كتب – هاني جريشة..
في ظل الدعم الدائم والمستمر من ألمانيا لإسرائيل طول فترة الحرب على قطاع غزة ومن قبلها من دفع تعويضات سنويا عن ما يسمى بـ«الهولوكوست»، ومضاعفة حجم الدعم التسليحي لإسرائيل خلال فترة الحرب الأخيرة، في ظل كل هذا النهج الذي تسلكه ألمانيا تجاه إسرائيل تتنامى حالة القلق والترقب لدى المصريين والعرب من فرض حالة الخناق والتضيق عليهم تحت ذريعة «معاداة السامية».
ورغم أن الحكومة الألمانية سمحت بتنظيم بعض الفعاليات والتظاهرات الداعمة لفلسطين إلا أنها قمعت الكثير منها وسعت إلى التضييق في تنظيم أي فعاليه لدعم غزة، بل أمدت الأمر أكثر من ذلك إلى إصدار تعليمات لمؤسسات المجتمع المدني والمركز الإسلامية ومؤسسات الدولة والعمل بمنع الحديث عن التضامن مع غزة أو انتقاد إسرائيل أو تنظيم فعاليات في هذا الإطار وأنه من يقوم بذلك يقع تحت طائلة قانون «معاداة السامية».
قلق وتهميش
من جانبه حذر عضو المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، أمجد محمد خليفة، وهو ألماني من أصول مصرية، من تهميش مجموعات كالعرب والمسلمين خلال مكافحة معاداة السامية.
وقال خليفة في تصريحات لـ وصال: نشعر بالقلق الشديد من تنامي هذا الوضع في ألمانيا فأصبح الانقسام بين المجموعات، والعجز عن الكلام، وكذلك الكراهية وعدم الاستعداد للإنصات إلى بعضنا البعض، أصبح للأسف كبيرا للغاية.
وأضاف: العديد من المصريين والعرب والمسلمين في ألمانيا لا يشعرون بالاستقرار، ويخشون التحدث علنا في المطلق، ويشعرون بالترهيب عبر هذا الجدل.
وذكر أنه لم تتم دعوة المجلس المركزي للمسلمين لحضور المؤتمر الذي أطلقته وزارة الداخلية الألمانية عن «الإسلام في ألمانيا» مؤخرا، مضيفا أنه لا يعرف السبب وراء ذلك، وأشار في المقابل إلى أن هذا ليس بالأمر المهم نظرا للوضع الحالي، وقال: «نحن بحاجة إلى التماسك الاجتماعي، وبحاجة إلى التكاتف بشكل واضح للغاية».
جواسيس في دوائر العمل
على صعيد أخر، يرى محمد هشام ، مهندس مصري مقيم في شتوتجارت، أن عمليات التضييق ضد المصريين والعرب المتعاطفين مع أحداث غزة تتزايد بشكل مبالغ فيه من قبل الحكومة الألمانيه.
وأكد هشام، في تصريحات خاصة لـ وصال، أن ألمانيا تدعي نشر الحرية وحقوق الإنسان بشكل صوري، إلا أن الحقيقة أنها تمارس تضييق وانسداد للأفق السياسية خاصة فيما يتعلق بملف إسرائيل وغزة.
وقال هشام: إن ألمانيا تتعامل بحساسية شديدة في ملف إسرائيل بسبب الشعور بالذنب الذي يطاردها منذ زمن طويل تحت ما تدعيه إسرائيل بمحرقة «الهولوكست» ولذلك تفرض تشديدات أمنية حول أي فعاليات تقام حول أحداث غزة، بل إن الأمر وصل أن الألمان داخل دوائر العمل يخشون من الحديث حول الحرب خوفا من وقوعهم تحت طائلة القانون حتى لو رأو نقاشا بين المصريين والعرب حول أحداث غزة يغادرون المكان خوفا من الوشاية بهم عن طريق الجواسيس داخل دوائر العمل.