كتب – حسام خاطر..
عُمر خلف، شاب مصري مقيم في مدينة بريشيا في إيطاليا، شاهده أحد المارة على طريق مانشيني قرب مقبرة لوناتو ديل جاردا ساقطًا على الأرض ينزف من رأسه وبجواره دراجة نارية منبعجة، مطلع الشهر الحاليّ.
حضرت الإسعاف إلى مكان الواقعة، ونقلت الشاب البالغ من العُمر 18 عامًا إلى مستشفى مدينة بريشيا الإيطالية، حيث خضع للإسعافات الأولية وأبلغ الشرطة بنفسه عن سقوطه عن دراجته النارية بمفرده، بسبب فقدانه السيطرة عليها، وقال: «كنت وحدي».
ولكن سرعان ما تدهورت الحالة الصحية للشاب المصري إثر إصابته بنزيف في المخ ونُقل إلى مستشفى ليل، حيث توفي خلال 4 أيام من مصارعة الموت، وفقًا لصحيفة Il Giorno الإيطالية.
اعتقدت الشرطة الإيطالية أن عُمر قد مات في حادث سير عادي، بسبب عدم ارتدائه خوذة، ولكن عند التحقيق مع أصدقائه ظهر تضارب في الأقوال، ما اضطر مكتب المدعي العام في بريشيا بقيادة جاكوبو بيراردي، إلى فتح تحقيق في القضية بتهمة القتل غير العمد والإهمال.
وعند مراجعة الشرطة لكاميرات المراقبة في مدخل طريق مانشيني تبين أن «عُمر» سقط من سيارة حمراء مسرعة أثناء جلوسه رفقة مجموعة من الشباب في صندوق السيارة المفتوح، كما كشف الفحص الطبي للجثة أن الشاب لم يكن يعاني أي مرض ولم يكن في حالة سُكر وقت فقدان السيطرة المزعوم على الدراجة النارية.
وأظهرت التحقيقات أن عُمر كان قد أمضى ليلة الجمعة 8 سبتمبر مع مجموعة من الأصدقاء في حفلة عيد ميلاد في المنطقة التي شهدت الحادث، ثم تحركت المجموعة حوالي الساعة 10:30 مساءً، وفي الساعات التالية بدا أن هناك فجوة زمنية في القصة، وبعد تعقب بعض الأشخاص الذين كانوا بصحبة عُمر، ظهرت روايات متناقضة وغامضة مما زاد من صحة شكوك رجال الشرطة والمحققين.
استبعد المحققون فرضية وفاة عمر في حادث دراجة نارية، ورجحوا فكرة مشاركة أطراف ثالثة لعبت دورًا في وفاة الشاب وإن لم تكن المشاركة بنية القتل العمد فإنها ستكون بداعي الإهمال والإغفال؛ لأن أصدقاءه تركوه ينزف وهربوا بينما تجلت شهامة الشاب المصري حين أنكر ضلوع أصحابه في الجريمة قبل وفاته متأثرا بإصابته بنزيف في المخ، وما زالت التحقيقات جارية.