كتبت- أسماء أحمد..
لا يزال العشرات من المصريين وحاملي جوازات السفر والهويات المصرية عالقين في قطاع غزة منذ أسابيع، وهم يعيشون حالة كبيرة من اليأس، بسبب فشل جمبع مساعيهم للحصول على فرصة لمغادرة المنطقة المحاصرة والهروب من الحرب المستمرة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الفلسطينية “حماس”.
“نحن نقيم هنا أمام الصالة، ننام هنا على الكراسي منذ 25 يومًا، لا يوجد حل بالنسبة لنا، كل يوم وكل أسبوع هناك قوائم بأسماء المسافرين المسموح لهم بالعبور، لكننا نتفاجأ بأنهم ليسوا مصريين، بل يحملون جوازات سفر أخرى”، هكذا عبر حسام الدين حافظ، مصري عالق في معبر رفح، عن استيائه من عدم قدرته على العودة إلى وطنه.
وتابع حافظ في تصريحات لـ”وصال”: “لماذا يعبر حملة الجنسيات الأخرى بشكل منتظم بينما لا نستطيع نحن العودة؟ نحن مصريون ونحمل جوازات سفر مصرية، ولدنا وقضينا معظم حياتنا في مصر، فلماذا يعاملوننا بهذه الطريقة؟ نريد العودة إلى إلى وطننا”.
ومنذ اندلاع الحرب غادر مئات المصريين، هربًا من قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على منازلهم في غزة، وخيموا حول البوابة المعدنية لمعبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، وينام البعض على الكراسي خارج المعبر، على أمل أن يجدوا فرصة للعودة إلى وطنهم، إذ تقول ليلى عمر، عالقة في معبر رفح: “أنا وأمي وأختي عالقون في غزة، والدتي سيدة عجوز، مريضة وأمضت شهرًا في سريرها، قبل أن نتوجه للمعبر بينما لا نعرف ماذا نفعل لمساعدتها”.
وتضيف لـ”وصال”: “أخي في مصر يذهب إلى وزارة الخارجية كل يوم وقد منحوه وعدًا بأن أسماءنا ستكون في القائمة، ولكن حتى الآن لم يحدث شيء، ونعيش في رعب حقيقي حيث أننا لم نعش أجواء الحرب هذه من قبل”.
وفي مقطع فيديو انتشر على موقع التدوينات القصيرة “إكس” تويتر سابقًا، تقول مصرية عالقة في مدينة رفح الفلسطينية، هي وحفيدتها، أنها نزحت من شمال غزة إلى الجنوب، بسبب قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلها واستشهاد ابنتها وعائلتها.
وتابعت أنها عندما أرادت العودة إلى مصر لم تتمكن من العبور بسبب التنسيق مع السلطات الفلسطينية، “لا أجد مكان أقيم به، أجلس في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا”، موضحة أنها سجلت للتنسيق والعودة.
مصرية عالقة في غزة مع حفيدتها الناجية الوحيدة من العائلة.
تصوير: غالية حمد pic.twitter.com/QVyjLB0r9C— العيّاش🔻 𓂆🇵🇸 (@AlAYASHxs) December 6, 2023
بينما يقول مصري عالق في معبر رفح إنه “مصري الأصل، ولا يوجد لديه أي أقارب فلسطينيين، سوى زوجته الفلسطينية، التي جاء معها إلى قطاع غزة من أجل حضور خطبة أخيها، لكن لحظه السيء اندلعت الحرب، ومن ذلك الوقت لم يتمكن من الخروج”.
ولفت إلى أنه سجل اسمه في كل ما أعلنت عنه السلطات المصرية، لكن حتى هذه اللحظة لم يرد اسمه في الكشوفات التي تصل إلى الهيئة العامة للمعابر والحدود الفلسطينية، “أنا لا امتلك أي منزل هنا، اضطر للنوم على باب المعبر باعتباره المكان الآمن الوحيد، وعلى أمل العبور والعودة إلى مصر”.
وأوضح أنه منقطع عن عمله في مصر منذ أكثر من 90 يومًا، وكل ما معه من أموال نفد، مشيرًا إلى أنه منذ الجمعة الماضي، لم ترسل السلطات المصرية أي كشوفات، حتى أول أمس، وعندما سأل أحد المسؤولين بالمعبر من الجانب الفلسطيني، نصحه بمحاولة التنسيق بالأموال حيث وصل المبلغ لنحو ألفين دولار أمريكي في مقابل العبور.
وفي العاشر من ديسمبر الماضي استحدثت وزارة الخارجية المصرية آلية جديدة، لتسهيل عودة المواطنين المصريين وأسرهم من قطاع غزة إلى أرض الوطن، إذ دشنت رابط للتسجيل الإلكتروني هنا، حيث تأتي هذه الخطوة تأتي في إطار تطوير الجهود المبذولة من جانب الدولة لضمان سلامة المصريين هناك.
وبحسب المتحدث باسم الخارجية المصرية فإنه تم تدشين الرابط بغرض استقبال بيانات المواطنين الراغبين فى العودة بشكل سريع وفعال، ولضمان حصر آلية التسجيل في رابط واحد، وأنه فور ورود البيانات، سيتم إعداد كشوف تفصيلية تمهيدًا لتسليمها للقائمين على معبر رفح من الجانبين المصري والفلسطيني بشكل مباشر، لتسهيل عملية عبورهم من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية.
وأهابت وزارة الخارجية بالمواطنين المصريين في قطاع غزة قصر قنوات الاتصال والتسجيل على تلك الآلية الجديدة باعتبارها الوسيلة الوحيدة للعودة لأرض الوطن، وأن أي وسيلة آخرى يتم الحديث عنها من جانب البعض تندرج ضمن أعمال النصب والاحتيال واستغلال الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، ولا علاقة للدولة بها.
وتؤكد السلطات المصرية حرصها على تأمين خروج المواطنين وأسرهم من القطاع بشكل آمن يحفظ سلامتهم، في ظل تواصل الأعمال العسكرية الإسرائيلية العنيفة التي يشهدها قطاع غزة.