كتبت – وفاء عثمان..
واصلت أسعار الذهب في مصر ارتفاعها بشكل جنوني وتسجيل مستويات تاريخية بشكل يومي وذلك على الرغم من استقراره في الأسواق المالية العالمية والعربية، ما دفع الكثير من الراغبين في شراء الذهب في السوق المحلية إلى طلب المعدن الأصفر عن طريق المصريين في الخارج، مستفيدين من قرار الحكومة بالسماح للمصريين بالخارج بدخول الذهب والحصول على إعفاء من الجمارك.
مصريون بالخارج يتدخلون للمساعدة
وبالفعل بدأ عدد من المصريين بالخارج في عرض خدماتهم لمساعدة أشقائهم من المصريين في الداخل في الحصول على المشغولات الذهبية بأسعار أقل بكثير من السوق المصري.
«وصال» تواصلت مع أحد المصريين بالخارج من الجالية المصرية في البحرين، رفض ذكر أسمه، وأكد في تصريحاته خاصة أنه يعلن بشكل يومي على صفحته أسعار الذهب في البحرين ويعرض على كل معارفه وأصدقائه الأمر حتى يجلب لهم الذهب من محلات المشغولات الذهبية في دولة البحرين.
الجرام أرخص 800 جنيه
وأضاف أن ما يحدث في السوق المصري جعل الكثير من المصريين يطلبون منه شراء الذهب البحريني وهو يعتبر أعلى جودة من الذهب المصري وسعره أقل بنسبة تتراوح ما بين 400 لـ800 جنيه في الجرام الواحد خاصة مع وجود فرق في سعر صرف الدولار في سوق الصرف البحريني، مقارنة بالسوق المصري.
وأكد أن الذهب البحريني يعد من أفضل أنواع الذهب في السوق الخليجي، ومن أهم مميزاته هي النقاء والجودة العالية، و لونه الأصفر القوي، حيث يتوافر في الأسواق بعياري 21 و22، أما المصنعية الخاصة به تعتبر متوسطة.
وأشار الي أن قيام الحكومة بإلغاء جميع الرسوم والجمارك على كميات الذهب الواردة بصحبة المصريين العائدين من الخارج لم يكن في صالح المصريين بالخارج فقط ولكن استفاد منه قطاع عريض من المصريين في الداخل أيضا.
وحول أكثر الأصناف التي تطلب منه من قبل المصريين في الداخل أشار الي أن السبائك والجنيهات الذهب عليها طلب كبير، مؤكدا أن الاستثمار في الذهب الخليجي هو الأفضل في الكثير من النواحي، وإنه يقوم بنفسه بالذهاب إلي محال المشغولات الذهبية وتصوير المنتجات قبل شرائها.
ذهب المصريين في الخارج يساعد في تهدئة السوق
من جانبه أكد الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، أن الجنون ضرب أسعار الذهب في السوق المحلية والتي شهدت ارتفاعات قياسية خلال الأيام الماضية، مشيرا إلى أن ما حدث لم يكن بسبب ارتفاع الدولار فقط ولكن هناك تخوف من المواطنين من تحرير سعر العملة ما أحدث عمليات غير مسبوقة في التكالب على شراء المعدن الأصفر.
أضاف في تصريحات لـ وصال أن ما حدث من زيادة في الطلب ونقص المعروض في السوق أدى الي ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه ووقف حركة البيع والشراء خلال الأيام الماضية، حيث وصل سعر جرام الذهب عيار 24 إلى 3660 جنيها.
وحول رأيه فيما يقوم به بعض المصريين بالخارج من جلب للذهب وبيعه في مصر، أكد أن استمرار العمل بقرار الحكومة بإلغاء جميع الرسوم والجمارك على كميات الذهب الواردة بصحبة المصريين العائدين من الخارج سوف يعمل على زيادة المعروض من الدهب واستقرار السوق مرة أخرى.
وأضاف أن ما يحدث في الأسواق المصرية والمغالاة في الأسعار بشكل غير طبيعي يجعل المصريين بالداخل يلجأون لهذه الحيل للهروب من ارتفاع الأسعار والحفاظ على أموالهم، مؤكدا أن استمرار جلب الذهب من الخارج سوف يعمل على تهدئة الأسواق المحلية وبالتأكيد سيكون في صالح المواطنين.
وكان مجلس الوزراء قد أعلن موافقته على مد العمل بالقرار رقم 1801 لسنة 2023، الخاص بمنح إعفاء جمركي لواردات الذهب من الجمارك، لمدة 6 أشهر أخرى تنتهي في 10 مايو 2024.
ونص القرار على إعفاء الذهب بأشكال نصف مشغولة والمعدة للتداول النقدي والحلي والمجوهرات وأجزائها من معادن ثمينة أُخر، وإن كانت مكسوة أو ملبسة بقشرة من معادن ثمينة، والواردة للمنافذ الجمركية صحبة الركاب القادمين من خارج البلاد من الضريبة الجمركية والرسوم الأخرى، فيما عدا الضريبة على القيمة المضافة.