كتب – هاني جريشة..
أيام قليلة تفصلنا عن احتفالات أعياد «الكريسماس» رأس السنة الميلادية، والتي لها تقاليد متعارف عليها في العالم كله، وقد تختلف مظاهر الاحتفال من بلد إلى آخر، إلا أن هناك بعض الأمور والحقائق عن احتفالات الكريسماس التي قد تكون صادمة وغريبة للكثيرين، أبرزها أنه قديمًا كان عيد الكريسماس محظورا في أمريكا حتى سُمح به عام 1836، ولم يُعتبر عيدًا رسميًا حتى عام 1970.
وتعج الولايات المتحدة الأمريكية بكثير من العرب والمصريين في مختلف ولايتها منهم من يحمل الجنسية الأمريكية ومنهم من ينتظر، لكن في النهاية استوطن الكثير من المصريين هناك وبدأوا التطبع بطباع أهل البلد لكن مازال منهم العديد من يتمسك بعاداته العربية والشرقية، ونتناول من خلال هذا التقرير مظاهر اندماج المصريين في احتفالات الكريسماس في أمريكا، والتعرف على طقوسهم في الاحتفال ومدى تأثر العديد منهم بأحداث غزة والاوضاع الاقتصادية التي عصفت بالولايات المتحدة من زيادة معدل التضخم وغيرها وتأثير كل ذلك على امانية الاحتفال برأس السنة من عدمها.
الاحتفال في مصر
من جانبه يقول مينا جبرائيل، مهندس مصري يعيش في واشنطن منذ 8 سنوات: إن العديد من المصريين في واشنطن وولايات أخرى حريصون على الاحتفال بالكريسماس ولكن عبر طرق مختلفة فمنهم من يسعى لحضور الاحتفالات العامة وأجواء الصخب في الشوارع والميادين ومنهم من يحتفل داخل الكنائس أو في البيوت ومنهم من يكون حريصا على السفر إلى وطننا مصر للاحتفال وسط أهله مستغلا إجازات رأس السنة.
وأشار إلى أن الغالبية ممن لديهم إجازات يسعون للسفر إلى مصر للاحتفال هناك، موضحا أن شركات مصر للطيران والخطوطة الجوية الأخرى تزيد من رحلاتها خلال هذه الأيام لتزايد الطلب على هذا الأمر.
وحول طريقة احتفاله بالكريسماس هذا العام قال جبرئيل: «كنت في الاعوام السابقة حريصا على التجمع مع أصدقائي سواء للذهاب للكنيسة أو للحفلات الصاخبة، لكن اعتقد هذا العام أن الاحتفال سيقتصر على الصلاة في الكنيسة واحتفال مقتضب في البيت إكراما لأروح الشهداء في غزة وتضامنا معهم لأن هذا أقل ما نقدمه لأهلنا في غزة كلنا عرب ويجب أن ننتكاتف ونتضامن وسبق لي أن شاركت في وقفة حاشدة أمام البيت الأبيض وهذا أقل ما نقدمه.
تصنيفات المصريين في أمريكا من حيث الاحتفال بالكريسماس
وعلى جانب آخر، كشف المحامي الحقوقي محمد عبد العظيم، أن المصريين في أمريكا لهم صنوف وأنواع عدة ويتعاملون مع الاحتفالات الكريسماسية بشكل مختلف.
وقال عبد العظيم: المصريون في أمريكا صنوف مختلفة في التعامل مع الاحتفالات:
الصنف الأول: هم المصريون المسلمون المتدينون لا يحتفلون في الكريسماس أو رأس السنة ويستغلون ذلك الوقت في ممارسة الأعمال والأشغال الخاصة بهم.
الصنف الثاني: المصريون المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون يوم 25 ديسمبر، والكاثوليك يحتفلون يوم 7 يناير، وفي رأس السنة يحتفلون جميعًا.
الصنف الثالث: المصريون المسلمون العاديون وهم يحاولون الاندماج في المجتمع الأمريكي وممارسة طقوسه واحتفالاته ولكن بحدود بشكل اجتماعي وليس ديني، وهذا الصنف بدأ – مؤخرا- مقاطعة الأمريكان في احتفالاتهم، مؤكدين أن الأمريكان يدعون حماية حقوق الانسان وهم يدعمون إسرائيل في عدوانها الوحشي على غزة.
الصنف الرابع: المصريون الذين يحاولون مسك العصا من المنتصف وهم يعيشون في صراع بين الاندماج في المجتمع الأمريكي وبين الحفاظ على الهوية والتقاليد المصرية.
الصنف الخامس: هم المصريون الذين تخلوا عن هويتهم وانسلخوا من جلودهم ويتعاملون كأنهم مواطنون أمريكان يمرون بكل طقوس الاحتفالات كالمشاركة في الحفلات الصاخبة وشرب الخمر وغيرها من الأمور المرفوضة عرفيا في مصر.