كتب هاني جريشة..
«فتى ماكرن المدلل» هكذا يطلقون عليه الساسة الفرنسيين خاصة بعد اعتلائه أعلى منصب في حكومة ماكرون، إنه غابرييل أتال صاحب الـ 34 عاما، الذي أصبح رئيسا للحكومة الفرنسية وصاحب لقب أصغر رئيس وزراء، هو سياسي شاب لمع نجمه وتدرج في المناصب بسرعة، مقرب جدا من ماكرون، يحظى بشعبية، لكنه يثير الجدل ويتهم “بالغطرسة” والميل “نحو اليمين مثل ماكرون”.
حتى الآن كان يعتبر أصغر وزير للتعليم في تاريخ البلاد، وهو حاليا أصغر رئيس وزراء، فقد تم يوم الثلاثاء منذ بضعة أيام تعيين غابرييل أتال رئيسًا جديدًا للحكومة الفرنسية. وبذلك يحل أتال محل إليزابيث بورن، التي قدمت استقالتها بداية يناير الجاري.
ولا يشكل تعيينه مفاجأة كبيرة؛ فأتال يعتبر من أقرب المقربين للرئيس إيمانويل ماكرون منذ انتخابه رئيسا للبلاد لأول مرة في عام 2017.، كما هو معروف بمواقفه السيساسية اليمينية المتوازية مع ماكرون خاصة موقفه المؤيد لقانون الهجرة الأخير التي أقرته فرنسا، حيث وافق البرلمان الفرنسي في ديسمبر بشكل نهائي على قانون الهجرة ما أدى إلى تشديد شروط استقبال الأجانب في فرنسا ، وردع المهاجرين الأجانب غير الشرعيين، الأمر الذي رحب به اليمين واليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان التي ترى في ذلك “انتصارا إيديولوجيا”
وكان القانون، مثيراً للجدل إلى درجة أن وزير الصحة أورليان روسو استقال احتجاجاً على إقراره، لكن أتال كان من أشد مؤيديه
من هو غابرييل أتال
ولد غابرييل أتال عام 1989 في إحدى ضواحي باريس، وهو ابن محام ومنتج سينمائي، أما أمه فهي موظفة، وتمتع غابرييل بتعليم ممتاز. فبعد حصوله على شهادة البكالوريا من مدرسة خاصة، درس في جامعة “ساينس بو” (Science Po) الشهيرة في باريس، وقبل تخرجه، أصبح أصغر مستشار وكاتب خطابات لوزيرة الصحة آنذاك ماريسول تورين.
تواصلت مسيرته السياسية بسلاسة، ففي سن 28 عامًا أصبح أصغر سكرتير دولة، وفي سن 29 عامًا أصبح متحدثًا باسم الحزب، حزب النهضة، الذي كان يعرف حتى سبتمبر 2022 باسم “الجمهورية إلى الأمام”، وفي سن 33 عامًا أصبح وزيرًا. أتال يعيش في علاقة مع ستيفان سيغورني، زعيم المجموعة الليبرالية “تجديد أوروبا” بالبرلمان الأوروبي.
عراب حظر العباءة
مؤخرا، صنع غابرييل أتال لنفسه اسمًا كوزير للتعليم بمبادرات كان من الممكن أن تأتي أيضًا من المعسكر اليميني. فمباشرة بعد بدء العام الدراسي، أعلن في 27 أغسطس2023 حظر ارتداء العباءة في المدارس والمعاهد الحكومية، وهو ما صادق عليه مجلس الدولة، أعلى سلطة إدارية. وأثار الموضوع غضبًا وتغطية إعلامية مستمرة لأسابيع. وعلق أحد موظفي الوزارة قائلا: “إنه ينجرف، مثل ماكرون، أكثر فأكثر نحو اليمين”.
وبفرض زي رسمي ومنع العباءة في المدرسة، أصبح الوزير الشاب موجودا في كل مكان ويشغل ساحة الإعلام، مثيرا إعجاب كبار السن الذين يشكّلون قلب الناخبين المؤيدين لماكرون.
يميني متطرف
من جانبها تقول ريم الفقي، مصرية مقيمة بفرنسا منذ 18 سنه، حول رأيها في رئيس وزراء فرنسا الجديد إنه يحمل أفكارا عنصرية بعض الشيء، وأثار استياء كثير من العرب والمصريين بعد واقعة منعه للعباءة في المدرسة واعتبروه أنه ينتهك الحريات الشخصية.
وقالت الفقي لـ وصال: معروف عن أتال أنه كان اشتراكي لكنه في الفترات الاخيرة أصبح يمين ويميني متطرف أيضا.
وحول قضية المهاجرين أضافت الفقي أنه معروف موقفه من قضايا المهاجرين وكان من أشد الداعمين للقانون الأخير الذي تم اقراره بالبرلمان الفرنسي، مشيرة إلى أن اوروبا بدأت تحذو هذا الأمر ويفرضوا قوانين صعبه ضد المهاجريين واللاجئين.
عواقب وخيمة
ومن جانبها تقول مريم رحيمي المصرية المقيمة في فرنسا وعضو جمعية “شباب فرنسا المسلم”: إن صعود أتال رئيسا للحكومة الفرنسية ينذر بعواقب سيئة على مستوى العرب والمسلمين، لأنه معروف عنه مواقفه وعداءه للمهاجرين واللاجئين ومن أشد المدافعين عن ثوابت العلمنية الفرنسية، فضلا عن سياسته العنصرية وقت توليه لحقيبة التعليم.
وأعربت رحيمي – في تصريحتها لـ وصال- عن توقعاتها بأن تتغول الحكومة الفرنسية في قضية انتهاك الحجاب، وهو ما قد يدفع العديد من الفرنسيين إلى ممارسة الانتهاكات ضد المسلمات المحجبات سواء بالفعل أو القول أو السخرية فضلا عن منعهن من عدد من الحقوق حتى وإن كن فرنسيات الجنسية كالحق في العمل أو التعليم أو ممارسة الشعائر، موضحة أن سياسات رئيس الوزرا الجديد تدفع نحو انتزاعنا ومحونا من المجتمع الفرنسي رغم حصولنا على الجنسيات الفرنسية.