حوار- هناء سويلم..
“تيتو المصري” اسم تردد بقوة في عالم البيتزا الإيطالي، فهو المصري الوحيد الذي استطاع أن يتفوق على صُناع البيتزا الإيطالي في عُقر دارهم، وحصل على جائزة أرشمبلدو الذهبية مرتين متتاليتين، ويسعى للحصول على الجائزة للمرة الثالثة في العام القادم 2025.
تيتو المصري أو تامر محمد علي، تتلمذ على يد أشهر طهاة البيتزا في إيطاليا بينهم إرنستو كاسيالي، وهو أول من صنع بيتزا للرئيس الأمريكي بيل كلينتون في نابولي، وكانت شريكة الكفاح والعمر زوجته الإيطالية فيرونكا ماتورو، بجواره وتشاركا سويًا في نفس المجال وتجمعا على حب طهي البيتزا.
تيتو افتتح مطعمه أنتيكا بيتزاريا والمصنف من أفضل مطاعم إيطاليا، ويرتاده الإيطاليون للاستمتاع بـ”بيتزا تيتو” والمصنف من أفضل طهاة البيتزا الإيطالية، ويحلم بأن ينقل مسابقة الأرشمبلدو إلى مصر.
“وصال” تواصلت مع “تيتو” لمعرفة قصة كفاحه في إيطاليا، وإليكم نص الحوار:
في البداية أكتب لنا بطاقة تعريف بتامر محمد علي.. نشأتك وتعليمك؟
اسمي تامر محمد علي محمد مصطفي، شهرتي في إيطاليا تيتو المصري، مواليد 1982 في مدينة بنها، خريج المعهد العالي لخدمة اجتماعية جامعة بنها لعام 2000.
متى سافرت إلى إيطاليا وبأي وسيلة؟
أنا سافرت إلى إيطاليا بالصدفة، والدي كان مرتاح ماديًا، ولكن كنت بشوف اللي بيسافروا إيطاليا قلت لأبويا أنا عايز أشوف إيطاليا، ولأني كنت مدلل قال لي هدفع لك فلوس تروح تتربى.
وفي أكتوبر 2006 دخلت بشكل قانوني وتأشيرة دخول رسمية، ولم أدخل إلى إيطاليا من خلال مراكب الهجرة غير الشرعية.
أول ما وصلت إلى إيطاليا كل بلدياتي سألوني إية اللي جابك؛ لأن والدي لديه شركة أتوبيسات، والحياة في إيطاليا في البدايات صعبة، ولا تجد مساعدة من أحد.
كيف انتقلت من مجال دراستك إلى مجال السياحة والفنادق من خلال المعجنات خصوصًا البيتزا؟
أي مهاجر جاء إلى إيطاليا لم يعمل بمجال دراسته، ولكنه بدأ بالعمل في الوظائف المتوفرة والمتاحة له من أجل الإنفاق على سكنه ومعيشته.
زوج خالتي ساعدني في الحصول على سكن، وبدأت العمل كعامل نظافة، ثم فتحت شركة للنظافة، وفي هذا الوقت زرت صديقًا لي في مكان آخر بعيد عن سكني وكان يعمل في البيتزا، رأيت عمله وأعجبني المجال لكن لم تعجبني طريقة العمل، لأن البيتزا عجينة ومن خلال العجينة يتم تشكيلها بالشكل المفضل لك، مثال النحات هي كالفن ولا بد من الإبداع، البيتزا ليست مجرد عجينة وخضار، هي فن.
قررت الدخول في مجال البيتزا وتحويلها من مجرد عجينة إلى لوحة فنية يراها الناس، بدأت التعلم مع صديقي أساسيات البيتزا، لكن بعدما تعلمت أساسيات البيتزا والعجين والصلصة، قررت أن اتخصص في البيتزا والاختلاف فيها، فاتجهت إلى التعلم في أكاديمية لتعليم البيتزا في إيطاليا، تعرفت على شيف ماسمو كوستانزو وهو مُعلم في الأكاديمية، ثم تعرفت على لويجي كاسيالي وهو ابن أرنستو كاسيالي أول من صنع بيتزا للرئيس الأمريكي بيل كلينتون أثناء زيارته لنابولي، وهو أول صانع للبيتزا فريتا.
لويجي كاسيالي هو صديق لي وعلمني في رحلتي، ثم فتحت مطعمي الخاص “أنتيكا بيتزاريا”.
كيف تعرفت على زوجتك الإيطالية، وهل كان لها دور في تجربة نجاحك؟
زوجتي من مواليد 1985 أنا أكبر منها بثلاث سنوات فقط، لم أذهب لأتزوج من إيطالية كبيرة في السن من أجل تحقيق أهدافي، تعرفت عليها كان لديها شركة نظافة وأنا كان لدي شركة نظافة وتعرفنا على بعض من خلال العمل، وقعت في حبها من أول نظرة، وعرفتها بالقرآن والدين الإسلامي، واختارت الدخول في الدين الإسلامي، وأسمت نفسها مريم.
