حوار – حسام خاطر..
إنجي جرجس هي مصرية مكافحة، تشغل حاليا منصب مديرة تنفيذية في شركة فياض للاستشارات القانونية وشؤون العمل والهجرة، بالإضافة نائب رئيس الاتحاد العالمي للمصريين في واشنطن وفيرجينيا.
هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية مطلع العقد الثاني بعد الألفية، حيث بدأت العمل كمساعدة قانونية في شركة فياض للاستشارات القانونية والعمل «مكتب رالي» في ولاية كارولينا الشمالية، واختصت بتقديم استشارات قانونية للمهاجرين المصريين والعرب.
وفي العام 2016 انتقلت «إنجي» إلى مكتب واشنطن، حيث جرى تعيينها مديرة للمكتب، ولم يتوقف طموح السيدة إنجي داخل شركة فياض لاستشارات العمل والهجرة عند حد تولي منصب مدير مكتب واشنطن بل أشرفت على تأسيس قسم خاص بالعلاقات العامة وشؤون العملاء وتولت إدارته حتى أطلق عليها البعض لقب عرابة المصريين والعرب في الولايات المتحدة.
بوابة «وصال» حاورت مع إنجي جرجس، والتي أكدت أن الشركات الصغيرة المملوكة لمستثمرين مصريين وعرب توفر الكثير من فرص العمل للمهاجرين من مختلف الجنسيات بالإضافة إلى المواطنين الأمريكيين أنفسهم، كما تلعب دورًا فاعلًا في الناتج المحلي الأمريكي، وإلى نص الحوار..
- من هي إنجي جرجس؟ وكيف بدأت العمل في شركة فياض للاستشارات القانونية وشؤون العمل والهجرة؟
= مديرة العلاقات العامة وشؤون العملاء في شركة فياض المتخصصة في تقديم استشارات قانونية للمهاجرين والمستثمرين خاصة العرب والمصريين، وهي أيضًا مديرة فرع واشنطن في الشركة.
بدأت العمل في شركة فياض للشؤون القانونية عام 2012 كمساعدة قانونية في مكتب رالي في كارولينا الشمالية، وفي العام 2016 انتقلت إلى مكتب واشنطن حيث تم تعيينها مديرة للمكتب، وفي العام 2022 ساهمت السيدة جرجس في إنشاء قسم العلاقات العامة وشؤون العملاء حيث تم تعيينها مديرة للقسم.
- ما العقبات التي تواجه المستثمرين المصريين والعرب في أمريكا؟ وكيف تعملون على تذليلها؟
= يتمتع العرب عموما والمصريون خصوصا بالحس التجاري وروح المغامرة مما يجعلهم مميزين في البلاد التي يهاجرون إليها في مجالات إدارة الأعمال والتجارة الحرة، والحال هذا ينطبق على المصريين الذين يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة أن الولايات المتحدة هي دولة الفرص بامتياز.
ولكن غالبا ما تواجه العرب والمصريين صعوبات كبيرة في استغلال هذه الفرص، أهم هذه الصعوبات تكمن في اختلاف الثقافات وعدم فهم السوق الأمريكي وأساليب التجارة الأمريكية.
في عملنا اليومي يركز محامونا وموظفونا على مساعدة المستثمرين العرب وخاصة المصريين على ردم الفجوة بينهم وبين السوق الأمريكي لكي تكون استثماراتهم ربحية.
– كم عدد الشركات المصرية والعربية الناشئة والعادية في أمريكا؟
= لا توجد إحصائيات محددة لعدد الشركات العربية والمصرية في الولايات المتحدة، حيث إن الشركات في أمريكا غالبا ما لا تسجل بناءً على دولة المستثمر، ولكن من المؤكد أنه هناك الآلاف من الأصول الاستثمارية المملوكة لمستثمرين عرب ومصريين، ومن المؤكد أيضا أن معظم هذه الاستثمارات على اختلاف أحجامها هي استثمارات ناجحة ويعود السبب لكون الشباب المصري مكافح ويتمتع بروح المغامرة بالفطرة.
– بماذا تنصحون رجال الأعمال والتجار وصغار المستثمرين الراغبين في الاستثمار بأمريكا؟
= نصيحتنا دائما لرجال الاعمال والمستثمرين المصريين في أمريكا أن يدرسوا الذهنية الأمريكية في ريادة الأعمال وإدارة الاستثمارات، حيث إنها تختلف بشكل جذري عنها في الدول العربية عامة ومصر خاصة، فشركتنا نظمت وتنظم العديد من اللقاءات مع المستثمرين ورجال الأعمال في أمريكا ومصر والدول العربية الأخرى؛ للمساعدة على فهم السوق الأمريكي للمصريين والسوق المصري للمستثمرين الأمريكيين.
– هل هناك طرق للحصول على الإقامة الدائمة «الجرين كارد» في الولايات المتحدة بعيدا عن الزواج أو التقديم على تأشيرة الهجرة التعددية؟
= الحقيقة أن هناك فرص عديدة للحصول على إقامة في الولايات المتحدة وأهمها تأشيرات الاستثمار والعمل المتعددة.
وفيما يخص تأشيرات الاستثمار، فمصر هي أحد الدول القليلة التي تملك معاهدة استثمارية ثنائية مع الولايات المتحدة، تسمح للمستثمر المصري بالاستثمار في الولايات المتحدة بمبالغ غير كبيرة مما يعطي عدد غير قليل من المستثمرين الحظ في استثمار مربح في أمريكا وبمبالغ بسيطة.
