كتب – هاني جريشة..
نقص كبير تعاني منه ألمانيا في الأيدي العاملة المتخصصة الماهرة خاصة مع اقتراب عام 2024 بمختلف القطاعات خاصة مع اقتراب عام 2024، وهو ما دفع الحكومة الألمانية لفرض إجراءات وتسهيلات مغرية أمام العمالة الوافدة لها، ما يتيح للعديد من الأيدي العاملة المصرية الهجرة إلى دولة الماكينات.
والقانون الذي تم إصداره الصيف الماضي بشأن هجرة الأيدي العاملة المتخصصة إلى ألمانيا، من المقرر أن يزيل العقبات التي تعيق هجرة الأيدي العاملة الماهرة من خارج لاتحاد الأوروبي إلى ألمانيا.
وتكشف تقارير العمل الألمانيه عن نقص حاد تواجهه ألمانيا مع بداية 2024 خاصة مع خروج الآلاف من الألمان عن العمل بسبب بلوغهم سن المعاش، وبينت التقارير وجود قطاعات مختلفه تعاني من نقص العمالة وعلى رأسها: العمالة المعلوماتية، والرعاية الصحية كالتمريض والعناية بالمسنين، والتقنية، والشحن والحرف اليدوية المختلفة.
والقواعد الجديدة بشأن الهجرة ستدخل حيز التنفيذ على ثلاثة مراحل، لكي تتمكن الدوائر الرسمية في ألمانيا من تطبيقها. وأولى التعديلات القانونية والقواعد الجديدة دخلت حيز التنفيذ في الثامن عشر من شهر نوفمبر الجاري.
البطاقة الأوروبية الزرقاء
وكشفت الحكومة الألمانية، أنه اعتبارا من الآن يمكن لحملة الشهادات الجامعية والمماثلة لها، الذين يحملون البطاقة الأوروبية الزرقاء، الهجرة إلى ألمانيا من دون مراجعة ما إذا كان هناك مواطن ألماني أو من دول الاتحاد الأوروبي يمكنه شغل الوظيفة، ومن دون تقديم أي إثبات بشأن مستوى إتقانه اللغة الألمانية.
وبالنسبة للراتب السنوي فقد تم خفضه إلى 40 ألف يورو سنويا للمهن التي هناك نقص كبير فيها للأيدي العاملة و44 ألف يورو سنويا بالنسبة للمهن الأخرى.
أما القائمة الحالية للمهن التي فيها نقص كبير للأيدي العاملة، فتضم: الرياضيات والمعلوماتية والعلوم الطبيعية والهندسة والطب. وسيتم توسيع هذه القائمة لتضم مهنا أخرى من بينها: التربية والرعاية الصحية.
أما بالنسبة لقطاع المعلوماتية (تكنولوجيا المعلومات)، فإنه حتى بدون حيازة شهادة جامعية يمكن الحصول على البطاقة الأوروبية الزرقاء، إذا كانت لدى المتقدم للوظيفة خبرة عملية لا تقل عن ثلاث سنوات.
مرونة أكبر في منح تصريح الإقامة
وأوضحت الحكومة الألمانية أنه من يفي بشروط الأيدي العاملة المختصة مع تأهيل مهني أو جامعي، له الحق في الحصول على تصريح للإقامة في ألمانيا ، وعلاوة على ذلك جرى رفع القيود المتعلقة بالعمل في المجال المهني، الذي تم تعلمه أو دراسته، فمثلا يمكن للميكانيكي أن يعمل في المجال اللوجستي، أم بالنسبة للمهن التي يتم تنظيمها وممارستها بقانون مثل الطب والقانون والتعليم، فتبقى القيود والقواعد المنظمة سارية المفعول.
أيضا بالنسبة لمهنة قيادة سيارات الشحن تم تسهيل شروط ممارستها من قبل الوكالة الاتحادية للعمل، إذ تم إلغاء شرط اللغة والأولوية لشغل الوظيفة ، بالإضافة إلى تغيرات أخرى ستدخل حيز التنفيذ اعتبارات من مارس 2024.
