كتبت – أسماء أحمد..
دخلت الحرب في قطاع غزة يومها الـ43، منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، لا يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن شن هجمات عنيفة على القطاع، هجمات تترك خلفها دمارًا هائلًا والآلاف من الشهداء والجرحى، والآلاف من المنازل والشوارع المدمرة، ومن خلال متابعتنا اليومية للأحداث في قطاع غزة، ظهرت أسماء أحياء وشوارع المدينة؛ لتجذب انتباه المتابعين المصريين لما تحمله من شخصيات وأحداث في التاريخ المصري، ولتكشف الروابط العميقة التي تربط مصر وغزة على مدار العصور، ما ظهر جليًا في أسماء شوارعها العريقة.
وفي السطور التالية، نتعرف على حكايات أسماء أشهر شوارع غزة والتي تحمل أسماء مصرية، وتساءل الكثير من المصريين عنها.
شارع جمال عبد الناصر
الزعيم الثوري والرئيس المصري الأسبق الذي يمتلك مسميات عدة أُطلقت على شوارع مدينة غزة، لكنه يمتلك شارعًا باسمه ضمن الشوارع الرئيسية في المدينة.
ويعتبر شارع جمال عبد الناصر هو الشارع المعروف أيضًا باسم «الثلاثيني» ضمن المدينة القديمة حيث يتفرع من شارع نعيم الدين العربي ويمتد شمالًا إلى حي الرمال، يتصل بشارع أحمد عرابي، الطريق الساحلي السريع الرئيسي الذي يمتد بالتوازي مع شارع عمر المختار.
الثورة
عند قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 على يد جمال عبد الناصر وجماعة ضباط الأحرار، وتخليدًا للثورة التي قام بها ومروره من هذا الشارع، سمي الشارع بهذا الاسم نسبة له.
وكان لجمال عبد الناصر امتدادًا في غزة عندما حوصر في قرية الفالوجة وهي قضاء غزة، سمي الشارع باسم المعركة.
مصطفى حافظ
وهو الشارع الذي سُمي تيمنًا بالضابط المصري الشهيد الذي قاد البطولات الفلسطينية ضد الاحتلال، وعمل على تدريب الفدائيين والمقاومين من أهل فلسطين للدفاع عن أرضهم، وقد استُشهد على يد قوات الاحتلال في 1956.
الوحدة
مع بداية القومية العربية على يد جماعة الناصريين وبداية التفكير في نضوج الوحدة العربية ما بين سوريا ومصر 1958-1961م، فكانت أول وحدة عربية بعد زوال الاستعمار عن المنطقة العربية.
وكانت غزة سباقة بالإعلان رسميًا عن تلك الاتفاقية، وأطلقت على أحد شوارعها بالوحدة، الذي لا يزال شامخًا يمثل جسد ومنطق الوحدة العربية التي بقيت راسخة على أرض غزة.
صلاح الدين
طريق صلاح الدين هو الطريق السريع الرئيسي في قطاع غزة حيث يبلغ طوله 45 كيلومترًا ويمتدّ على طول القطاع ابتداءً من معبر رفح في الجنوب وحتى معبر إيرز في الشمال، وسمّي تيمّنًا بالقائد صلاح الدين الأيوبي، ويُعدُّ واحداً من أقدم طرق العالم.
وهو شارع منذ عصر الفراعنة، وكان يطلق عليه قبل عصر الميلاد حتى مجيء الفتح الإسلامي باسم حوريس نسبة إلى الآلهة المصرية، وكان باعتقاد الفراعنة بعدما هيمنوا على منطقة الأجسام أن حوريس وصلت بعد معركة مجدو على غزة، وظل الاسم شائعًا حتى لغي من القاموس الإسلامي، وبعد مجيء الحكم المصري أطلق عليه شارع صلاح الدين.