كتب – هاني جريشة..
حالة من الطقس السيء فرضتها التغيرات المناخية على شمال أوروبا، ما تسبب في تساقط الثلوج بشكل كثيف على عدد من دول شمال أوروبا أبرزها فرنسا وألمانيا، إذ تراكمت الثلوج هناك على ارتفاع 28 سنتيمتر، وهو ما ترتب عليه شل حركة الحياة في تلك الدول.
ولعل من أبرز المتضررين من تلك الأجواء المصريين المقيمين في دول شمال أوروبا الذين أكدوا على توقف كافة جوانب الحياة خلال الـ 48 ساعة الماضية.
وتسبب الطقس الشتوي القارس، بما في ذلك سقوط ثلوج كثيفة وأمطار متجمدة في مشكلات في فرنسا، لاسيما في المنطقة المتاخمة لألمانيا.
حوادث الطرق
ووقعت حوادث واضطرابات في حركة المرور بإقليمي الألزاس واللورين، يوم الأربعاء الماضي، ومُنعت الشاحنات من السير على الطرق السريعة.
وأدّى الطقس الشتوي القارس إلى إلغاء مئات الرحلات الجوية وإغلاق طرق سريعة وإغلاق المدارس في ألمانيا وفرنسا وحذر خبراء الأنواء الجوية من تشكل «طبقة سميكة من الجليد» على الطرق.
وشهدت مناطق في غرب ألمانيا تراكما كثيفا للثلوج مما أدى إلى غلق ثلاث طرق سريعة رئيسية في ولاية هيسن حيث علقت شاحنات في الثلوج الكثيفة. وأدت الشاحنات العالقة إلى اختناقات مرورية امتدت لعدة كيلومترات شمال شرق فرانكفورت، مما تسبب في تقطع السبل بالعديد من السائقين.
وبالإضافة إلى مركبات صيانة الطرق، تم نشر الصليب الأحمر لتوفير بطانيات ومشروبات ساخنة للسائقين، وفقا لمتحدث باسم الشرطة.
وأعاقت العديد من الشاحنات الحركة لأنها إما لم تتمكن من متابعة رحلتها بسبب الظروف الشتوية أو انزلقت عبر الطريق في بعض الحالات. وجعل هذا من الصعب أكثر إزالة العوائق. وتم أيضا استدعاء خدمات المساعدة الفنية والجر لدفع أو قطر الشاحنات. ومع ذلك، كان من الصعب الوصول إلى المناطق المتأثرة، حيث جعلت الثلوج من الصعب على السائقين الآخرين فتح ممرات للإنقاذ.
إلغاء الرحلات الجوية
وأدّى الطقس الشتوي القارس في ألمانيا إلى إلغاء مئات الرحلات الجوية، الأربعاء الماضي، في مطار ميونيخ ومطار فرانكفورت وهو أكثر مطارات ألمانيا ازدحامًا. وأعلنت شركة «فرابورت» المسؤولة عن تشغيل مطار فرانكفورت بألمانيا إلغاء المطار لمئات الرحلات الجوية أمس الخميس.
وقالت متحدثة باسم الشركة إنه تم إلغاء أكثر من 300 رحلة جوية من إجمالي نحو ألف رحلة على جدول الخميس. وتابعت أنه لا يزال غير واضح ما إذا كان عدد الرحلات الملغاة سيزداد خلال اليوم أم لا. وناشدت المسافرين التحقق من حالة الرحلة الخاصة بهم على الإنترنت قبل التوجه إلى المطار، مع حساب وقت كاف للوصول إلى المطار في ظل سوء أحوال الطقس.
وأصبحت موجات البرد أكثر ندرة في أوروبا وعلى نطاق عالمي بسبب تأثير الاحتباس الحراري الذي يقلل من احتمالية حدوثها ومدّتها وحدّتها، وفقًا لعلماء المناخ.
وفي أجزاء كبيرة من ولاية بافاريا، أكبر ولايات ألمانيا، أغلقت المدارس تحسبًا لظروف الشتاء الخطيرة، وكذلك في ولاية شمال الراين ويستفاليا التي أغلقت فيها بعض المدارس يومي الأربعاء والخميس.
شلل في كافة جوانب الحياة
«وصال» تواصلت مع عدد من المصريين في أوروبا للتعرف على كيف يقضون حياتهم وسط الثلوج. في البداية يقول المهندس المصري أحمد فؤاد، يعمل في شركة الخطوط الجوية الألمانية «لوفتهانزا»: «للأسف ألمانيا شهدت خلال اليومين الماضيين حاله من الشلل في كافة جوانب الحياه، فلم يستطع أحد الخروج من بيته أو الذهاب إلى العمل فضلا عن عجز الحكومة الألمانية عن تمهيد الطرق نتيجه لكثافة الثلوج عليها».
ويضيف فؤاد أن الحكومة الألمانية وقفت عاجزة عن تسيير خطوطها الجوية خاصة مع تراكم الجليد على مدارج الطيران خوفًا من انزلاق الطائرات في حال هبوطها، فضلًا عن صعوبة الإقلاع في الأجواء السيئة للطقس، وتراكم طبقات الجليد حتى 30 سنتيمترًا.
أما ريم الفقي، مصرية مقيمة في فرنسا، فتقول: «لقد تتسببت التغيرات الجوية وتساقط الثلوج بشكل مكثف في تغيب بناتي عن الدراسة خلال اليومين الماضيين، وتم إغلاق المدارس في فرنسا»، مشيرة إلى أنها لم تخرج من بيتها طوال 48 ساعة بسبب الطقس السيئ وخوفا على ابنائها من العواصف الثلجية.