسبب عطل مفاجئ ضرب محركاتها

للمقيمين في بريطانيا.. دليل شامل لأفضل أنواع القروض العقارية ومتطلبات التقديم

كتبت_ سما صبري.. يعد سوق العقارات البريطاني وجهة جذابة للمستثمرين...

بتوزيع الحلوى والهدايا.. مدرسة نجيب محفوظ بميلانو تحتفل بعودة الدراسة (صور)

كتب- محمد أبو الدهب.. احتفلت مدرسة نجيب محفوظ بميلانو، الجمعة،...

بسبب تصادم قطارين بميلانو وعوامل أخرى.. فوضى بخطوط السكة الحديد في إيطاليا (فيديو)

كتب- محمد أبو الدهب.. شهدت خطوط السكة الحديد في إيطاليا،...

«كوجني» الإيطالية.. مقصد عشّاق التخييم والطبيعة يعود للحياة من جديد

كتب – محمد أبو الدهب..

فتحت مدينة كوجني الإيطالية أبوابها أمام مئات السائحين مرة أخرى، بعد أربعة أسابيع من الغياب، بسبب سوء الأحوال المناخية.

وجاء قرار السلطات الإيطالية بإعادة فتح الطريق الإقليمي المؤدي إلى كوجني بعد أربعة أسابيع من فيضان 29 يونيو الماضي، وتم استقبال القرار بحالة كبيرة من الترحاب والارتياح من قبل عُشّاق هذا المقصد السياحي الثري.

أزمة مناخية في مدينة كوجني

مدينة كوجني الواقعة شمالي غرب إيطاليا مثّلت نموذجًا عالميًّا لحالات التّطرف المناخي التي ضربت العالم العام الجاري.

ففي يونيو الماضي، باتت كوجني معزولة عن البلدات المجاورة بعد سد طرق الوصول إليها؛ بسبب الأمطار الغزيرة، والانهيارات الطينية.

ولسوء الأحوال المُناخية؛ ضربت موجة عنيفة من العواصف والأمطار الأجزاء الشمالية الغربية لإيطاليا، ما نتج عنه فيضانات وانهيارات أرضية طينية، تسببت في غلق الطريق الإقليمي تمامًا.

حياة بعد موت

“عادت بعد موت محقق”.. هكذا وصفت صحف إيطالية قرار إعادة فتح بلدة “كوجني” أمام السائحين، لقضاء عطلتهم بين أحضان الطبيعة الإيطالية التي توصف بـ”الخلّابة”.

وتجسدت حالة الانتشاء من فتح كوجني بشكل مُلفت في سياق حديث المواطن الإيطالي سيلفيو موناكو، وزوجته أوزين دي أيمافيليس لصحيفة « La Repubblica» الإيطالية.

وعبر الزوج للصحيفة عن سعادته لزيارة البلدة مرة أخرى بعد إعادة فتحها قائلًا: “لقد وصلنا أخيرًا، نحن نأتي إلى كوجني كل عام منذ 15 عامًا”.

ويصف “موناكو” سُكان البلدة بأنهم “أناس طيّبون ومضيافون”؛ فطالما أنه على قيد الحياة فيستمر في الذهاب إلى هناك -على حسب تعبيره-.

كوجني مقصد مثالي للسياح

بلدة كوجني الواقعة في منطقة وادي أوستا بشمال غرب إيطاليا، تعتبر واحدة من الوجهات السياحية التي تجمع بين جمال الطبيعة وسحر التاريخ والثقافة.

وتحيط بالبلدة جبال الألب الإيطالية؛ ما يجعلها مقصدًا مثاليًا لمحبي الطبيعة، والأنشطة الخارجية على مدار العام، خصوصًا التخييم.

وما يميزها أيضًا، احتلالها موقعًا فريدًا في قلب حديقة “جران باراديسو الوطنية” وهي واحدة من أقدم وأشهر الحدائق الوطنية في إيطاليا.