– كيف يتخطى المستثمرون المصريون سياسات الهجرة التي أقرها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من أجل الإقامة والاستثمار بأمريكا؟
= بالتأكيد مرت قضايا الهجرة بفترات صعبة خلال فترة رئاسة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ولكن قضايا الاستثمار وتأشيرات العمل لم تتأثر كثيرا خلال تلك الفترة بقوانين ترامب بقدر ما تأثرت بجائحة كورونا.
ولكن من المؤكد أن سياسات ترامب التعسفية ضد الاستثمار الأجنبي والمهاجرين عمومًا قد انتهت ولكن تداعيات جائحة كوفيد مازالت مستمرة.
– ما هي أوجه الاختلاف بين عهدي الرئيسين السابق ترامب والحالي جو بايدن فيما يتعلق بهجرة المستثمرين المصريين إلى أمريكا وتذليل عقبات الاستثمار أمامهم؟
= هناك اختلاف كبير في نظرة الرئيسين الأمريكي إلى قوانين الهجرة، ففي حين يفضل الرئيس السابق ترامب السوق الداخلي ويتبنى سياسات تقيد دخول المهاجرين إلى أمريكا خاصة هؤلاء الذين من أصول عربية وإسلامية، تركز إدارة الرئيس الحالي بايدن على انفتاح أمريكا على الاستثمارات الخارجية، واستقطاب العقول المهاجرة بغض النظر عن جنسية هذه الاستثمارات، حيث إن هذه المبادئ التي استعملها آباء الأمة الأمريكية هي التي ساعدت الولايات المتحدة على التربع على عرش الدول الصناعية الكبرى.
– بكم تشارك شركات المصريين والعرب في الناتج المحلي الأمريكي؟ وكم فرصة عمل توفرها للمهاجرين والمواطنين المحليين؟
= لا توجد إحصائيات رسمية ودقيقة عن حجم الاستثمارات العربية والمصرية في أمريكا ولكن من المؤكد أن الاستثمارات العربية والمصرية تلعب دورًا فاعلًا في الناتج المحلي الأمريكي وتؤمن فرص كثيرة للعمال وأصحاب الاختصاص المحليين في كافة قطاعات الاقتصاد الأمريكي خاصة في مجال الشركات الصغيرة التي تشكل الغالبية الساحقة من الشركات الأمريكية والتي تؤمن معظم الوظائف الأمريكية.
– كيف ترون مستقبل الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة الأمريكية وسط الأنباء عن احتمالية فوز الجمهوريين بانتخابات الرئاسة الأمريكية 2024؟
= الدولة الأمريكية بنيت على الاقتصاد الحر، الاستثمارات الداخلية والخارجية، استقطاب العقول والعمالة من كافة دول العالم. كل الحكومات الامريكية من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ساهمت في تحقيق الحلم الأمريكي للمهاجرين من كافة أنحاء العالم؛ لتصبح الولايات المتحدة الأمريكية بحق «أمة المهاجرين».
وعلى الرغم من صعود نجم بعض الصقور في الحزب الجمهوري باعتقادي أن غالبية الشعب الأمريكي سيتبع سياسة الآباء المؤسسين في اليد المفتوحة؛ لأن انغلاق الولايات المتحدة يعني الانتحار.
– بما تنصحون الأفراد المصريين والعرب الراغبين في الهجرة والعمل بأمريكا؟
= يؤمّن الاقتصاد الأمريكي فرصا استثمارية وفرص عمل كثيرة للمستثمرين الأجانب وللعمالة الأجنبية.
نصيحتي للراغبين بالهجرة والعمل في الولايات المتحدة أن يستشيروا محامين وشركات قانونية في مجالات قوانين الهجرة والاستثمار الأمريكية قبل الإقدام على الانخراط في مغامرات استثمارية غير محسوبة. شركة فياض للاستشارات القانونية لديها خبرة طويلة في مجال الاستشارات القانونية والعمل في الولايات المتحدة وأبوابنا دائما مفتوحة للمهاجرين العرب عامة والمصريين خاصة لتسهيل دخولهم بطريقة صحيحة إلى السوق الأمريكي.
– برأيك كيف تتخطى مصر أزمة الدولار والعملات الأجنبية الحالية؟ وكيف يمكن للمصريين بالخارج المساهمة في حل تلك الأزمة؟
= هناك أزمة اقتصادية عالمية تعددت أسبابها أثرت على كل دول العام خاصة الاقتصادات النامية والناشئة، فمن جامحة كوفيد إلى الحرب الروسية الأوكرانية اختل النظام العالمي، وكانت له تداعيات كبيرة على معظم الدول بنسب مختلفة.
ومصر هي إحدى الدول التي تأثرت بالأزمة الاقتصادية العالمية أكثر من غيرها ولكنها مرت مصر بعدة تحديات في تاريخها الحديث واستطاعت أن تنتصر على التحديات بفضل شبابها المكافح في مصر والخارج.
من هنا تأتي أهمية مؤتمر المهاجرين المصريين في الشهر الماضي والذي وضع تقييما موضوعيا للأزمة التي تواجهها البلاد وأهمية المهاجرين المصريين في المساعدة في تخطي الأزمة. وقد كان لي مداخلة في المؤتمر واقتراحات عملية لكيفية مساعدة المصريين في الخارج كل حسب اختصاصه وأنا من ضمنهم في إيجاد الحلول للمساعدة في تخطي الأزمة.