كتب – هاني جريشة..
حالة من الاضطرابات تعيشها ألمانيا مؤخرا في قطاعي الزراعة والنقل بدأت على إثرها دعوات إلى إضرابات عمالية خاصة بالقطاعين، إذ بدأ المزارعون في ألمانيا منذ مساء أمس احتجاجات تستمر أسبوعا بسبب الخفض الحكومي لدعم القطاع الزراعي، ومن المنتظر حدوث اضطراب في حركة المرور ليس فقط بسبب اعتزام المزارعين إغلاق العديد من الطرق، ولكن أيضا بسبب إضراب آخر متوقع.
بدأ المزارعون في ألمانيا، الاثنين الثامن من يناير 2024، احتجاجات تستمر أسبوعا بسبب الخفض الحكومي المقرر لدعم القطاع الزراعي.
ومن المنتظر حدوث اضطراب في حركة المرور بسبب اعتزام المزارعين إغلاق العديد من الطرق في إطار احتجاجاتهم.
كما يعتزم المزارعون تنظيم مظاهرات، في حين تعتزم روابط المزارعين في عدد من الولايات الألمانية تنظيم فاعليات تستهدف عرقلة حركة المرور في أنحاء ألمانيا اليوم، ومن المنتظر تباين تأثيرات الاحتجاجات بشدة من منطقة إلى أخرى.
وفي شمال ألمانيا، حذرت مدينة هامبورغ من اضطراب حركة المرور بسبب اعتزام المزارعين في منطقة شلزفيغ-هولشتاين المجاورة قيادة مركباتهم من عدة اتجاهات للتظاهر في المدينة، كما يعتزم المزارعون في ولاية ساكسونيا السفلى الانتقال عبر الطرق إلى بريمن للتظاهر فيها.
ويشعر المزارعون الألمان بالاستياء من خطة الحكومة لخفض الدعم الزراعي بما في ذلك دعم الوقود المستخدم في القطاع، رغم سحب الحكومة لبعض إجراءات خفض الدعم بالفعل، وتستهدف الاحتجاجات المقررة التأكد من تراجع حكومة المستشار أولاف شولتس تماما عن خطة خفض الدعم.
تحديات تواجه ألمانيا في 2024
وكانت تلك التخفيضات جزءا من حزمة إجراءات تستهدف سد فجوة بمليارات اليوروهات في ميزانية الحكومة بعد حكم تاريخي للمحكمة العليا في نهاية العام الماضي أدى إلى حالة من الفوضى في الخطط المالية للائتلاف الحكومي.
و اعترضت مجموعة من المزارعين الغاضبين وزير الاقتصاد ونائب المستشار روبرت هابيك ومنعته من مغادرة عَبَارة كان على متنها لعدة ساعات، بعد أن شارك حوالي 100 شخص في حصار الرصيف البحري، واستخدمت الشرطة رذاذ الفلفل لتفريق الاحتجاج.
إضراب آخر
وفي قطاع آخر دعت شركة السكك الحديدية الألمانية، شركة «دويتشه بان» الركاب إلى تأجيل الرحلات المقررة نظرا للإضراب الذي تنظمه نقابة سائقي القطارات الألمانية «جي.دي.إل» خلال الفترة من الأربعاء إلى الجمعة المقبلين.
يأتي ذلك بعدما فشلت المفاوضات بشأن الأجور وساعات العمل مع شركة السكك الحديد «دويتشه بان»، على ما أفادت نقابة سائقي القطارات الألمانية، وأعلنت «دويتشه بان» أنها تعتزم تقديم جدول زمني للطوارئ.
ودعت «جي.دي.إل» موظفي «دويتشه بان» و«ترانسديف» و«سيتي- بان كيمنتس» إلى الإضراب الذي من المقرر أن يبدأ في شركة «دويتشه بان كارجو» مساء الثلاثاء، وأعلنت شركة «دويتشه بان» عن تقديم طلب عاجل إلى محكمة العمل في «فرانكفورت أم ماين»؛ للتوقف عن العمل عن طريق أمر قضائي مؤقت.
وبالإضافة إلى زيادة على الرواتب تراعي التضخّم، تطالب نقابة سائقي القطارات الألمانية التي تنوب عن نحو عشرة آلاف موظف، بالتفاوض في شأن ظروف عمل أفضل تتمثل في 35 ساعة عمل أسبوعيا موزعة على 4 أيام.
مهنة الطبيب رحمتني
من جانبه قال الدكتور عبدالله جريشة، الطبيب المصري في ألمانيا، إن ألمانيا تعيش حالة شلل تام في الطرق والسفر، مؤكدا أن هذا الأمر سيكون له مردودا سيئا على اقتصاد ألمانيا مع استمرار الإضرابات لمدة أسبوع.
وقال جريشة لـ«وصال» إن مداخل ومخارج الطرق السريعة في ألمانيا باتت مغلقة الأن بسبب قاطعي الطريق من المزارعين الذين فرضو حالة من الشلل في الطرق السريعة، بل وتطور الأمر إلى دخول عدد كبير منهم إلى داخل المدن بالجرافات والأوناش، وقد كنت متوجها صباح اليوم فوجدت الطريق مغلق وبعد مفاوضات سمحوا لي لأني طبيب وكنت متوجها لإنقاذ حالة حرجة.
لولا اني أحمل بطاقة طبيب وأسعى لإنقاذ حالة لما سمح مضربو الزراعة لي بالمرور
وأشار إلى أن العاملين بالقطارات سيبدأون الإضراب عن العمل غدا وبالتالي سيكون هناك حالة من الشللل التام في حركة السفر والتنقلات بين المدن، مؤكدا أن الحكومة الألمانية تقف عاجزة ومكتوفة الأيدي أمام هذا الأمر؛ لأن المصربين أقدمو على ذلك بعد حكم من المحكمة وحق يكفله لهم الدستور الألماني.
وأضاف أنه في الغالب ستخضع الحكومة لمطالب القطاعين لما ستتكبده ألمانيا من خسائر اقتصادية وسياسية خلال أيام الإضراب.
الإرهاب والكباب
وعلى صعيد آخر يقول محمد جادو، مهندس مصري مقيم بشتوتجارت: «للأسف لا أدري كيف ستحل الحكومة الألمانية تلك العقدة التي ستستمر لعدة أيام».
وقال لـ«وصال» إن «عملي في مقاطعة ـخرى ولا أدري كيف ساسافر لها غدا في ظل شلل حركة القطارات، والمشكلة الأكبر أن الحكومة الألمانية ليس لديها افق سياسي لحل الأزمة فأصبح المضربون هم من يفرضون رأيهم مثل عادل إمام حين اعتصم في مجمع التحرير في فيلم الإرهاب والكباب، وأصر على أكل الكباب».