الهجرة مع خبرة مهنية
حتى الآن كانت معادلة الشهادة حاجزا بيروقراطيا كبيرا في ألمانيا، لكن يمكن الاستغناء عنه بالنسبة للعمال المختصين ذوي الخبرة الذين لديهم تأهيل مهني فمن يحمل تأهيلا مهنيا معترفا به في بلده ولديه خبرة عملية لا تقل عن سنتين، يمكنه الهجرة إلى ألمانيا، طبعا باستثناء المهن التي يتم تنظيمها وممارستها بموجب قانون محدد في ألمانيا. وبالنسبة للمختصين في مجال المعلوماتية فإنهم ليسوا بحاجة إلى شهادة.
الشراكة في الاعتراف
وبينت الحكومة الألمانية أنه من كان بحاجة لمعادلة شهادته في ألمانيا لممارسة مهنة تعادل تأهيله المهني أو الأكاديمي، يمكنه أن يبقى في ألمانيا ثلاث سنوات من أجل ذلك ويمكنه خلال ذلك العمل لمدة 20 ساعة أسبوعيا، كذلك بالنسبة لطلاب الجامعات والتأهيل المهني أيضا سيتم السماح لهم بالعمل لمدة ساعات أكثر إلى جانب دراستهم وتعليمهم.
أما عن قضية “لم الشمل” بالنسبة للزوج أو الزوجة والأطفال القصر، فيجب على العامل المهاجر أن يثبت قدرته على إعالتهم، لكن دون الحاجة إلى إثبات توفر مساحة كافية للسكن، كما هو معمول به حتى الآن، وإضافة إلى ذلك يمكنهم لم شمل أبويهم أو الحمو أو الحماة أيضا إذا حصل هؤلاء العاملون على تصريح إقامتهم بداية من مارس 2024.
بطاقة الفرصة ونظام النقاط
أما عن التغييرات الأخري فستدخل حيز التنفيذ اعتبارا من يونيو 2024، من المفترض أن يبدأ العمل ولأول مرة ببطاقة الفرصة مع نظام النقاط، حيث يمكن بموجبها للناس السفر إلى ألمانيا والإقامة لمدة عام بحثا عن فرصة عمل، بشرط تأمين معيشتهم خلال هذه الفترة، ومن يستطيع إثبات معادلة مؤهلاته المهنية الأجنبية، يعتبر عاملا ماهرا ويحصل على البطاقة دون شروط أخرى، أما ما عدا ذلك فيجب توفر شهادة جامعية أو شهادة تأهيل مهني لا تقل مدة الحصول عليها عن عامين، بالإضافة إلى إثبات معرفة باللغة الألمانية مستوى A1 أو اللغة الإنكليزية مستوى B2 على الأقل.
وبالإضافة إلى ذلك سيتم منح النقاط للأمور التالية: الخبرة المهنية، والاعتراف بالمؤهل في ألمانيا، والعمر والمستوى اللغوي للألمانية أو الإنكليزية والصلة بألمانيا وإمكانية هجرة شريك أو شريكة الحياة معا. ويسمح للعمال المهرة الذين يحملون بطاقة الفرصة، العمل حتى 20 ساعة أسبوعيا، ولو على سبيل الاختبار، ويمكن تمديد مدة البطاقة حتى عامين، إذا كان هناك عقد عمل للتوظيف المؤهل.
دور المركز المصري الألماني
من جانبها أكدت سارة مأمون، معاون وزيرة الهجرة والمشرف على إدارة أعمال المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة، أن المركز يباشر أعماله في متابعة التسهيلات التي قدمتها الحكومة الألمانية خلال الأشهر الماضية لجذب العمالة المصرية لألمانيا.
وقالت مأمون في تصريحات خاصة لـ وصال: إن الفرصة بات متاحة أكثر مما سبق للمصريين في الهجرة والسفر لألمانيا خاصة بعد سن عدد من القوانين الخاصة بالإقامة والجنسية في البوندستاج الألماني مؤخرا.
وعن دور المركز المصري الألماني قالت مأمون: من يوم ما بدأنا ونحن حريصين على تقديم خدمات تساعد في الحياة المهنية بطرق مختلفة وكمان بمعلومات عن شروط الهجرة من أجل العمل في ألمانيا، مؤكدة شعورها بالفخر بكل ما وصل له المركز ونشاطه في 14 محافظة.
وأشارت إلى أن المركز استطاع تدريب أكثر من 1150 متدرب ومتدربة من خلال ما يقرب من 160 دورة تدريبية مختلفة، وتتنوع التدريبات التي يقدمها المركز لتشمل تخصصات الكهرباء، الميكانيكا، اللحام، والتحكم الإلكتروني.