كتب – هاني جريشة..
لا شك أن إيطاليا تعتبر من اقرب الدول الأوروبية إلى قلوب المصريين والعرب، وتحتل الجاليات العربية هناك نسب مرتفعة جدا من التعداد السكاني خاصة الجالية المصرية، خاصة في بعض المدن مثل ميلانو إلى درجة وصفها البعض ان ميلانو ترزخ تحت الاحتلال المصري وأنه من الطبيعي أن تسمع اللهجة المصرية بكثرة وأنت تجوب شوارعها، حتى تظن للحظات أنك تسير في أحد شوارع المطرية!
“وصال” تواصل مع عدد من المصريين في إيطاليا للتعرف على طقوس المصريين هناك في رمضان وأنشطتهم خلال الشهر الكريم.
أكد عماد الفيشاوي، أحد مسؤلي الجالية المصرية في إيطاليا، أن المصريين المتواجدين بكثافة في إيطاليا كان لهم دور بارز في ظهور الحالة الرمضانية في ربوع إيطاليا وخاصة المدن والأحياء التي تحمل كثافة كبيرة من المصريين، موضحا ان تلك الأماكن تشعر بأجواء رمضان من خلالها كأنك تجوب شوارع المطرية.
وأوضح الفيشاوي أن مدينة ميلانو يوجد بها عدد من المساجد قام المسلمون ببناء بعضها من تبرعاتهم، موضحا أن كافة الفعاليات الرمضانية تقام فيها كصلاة التراويح والتهجد وحلقات القرآن فضلا عن تنظيم موائد إفطار للمصريين والمسلمين في تلك المساجد، مشيرا إلى أن أنواع البللح المختلفة في سيوة منتشرة في ايطاليا طوال شهر رمضان.
وقال الفيشاوي: يمكن مشاهدة مظاهر رمضان في شارع بيافادوفا حيث يسكنه العرب والصينيون والأمريكيون، ويوجد في هذا الشارع مساجد ومحلات جزارة إسلامية ويتوافر فيه كل ما يحتاجه المسلمون في هذا الشهر الكريم حتى الفوانيس، كما تخصص بلدية ميلانو أماكن في الحدائق والنوادي للاحتفال بالعيد.
دور المراكز الإسلامية
ومن جانب آخر ، قال سعيد محفوظ، أحد قيادات المركز الإسلامي في ميلانو، إن المركز الاسلامي في ميلانو يلعب دورا كبيرا في لم شمل المسلمين في رمضان، فضلا عن فتح قنوات متعددة مع الساسة والشعب الإيطالي لتعريفهم بصحيح الدين الإسلامي ونشر الوعي بقضايا المسلمين وحقوقهم.
وقال محفوظ لـ”وصال”: إن المراكز الإسلامية في مدن إيطاليا تقوم بتخصيص يوم لاستقبال الإيطاليين من كل الطبقات والفئات ودعوتهم للإفطار والتحدث معهم والإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم ويسمى اليوم بـ”الباب المفتوح”.
وأضاف محفوظ أن من أبرز الفعاليات التي ينظمها المركز الاسلامي هي الدروس الدينية، وحث المصريين والمسلمين بشكل عام على استغلال شهر رمضان في تقوية أالصداقة والمحبة فتزداد الزيارات بين الأسر العربية والإسلامية.
وأشار إلى أن المركز الإسلامي في ميلانو، يعتبر أول مؤسسة إسلامية تأسست في إيطاليا حيث تقام فيه الصلوات اليومية وصلاة الجمعة، والنداوات، وحلقات البحث والدراسة والتفسير، وتعليم القرآن الكريم واللغة العربية، كما يقام فيه عقود الزواج وإشهار الإسلام وإصدار مجلة شهرية باللغة الإيطالية.
وأوضح أن المركز يشرف على موائد الرحمن التي تنظم طوال الشهر الكريم وتحرص كل جالية إسلامية على صنع الطعام الذي اعتادته في بلادها لإحياء ذكرى شهر رمضان إضافة لصنع بعض أنواع الحلوى لتناولها بعد الصيام مثل الكنافة والقطايف وعدد من الحلويات التي تشتهر بها مصر، كما تحتفل المراكز الإسلامية والمساجد بليلة القدر وتقوم بدعوة المقرئين لتلاوة القرآن في هذه الليلة وأغلب المسلمين والمصريين يجتمعون معا في هذه الليلة ويفطرون معا ويتسحرون معا ويصلون جميع الصلوات.