كتبت – إسراء السيد..
قبل نحو 35 عامًا قرر محمد البحث عن فرصة عمل خارج وطنه، حصل على وظيفة بالمملكة العربية السعودية، داخل إحدى الشركات لكن وقبل أكثر من 9 سنوات، قررت الشركة الاستغناء عنه وإنهاء خدمته، المواطن الذي قضى أكثر من نصف عمره بالشركة بات خارجها دون تمهيد بعد أن وصل للخمسينات من عمره، لكن ترك العمل وحده لم يكن الأزمة الكبرى فمحمد مرّ بنكبة كبرى وأصبح بلا مأوى عاجزًا حتى عن العودة إلى وطنه.
في حديثه لـ «وصال» قال عمر، نجل محمد عزام، المواطن المصري صاحب الـ 60 عامًا، إن والده يقضي أيامًا صعبة داخل المملكة بلا مأوى يسير بشوارعها باحثًا عن الطعام والشراب، وفرصة تسمح له بالعودة إلى مصر، في ظل توقف الخدمات عنه داخل المملكة.
«والدي مريض ومسن من 7 سنين توقفت خدماته ومن بعدها متبهدل بالشارع».. قبل نحو 7 أعوام وأثناء عمله داخل إحدى شركات التسويق الكبرى في المملكة، تم إبلاغ «محمد» بإنهاء عمله دون سبب، شعر المواطن الستيني حينها بالظلم، فقرر اللجوء للطرق القانونية للحصول على حقوقه خاصة بعد تعرضه لمماطلة من الشركة في الحصول على مستحقاته إضافة إلى رفضها تجديد هويته، فبات بلا هوية ولا مصد رزق ولا مأوى.
ذهب المواطن المصري محمد عزام إلى مكتب العمل، ورفع قضية على الشركة التي يعمل بها، أمام لجنة المنازعات العمالية، إضافة إلى محاولته التواصل مع القنصلية المصرية، لمساعدته في قضيته لكن دون جدوى. وعلى مدار نحو عام و9 أشهر أصدر مكتب العمل حكمه بالقضية، والذي لم ينصف «عزام»، حسب قول نجله، إضافة إلى أن الشركة ماطلت في القضية لصالحها، ولم يحصل على مستحقاته في وقتها بل ظلت الشركة تماطل معه وتفاوض في نقل الكفالة لنحو 7 أشهر أخرى بعد الحكم وخصم مبلغ نظير ذلك، فتم إيقاف خدماته بالإضافة إلى تعنت الشركة بعدم تجديد هويته على مدار الست سنوات الماضية وأصبح حاله من سيئ إلى أسوأ .
«لم يعد لأبي حل سوى انتظار مُساعدة المُحسنين».. نجل المُسن محمد عزام، ذكر أيضًا أنّ والده باع كل ما يملك خلال السنوات القليلة الماضية، وصل به الحال لبيع ملابسه الشخصية، على مدار 7 سنوات حاول السعي بكافة الطرق لتقديم شكاوى إلى القنصلية المصرية والمسؤولين في جدة من أجل مساعدته على الخروج، حتى أنّ البعض عرض على الرجل مساعدته الخروج من المملكة وطلبوا منه مبلغا كبيرا من المال وبالفعل أرسله إليه نجله من مصر لكن من عرضوا عليه المساعدة سرقوا الأموال ونصبوا عليه.
يقطن محمد عزام حاليا لدى أحد المصريين المتواجدين بالسعودية، يبحث عن مُعين يُساعده تسوية أموره والعودة إلى أبنائه الذين لم يجتمع بهم لأكثر من 9 أعوام من بينهم 7 أعوام مُجبرا وعاجزا عن العودة بعد إيقاف خدماته في المملكة ومطالبته بدفع مبلغ مالي كبير مقابل إعادة تسيير تلك الخدمات وتوفير الأوراق اللازمة له من أجل العودة إلى وطنه.
أرسل المواطن شكوى إلى القنصلية المصرية في جدة متضمنة كافة التفاصيل التي مرّ بها على مدار سنوات، يعيش على أمل أن يتم النظر في شكواه من قبل المسؤولين ومساعدته العودة إلى مصر، خاصة أنّ المواطن الذي يقيم لديه حاليا لن يتحمله كثيرا كغيره ممن تواجد لديهم في السابق وطلبوا منه المغادرة فيما بعد إلى الشارع.