تقدمت لزوجتي وطلبت يدها من والدها، وعملت حوالي 4 سنوات في شركة النظافة مع المطعم بيتزاريا، فوجدت نفسي أترك البيتزاريا في وقت عمل الشركة للعمال في المطعم ولم يكن يعجبني هذا الأمر؛ أردت أن أكون مختلفًا وليس مجرد مطعم كأي مطعم بيتزا، وكانت عيني على جائزة ملك أرشمبلدو.
قررت أنا وزوجتي التفرغ في مجال البيتزا، ولأن مجال البيتزا يكون عدد الساعات في العمل أكثر فأنا أعمل من 8 صباحًا وحتى 11 مساءً، فاختارت أن تشاركني في هذا المجال في مطعم بيتزاريا حتى نكون سويًا، وأصبح دمها مصري، ولها دور كبير في نجاحي في إيطاليا بوقفتها بجانبي.
وبفضل دعمها شاركت في مسابقات عالمية كثيرة، فيرونيكا زوجتي ساعدتني كثيرًا، وتحملت طباعي المصرية الحادة، وتحملت الكثير من الظروف بجانبي.
كيف تفوقت في مجال البيتزا في إيطاليا وهي تعتبر منبع البيتزا، وهل تدربت على يد أحد منهم أو ماذا فعلت؟
أنا تدربت على يد لويجي كاسيالي، أنا عندما أردت تعلم البيتزا اتجهت لأصل المهنة وكبار أساتذة المجال، وأصبح صديقًا مقربًا لي وأعطاني سر المهنة، واستكملت في المهنة ومن خلال خبرتي أصبح لي طريقتي الخاصة.
وكانت زوجتي أول زبائني فاختبر عجينتي الخاصة على زوجتي وأقوم بتذوقها أولًا، ولا استخدم مياه الحنفية، واختار نوع ملح مخصص في العجينة لا استخدم الملح العادي لأن له أثر في العجينة، وشهرتي أن عجينتي خفيفة.
وأيضًا أنا أشهر طاهي كباب في المنطقة الموجود بها؛ لأن الكباب لحمة مع عجينة.
عرفنا بمسابقة أرشمبلدو وكيف قدمت فيها لأول مرة، وما دافعك نحو التقديم؟
مسابقة أرشمبلدو متخصصة في البيتزا، سُميت على اسم برواز شهير في العالم، والجائزة عبارة عن شكل أرشمبلدو على قطعة ذهب ومكتوب عليها اسم الفائز واسمي عليها تيتو المصري.
من كان ينافسك وكيف تفوقت عليهم وحصلت على الجائزة وما هي الجائزة؟
عندما شاركت في المسابقة اختاروا أفضل 30 صانع بيتزا يأخذ جائزة حجر بماء الذهب وقلمين ذهب، وهم تقييم المطعم، في البيتزا التقييم يكون بالقلم، أنا حصلت على قلمين، وأقصى تقييم ثلاثة أقلام.
قدمت للمسابقة من أجل الحصول على القلم الثالث في التقييم.
حدثنا عن مطعمك في نابولي “أنتيكا بيتزاريا” وهل الزبائن مصريين أم إيطاليين وما تقييمه؟
افتتحت المطعم منذ 15 عامًا، زبائني كلهم إيطاليين، وحوالي 2% فقط من المصريين من زبائني، ولكني اختار زبائني، ويحضر إلى مطعمي ممثلين ومغنيين ومشاهير.
عرض هذا المنشور على Instagram
بتقول إنك عمدة المصريين هل عندك عمال مصريين؟
كان لدي 3 عمال مصريين، لكن بعد كورونا لم استطع أن أبقي على جميع العمال، فالآن لدي عدد عمال بسيط بينهم أنا وزوجتي.
من مثلك الأعلى في العمل وطموحك توصل لحد فين؟
لوتشيانو سوربيلو سفير البيتزا النابولية في العالم هو مثلي الأعلى في مجال البيتزا.
هل من الممكن تقدم محتوى على السوشيال ميديا متخصص في البيتزا؟
أنا بالفعل لدي سوشيال ميديا خاص بمطعمي بيتزاريا.
عرض هذا المنشور على Instagram
أخيرًا.. ما رأيك في محتوى رواد السوشيال ميديا من المصريين الموجودين في إيطاليا ومنهم السويسي؟
السويسي ليس مثالًا للمصريين الموجودين في إيطاليا، فليس كل المصريين في إيطاليا جاؤوا عن طريق الهجرة غير الشرعية ولا مراكب الموت، وما يقدمه من محتوى على السوشيال ميديا، وما يقدمه على التيك توك هو وزوجته محتوى لا يدل على أخلاق المصريين لا في الخارج ولا في الداخل، ولكن أنا اعتبره تسلية للمصريين فهو كالسوداني واللب والبنبون.
زوجتي كانت تريني فيديوهات السويسي وتسألني هل المصريين يفعلون هكذا؟ ليس كل المصريين يرقصون ويتلفظون بهذه الألفاظ، فهذا فيه إساءة للمصريين.