كتبت – أسماء أحمد..
منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، يحاول فلاديمير بوتين الرئيس الروسي، حشد أكبر عدد ممكن المقاتلين عبر عمليات استدعاءات واسعة لقوات الاحتياط، حتى أصدر قبل أيام قليلة مرسومًا جديدًا يتيح للمقاتلين الأجانب الحصول على الجنسية الروسية مقابل الانضمام لصفوف الجيش الروسي والالتحاق بجبهات القتال المختلفة في أوكرانيا.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر مصريين متطوعين في الجيش الروسي، ما أثار ضجة كبيرة بعد سماع شخص وهو يعلق قائلًا: «هنا مركز تجمع الجيش في موسكو».
🚨 مقابل الجنسية وراتب شهري..
مصريون يتطوعون للتجنيد في الجيش الروسي والمشاركة في حرب #أوكرانيا#روسيا #مصر pic.twitter.com/WPw8M5jKck— {القشلة – 𝙰𝙻-𝚀𝙰𝚂𝙷𝙻𝙰𝙷} (@AQashlah003) January 5, 2024
مصريون ينضمون للجيش الروسي لتعويض فاجنر
وأظهر الفيديو المتطوعون يهتمون بهندام بعضهم البعض خلال ارتدائهم الزي العسكري للجيش الروسي، فيما يعلو صوت أحدهم صائحًا باللهجة المصرية: «محمود أصبر بس ياعم ندخّل دي عدل»، بينما يتبع حامل الكاميرا أو الهاتف خلال التصوير.
وبحسب موقع «السويداء السوري»، الذي حصل على مقطع الفيديو، والذي قال إنه من داخل أحد مراكز التجنيد التابعة للجيش الروسي في موسكو، ويظهر فيه مجموعة من السوريين والمصريين يتسلمون اللباس العسكري الخاص بالجيش الروسي، قبيل إرسالهم إلى مواقع التماس على الحدود مع أوكرانيا، لتعويض غياب قوات فاجنر.
وقال أحد المتطوعين المصريين، وفق ما نشره موقع «روسيا اليوم»، إنه جاء للدراسة في إحدى الجامعات الروسية قادما من محافظة الإسكندرية، لافتا إلى الصعوبات التي واجهها عند وصوله كونه لا يتحدث اللغة الروسية، قبل أن يتعلم القليل عنها.
وأرجع الشاب المصري سبب تطوعه بالجيش الروسي إلى حبه لروسيا ورغبته في الدفاع عنها، فضلا عما يتقاضاه من راتب شهري يبلغ 220 ألف روبل روسي في وقت تسوء فيه الأوضاع المعيشية والبقاء دون عمل لفترة طويلة.
وبعد أسابيع قليلة من اندلاع الحرب مع كييف شكلت موسكو فيلقا لاستقبال المتطوعين الأجانب، وهو ما أوضحته مواقع روسية في تقارير نشرتها حول كتائب تم تدشينها لتعويض غياب قوات «فاجنر»؛ على إثر الخلافات التي نشبت بين بوتين ويفجيني بريجويجن.
ولا تعتبر قضية تجنيد مصريين وسوريين للقتال في أوكرانيا جديدة، فسبق وأن نشرت وسائل إعلام أمريكية الكثير من التقارير عنها بعد شهر واحد من بدء الحرب في فبراير 2022.
وجند الجيش الروسي مقاتلين سوريين في صفوفه للمشاركة في الحرب الأوكرانية مقابل إغراءات مادية، ما دفع الكثير من المصريين للتطوع في الجيش الروسي، والمشاركة في الحرب مقابل الجنسية وراتب شهري، بحسب ما أفادت به مواقع روسية عدة.
ويشترط المرسوم الرئاسي الجديد أن يقدم الراغبون في الحصول على الجنسية الروسية ما يثبت تسجيلهم في صفوف الجيش الروسي لمدة لا تقل عن عام كاملة، في خطوة تهدف إلى تحفيز الأجانب للالتحاق بصفوف القوات الروسية على جبهات القتال في أوكرانيا.
وأدت تعديلات قانونية واسعة لتسهيل حصول الأجانب على الجنسية الروسية حال مشاركتهم في القتال إلى جانب الجيش الروسي، ويتم صرف منح لأولاده ومستحقات ودعم حكومي.
ووفق الباحث السياسي الروسي، ديمتري بريجع، أشار إلى أن القانون الروسي يسمح للأجانب بالتطوع للقتال في العملية العسكرية الجارية في أوكرانيا، إذ يحق للمواطنين الأجانب الذين وقعوا عقد خدمة عسكرية لمدة عام واحد خلال العملية الخاصة في أوكرانيا الحصول على الجنسية الروسية بموجب إجراء مبسط، ودون استيفاء شرط فترة الإقامة المستمرة في أراضي الاتحاد الروسي (5 سنوات).
كما تنص المادة 33 من القانون أيضا على تلقي الأجانب المتطوعين بدلات نقدية وفقا لرتبهم العسكرية وموقعهم، ويضيف الباحث أن روسيا تقوم بالفعل بجلب متطوعين من إفريقيا وسوريا، وخاصة من الدول التي تعاني مشاكل اقتصادية وسياسية.
ويشار إلى أن الجنسية المصرية تسقط في حالة الحصول على جنسية دولة أخرى دون إذن أو تصريح من مصر، ولا يكون الإسقاط إلا بقرار من مجلس الوزراء، ويمكن التظلم على هذا القرار أمام القضاء، الحصول على جنسية دولة أخرى يتطلب إذنًا من وزارة الداخلية، بحسب قانون الجنسية المصري.
كما تسقط في حالة الدخول فى خدمة عسكرية لدولة أخرى دون إذن مسبق من وزير الدفاع، فالتجنيد في جيش دولة أخرى يعنى إعلان ولائه لهذه الدولة ويتعارض مع الولاء لمصر، ولا تسقط الجنسية إذا أُرغم على الالتحاق بتلك الخدمة.