كتبت – إسراء محمد علي..
قد يتفاجأ البعض بوجود جالية مصرية كبيرة في قطاع غزة، رغم ما يواجهه القطاع من حصار خناق منذ سنوات طويلة، وهجمات إسرائيلية لا تتوقف ولا تهدأ، ولا تفرق بين سكان غزة الأصليين أو مقيم من جنسية أخرى اختار بكامل إرادته أن يكون جزءاً من المجتمع الغزاوي الباسل، الذي يتعرض الآن، وأيا كان الوقت الذي تقرأ فيه هذا التقرير، لقصف دموي، أو يعاني من انقطاع الكهرباء أو الماء، وأساسيات الحياة على بساطتها.
والجالية المصرية في غزة هي مجموعة من المواطنين المصريين الذين يعيشون في قطاع غزة، ويقدر عددهم بحوالي 40 ألف شخص تقريباً، ويشكلون جزءًا مهمًا من النسيج المجتمعي في هذا القطاع المحاصر.
تعود جذور الجالية المصرية في غزة إلى القرن التاسع عشر، عندما هاجر عدد من المصريين إلى المنطقة للعمل والتجارة بعد الاحتلال الفرنسي لمصر، وكذلك ممن وصلوا مع حملة محمد علي إبراهيم باشا لتحرير يافا من الاحتلال العثماني في 1831 ميلادية.
ويعيش معظم أعضاء الجالية المصرية في قلب مدينة غزة، حيث يعملون في مجموعة متنوعة من المهن، بما في ذلك التجارة والصناعة والصحة والتعليم، كما يوجد عدد كبير منهم في مدينة رفح، حيث يعملون في مجال الصيد والتجارة.
وتواجه الجالية المصرية عددًا من التحديات مثلهم كباقي سكان غزة، بما في ذلك الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع، والذي يقيد حركة الناس والبضائع بين غزة والعالم الخارجي، مما يؤثر سلبًا على الاقتصاد الفلسطيني وحياة السكان.
وكذلك الوضع الاقتصادي الصعب، فيعاني قطاع غزة من فقر مدقع وبطالة عالية، مما يجعل من الصعب على الجالية المصرية تأمين سبل العيش، ويعانون من الافتقار إلى الخدمات الأساسية حيث يعاني قطاع غزة من نقص في الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه والرعاية الصحية والتعليم.
وتلعب الجالية المصرية في غزة دورًا مهمًا في المجتمع الفلسطيني، حيث يقدمون مجموعة متنوعة من الخدمات، بما في ذلك الدعم الاقتصادي، فالمصريون يساهمون في الاقتصاد الفلسطيني من خلال عملهم في مجموعة متنوعة من المهن، وأيضاً الدعم الاجتماعي، حيث يقدم المصريون الدعم الاجتماعي للمجتمع الفلسطيني من خلال العمل في مجال التعليم والرعاية الصحية، كما يدعم المصريون الفلسطينيين في كفاحهم من أجل الحرية والاستقلال.
وفي بداية العدوان الإسرائيلي على غزة قبل أيام قتلت سيدتان مصريتان في القصف، حيث كشف مواطنون من القطاع أن عددا كبيرا من أفراد عائلة واحدة وهي عائلة أبو العمرين لقوا مصرعهم بقصف إسرائيلي لمنزلهما في خان يونس جنوباً صباح الاثنين.
وأعلنت آلاء يونس أبو العمرين أن خالتها المصرية هويدا خليل الدسوقي، كانت في أول زيارة لها للقطاع لرؤية شقيقتها وأولادها، وكان مقررا أن تعود إلى مصر صباح الثلاثاء لكنها استشهدت في القصف، مضيفة أن الطيران الحربي الإسرائيلي قصف منزلهم بدون سابق إنذار، ما أسفر عن وفاة والدتها حياة خليل وخالتها وشقيقتها وشقيقها وزوجته وثلاثة أطفال أبناء شقيقها.