رئيس التحرير   نرمين عبد الظاهر           

ذات صلة

الأكثر قراءة

مكان استخراج التصريح الأمني ومواعيد العمل.. دليل شامل للمسافرين

كتبت - سما صبري: يتطلب السفر إلى عدة دول حول...

فتح باب حجز تذاكر مباراة الأهلي في قطر.. رابط الحجز الرسمي والأسعار

بدأ اليوم فتح باب شراء تذاكر مباراة الأهلى فى قطر عبر موقع الفيفا

عودة تأشيرات العمل للمصريين في قطر 2024

تعلن الجهات المختصة في دولة قطر عن خبر مفرح...

شاهد من البيت.. السعودية تتيح خدمة بث مباشر دائم لحركة المرور على المنافذ البرية

أعلنت المملكة العربية السعودية إطلاق بثا مباشرا لمتابعة الحركة المرورية لجميع منافذها البرية

حكاية «السويسي» نجم السوشيال ميديا الجديد.. من الهروب في قوارب الموت إلى احتساء القهوة في إيطاليا

كتب- هناء سويلم..   بـ«تفة قهوة وقرص ترب» اشتهر التيكتوكر المصري...

من قلب الصراع.. عندما هددت الحرب أحلام طلاب الطب المصريين في السودان

 كتبت – أمل محمد..

 

في الـ 15 من أبريل الماضي كانت السودان على موعد مع عاصفة قوية لم تكن في حسبان شعبها، إذ كانت تلك الليلة هي بداية الصراع بين قوات الدعم السريع وبيت قوات الجيش -حرب الكتل السياسية- لتبدأ السودان وشعبها وقتها مرحلة انتقالية هى الأسوأ في تاريخها.

لم يلق هذا الصراع بظلاله على الشعب السوداني فقط بل كان على جميع الأشخاص من مختلف الجنسيات من بينهم المصريين والذين كانوا أغلبهم من الطلاب الذين توجهوا إلى السودان لدراسة الطب.

أماني وعمر طالبين مصريين لم يحالفهما الحظ في بلادهما لدخول كلية الطب التي كانوا يحلمون بها فلم يجدوا سوى السودان ملجأ ثانيًا لهم؛ لتحقيق حلم طفولتهما فعقدا العزم واتجها إليها للدراسة وتحقيق الحلم والعودة إلى بلادهم بالشهادة لكنهم لم يكونوا متوقعين ما يمكن أن يحدث لهم هناك.

عودة بلا رجعة

 

في العام 2019 تخرجت أماني محمد من الثانوية العامة في مصر حاصلة على مجموع 94%، كانت تحلم بدخول كلية الطب لكن مجموعها لم يسعفها، ليقع أمامها خياران لا ثالث لهما إما السفر إلى السودان أو السفر إلى روسيا.

اختارت الفتاة العشرينية الخيار الأول وقررت السفر إلى السودان للعديد من الأسباب منها أنها قريبة من مصر ودولة عربية وإسلامية ودراسة الطب بها جيد للغاية.

جهزت الفتاة متاعها وانتهت من كافة الإجراءات والتحقت بإحدى الجامعات السودانية المتخصصة لدراسة الطب، أمضت الفتاة أول ثلاث سنوات من الجامعة بشكل جيد تسافر إلى مصر في الإجازات لزيارة عائلتها ثم تعاود السفر مرة أخرى إلى السودان لاستكمال تعليمها.

لكن عام دراستها الرابع في الجامعة لم يكن كسابقه من الأعوام والسبب في ذلك يعود إلى الصراع الذي نشب بين قوات الدعم السريع وقوات الجيش السوداني لرغبة كلٍ منهما في السيطرة على زمام الحكم في البلاد.

لحسن حظ «أماني» في وقت بداية الصراع في يوم 15 أبريل الماضي كانت قد حضرت إلى مصر لقضاء الإجازة مع أسرتها والتي صادفت شهر رمضان المبارك وفي هذا الشهر تعطي أغلب الجامعات في السودان إجازة للطلاب.

بعد انتهاء شهر رمضان واشتعال الصراع في السودان بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، وإقدام الأخيرة على حرق بعض الأوتوبيسات الخاصة بنقل الطلاب المصريين فضلًا عن السيطرة على بعض الجامعات الذين ينتمون لها، قررت الفتاة العشرينية ألا تعود للسودان لحين أن تهدأ الأمور لكن ما حدث كان عكس ذلك.

لتبدأ أماني وعدد من أصدقاء بمحاولة توصيل أصواتهم للجهات المسؤولة حتى تعمل على إرجاع الطلاب العالقين في السودان لا سيما بعد قيام قوات الدعم السريع بالاعتداء على بعض الطلاب المصريين هناك.

بعدما شهدت الأمور في السودان تصاعدًا على مستوى الحرب، عملت وزارة الهجرة المصرية على عودة الطلاب المصريين من السودان حفظًا على سلامتهم لاستكمال تعليمهم داخل مصر.

تواصلت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين فى الخارج، مع الطلاب بشكل شخصي للعمل على تخفيف توترهم، وبالفعل تمكنت من التهدئة من روعتهم واستعادة الطلاب الذين كانوا عالقين في السودان إلى مصر بل الضغط على وزارة التربية والتعليم والتعليم المصري؛ لإدراج هولاء الطلاب في الجامعات المصرية حتى تمكنت من فعل ذلك.

 

الوقت الموعود

 

رواية عمر ناصر لم تختلف كثيرًا عن رواية أماني، والذي سافر إلى السودان بعدما لم يتمكن مجموعه الذي حصل عليه في الثانوية العامة والذي بلغ 97% لدراسة الطب.

لم تكن أوضاع «عمر» في البداية جيدة حيث عانى لفترة من الزمن بسبب معاملة بعض العاملين له هناك بشكل سيء بسبب القيام بمحاولة انقلاب على الحكم وتم إتهام المصريين وقتها بأنهم من حاولوا فعل ذلك، لحين هدأت الأمور بشكل نسبي وبدأ الشاب في تقنين أوضاعه في البلاد.

مر أول عامين على «عمر» بشكل جيد حتى جاء الوقت الموعودة وبدأت الحرب في السودان وساءت الأوضاع.

كان «عمر» في ذلك الوقت في مصر أيضًا لقضاء الإجازة مع عائلته وعندما اشتد الصراع أرسل لهم مجموعة من الأشخاص المسؤولين عن سفر الطلاب وعن تحويلات الأموال بين البلدين بعض التسجيلات الصوتية لتهدئتم وإخبارهم بأنه الصراع بسيط وسينتهى قريبًا وستعود الحياة كما كانت لكن لم يحدث شيء من هذا الحديث ليبقى الوضع كما هو عليه.

وكما ذكرت سابقًا بعدما اشتدت حدة الصراع تدخلت وزيرة الهجرة المصرية وتمكنت من استكمال الطلاب لتعليمهم داخل مصر ليتمكن عمر وأماني من استكمال حلمهما في دراسة الطب.

وفقًا لوزيرة الهجرة المصرية السفيرة سها جندي، فإن أعداد الطلاب الذين يدرسون بالسودان بلغ 5516 طالبًا 87% منهم طلاب جامعيين والباقيين مدارس ثانوية ونسبة بسيطة ماجستير ودكتوراه.