كتبت – أسماء أحمد..
رغم مرور أكثر من شهر ونصف على بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يبقى مئات المصريين عالقين في القطاع؛ بسبب الضغط الشديد على معبر رفح البري على الحدود المصرية الفلسطينية، إذ تستقبل مصر يوميًا مئات العالقين من غزة من المصريين والجنسيات الأجنبية بالإضافة إلى الجرحى من الشعب الغزاوي.
إجلاء 800 مصري من غزة عبر معبر رفح
وحتى كتابة هذه السطور أجلت السلطات المصرية حوالي 800 مواطن مصري الجنسية عبر معبر رفح منذ الـ7 من نوفمبر الحالي، لكن لا يزال هناك عدد كبير من العالقين بالقطاع، لم ترد أسماؤهم في الكشوفات التي ترسلها السلطات المصرية إلى هيئة المعابر والحدود في قطاع غزة.
وقال هشام عدوان، المتحدث باسم هيئة المعابر والحدود في قطاع غزة، إن الأوضاع في القطاع كارثية، نتيجة العدوان الإسرائيلي على غزة منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، خاصة أن الاحتلال هدم آلاف المنازل على ساكنيها وشرد الآلاف من المواطنين من منازلهم.
وأضاف المتحدث باسم هيئة المعابر والحدود، خلال حديثه لبوابة وصال، أن الوضع ازداد كارثية خاصة مع نفاد المواد الغذائية والوقود وأبسط مستلزمات الحياة، موضحًا أن المساعدات التي دخلت إلى القطاع لا تساوي سوى 5% فقط من احتياجات السكان، فمنذ اليوم الأول للحرب والكهرباء مقطوعة والمواطنين يعيشون على أبسط الأشياء.
وأوضج أن الكثير من المصريين، لا يستطيع تقدير أعدادهم، لم يتمكنوا من العودة إلى مصر حتى الآن، إذ أن السفر متاح فقط لحاملي الجنسيات المصرية والأجنبية بحيث تأتي كشوف السفر من الجانب المصري تضم الأسماء، والجانب الفلسطيني غير مخول له وضع أسماء المسافرين.
وبين المتحدث باسم هيئة المعابر والحدود أن السلطات المصرية هي من ترسل كشوفات الأسماء للمصريين والأجانب، بعدما تسجلها السفارات الأجنبية ومن ثم تُرسل إلى إسرائيل بموجب اتفاقية المعابر، ثم تعود مجددًا إلى القاهرة والتي ترسلها بدورها إلى هيئة المعابر والحدود في غزة؛ لتبدأ في تفويج العالقين وفقًا للتعليمات التي تضعها مصر.
350 دولارًا ثمن تذكرة الفرار من قطاع غزة
بدوره قال أحد المصريين الذين تمكنوا من العودة إلى مصر عبر معبر رفح، فضل عدم ذكر اسمه، إن شركة هلا المصرية للسياحة والسفر عرضت تمهيد العبور الآمن للمصريين العالقين في قطاع غزة مقابل حوالي 350 دولارًا، وتساءل: «مين هيكون معاه المبلغ ده وإحنا في الظروف دي؟».
وأضاف لـ وصال: «إحنا اتبهدلنا كانوا بيبيعوا ويشتروا فينا، في مكاتب هناك وصل سعر تسهيل العبور عبر معبر رفح إلى 8 آلاف دولار، أنا رجعت لكن في ناس كتير هناك لسه مزنوقة، ومش عارفة الحكومة مأخراهم ليه لحد دلوقتي»، واصفًا لحظات الرعب التي عاشوها في القطاع مع استمرار القصف الإسرائيلي «كنا بنسمع صوت الانفجارات طول الليل ومرعوبين إن يكون الدور علينا».
وفي الـ7 من أكتوبر الماضي شنت حركة المقاومة الفلسطينية حماس عملية طوفان الأقصى، لوضع حد لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، إذ استهدفت التحصينات العسكرية في مستوطنات غلاف غزة، كما أصابت رشقاتها الصاروخية العمق الإسرائيلي والمطارات.
وردًا على طوفان الأقصى استهدف طائرات جيش الاحتلال الأطفال والشيوخ والنساء في قطاع غزة وأسقط الآلاف من الشهداء والجرحى ضمن عملية عسكرية أطلق عليها الكيان الصهيوني اسم «السيوف الحديدية»، كما نظمت قوات الاحتلال اقتحامًا بريًا لمدن القطاع قابله أسود المقاومة ببسالة، إذ أسقطوا المئات من دبابات ومدرعات العدو الصهيوني عن طريق قذائف الياسين.