كما تبعد عن العاصمة الإقليمية أوستا بحوالي 29 كيلومترًا، الأمر الذي يجعلها قبلة للوافدين عليها من أجل قضاء عطلة هادئة وممتعة.

تلك الخصوصية دفعت سيلفيو موناكو إلى القول: “في المرة الأولى التي أتيت فيها إلى هنا كان عُمري 18 عامًا، واليوم بلغت 81 عامًا، وسنبقى حتى أوائل سبتمبر، مثل كل عام، نحن مغرمون بهذا المكان”.

فيما قالت زوجته أوزين دي أيمافيليس: “لقد أقمنا الفترة الماضية في وادي أوستا مترقبين إعادة فتح الطريق الإقليمي لنصل إلى وجهتنا المحببة هنا، في كوجني”.

أنشطة صيفية وشتوية

بفضل هبات الجغرافيا والطبيعة؛ تصدّرت “كوجني” المشهد السياحي في إيطاليا صيفًا وشتاءً.

ويمكن وصف البلدة بأنها لوحة فنية متكاملة بجبالها الشاهقة، ووديانها الواسعة، فضلًا عن الغابات الكثيفة، والشلالات المتدفقة.

تلك المشاهد الفريدة تتيح لروادها الاستمتاع بأنشطة متنوعة مثل السير لمسافات طويلة داخل الحديقة الوطنية، وركوب الدراجات الجبلية، وتسلق الجبال، ومراقبة الطيور، والاستمتاع بالتأمل في جبال الألب الشاهقة.

كما أن توافر الأنهار والبحيرات المحيطة بالبلدة يعد عاملًا مناسبًا لممارسة الرياضات والأنشطة المائية مثل السباحة، التجديف، وصيد الأسماك.

كوجني ليست مقصدًا سياحيًّا في فصل الصيف فقط، ففي فصل الشتاء تتحول إلى قبلة لعُشّاق رياضة التزلج بفضل مسارات التزلج المتعددة، وتكوّن الثلوج على المرتفعات.

سيرجيو داميتو، هو مواطن إيطالي آخر من بين الأوائل الذين سافروا على طول الطريق الإقليمي المؤدي إلى البلدة؛ كان من المفترض أن يكون هناك يوم 20 يونيو الماضي قبل الكارثة كعادته السنويّة، لكنه تأخر.

وفي هذا السياق قال سيرجيو داميتو:” أذهب وزوجتي للتخييم في ليلاز، ونأتي إلى كوجني منذ 30 عامًا، ونحاول استغلال الأمر هذا الشهر، بعد أربعة أسابيع من العزلة”.

وتوفر “كوجني” مجموعة متنوعة من خيارات الإقامة التي تناسب جميع الأذواق والميزانيات، بدءًا من الفنادق الفاخرة إلى البيوت الريفية والشاليهات.

كما تتوفر العديد من المطاعم التي تقدم المأكولات الإيطالية التقليدية، بما في ذلك الأطباق المحلية الخاصة بمنطقة وادي أوستا.

معالم وفعاليات كوجني

جمال الطبيعة ليس وحده الذي يميز كوجني، فهناك معالم تاريخية ومزارات أثرية تتمتع بها؛ أبرزها الكنيسة الرومانية أو كنيسة سانتا ماريا أسونتا، التي تعود إلى القرن الثاني عشر، وتعتبر مثالًا شاهدًا على روعة العمارة الرومانية.

وتحتضن كوجني قرية جران باراديسو، وهي قرية صغيرة تضم العديد من المنازل التقليدية والمزارع، ما يعكس ثقافة الحياة الريفية الإيطالية.

وتقام في البلدة العديد من المهرجانات والفعاليات التقليدية على مدار العام، مثل مهرجاني الزهور، والطعام المحلي، حيث يمكن للزوار تذوق تلك الأطباق التقليدية الشهية، التي يقدمها لهم السكان المحليين.

اقرأ أيضًا بينهم مدرسة مصرية معتمدة.. إليك أشهر 5 أماكن لتعليم اللغة العربية في إيطاليا