كتبت – أميرة سلطان..
تشهد أسعار الدولار في البنوك المصرية ارتفاعات متتالية وُصفت بالأكبر منذ تعويم الجنيه في مارس الماضي، مع تجديد الحكومة تأكيدها على تبني نظام سعر صرف مرن وفقًا للعرض والطلب؛ لضمان توافر العملة الصعبة والتصدي للسوق السوداء لتجارة العملة.
تراجع الجنيه أمام الدولار
تسارعت وتيرة الارتفاعات رغم محدوديتها على مدار شهر يوليو الماضي، من 47.98 جنيهًا للشراء، و48.08 جنيهًا للبيع في أول يوليو 2024 لتصل إلى 48.53 جنيهًا للشراء و48.63 جنيهًا للبيع في أول أغسطس الجاري 2024، بفارق 55 قرشًا بمعدل زيادة 1.1%.
وتعد تلك القفزات هي الأعلى منذ قرار البنك المركزي المصري بتحرير سعر الصرف في شهر مارس الماضي، حيث قفز وقتها من 38 جنيهًا لـ48 جنيهًا، ليستقر سعر صرف الدولار منذ ذلك الحين عند مستوى 48.33 جنيهًا للشراء و48.47 جنيهًا للبيع.
سعر الدولار اليوم
وفقًا لأخر تحديث في البنوك العاملة في مصر، سجّل سعر الدولار الأمريكي في البنك المركزي المصري 48.50 جنيهًا للشراء و48.64 جنيهًا للبيع، وفي بنك مصر بلغ سعر الشراء 48.51 جنيهًا، وسعر البيع 48.61 جنيهًا، ولم يختلف السعر في البنك الأهلي المصري حيث استقر سعر الشراء عند 48.51 جنيهًا، وسعر البيع 48.61 جنيهًا.
قرض صندوق النقد الدولي
يتزامن ذلك، مع إقرار المراجعة الثالثة من برنامج قرض صندوق النقد الدولي، والذي تمت الموافقة عليه في 2022 وتمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار هذا العام بعد أزمة اقتصادية شهدت ارتفاع التضخم ونقصًا حادًا في النقد الأجنبي.
وقد شدد صندوق النقد الدولي على أهمية الحفاظ على نظام سعر صرف مرن لتجنب تراكم الاختلالات الخارجية.
وأوضح أن هناك حاجة إلى نهج يعتمد على البيانات من قبل البنك المركزي لخفض توقعات التضخم ومعدلاته.
تحويلات المصريين بالخارج
وتعليقًا على ذلك، قال الدكتور وائل النحاس، خبير أسواق المال، إن الارتفاعات الأخيرة في سعر الدولار أمام الجنيه أمر طبيعي ومتوقع نتيجة لعدة عوامل تتعلق بوفرة النقد الأجنبي لدى القطاع المصرفي، والتي يعود بعضها إلى استمرار الاتجاه النزولي لموارد النقد الأجنبي؛ بسبب الحرب الإسرائيلية وتأثيرها سلبًا على إيرادات قناة السويس والسياحة، إلى جانب انقضاء موسم الذروة لتحويلات المصريين بالخارج خلال الإجازات الصيفية، وفي المقابل يتزايد الطلب على الدولار لسداد أقساط وفوائد الدين حتى نهاية العام الحالي، واسترداد جزء من ودائع مبادرة سيارات المصريين بالخارج.
توقعات الخبراء بشأن الدولار
وأكد الخبير الاقتصادي، في تصريح لـ”وصال”، أن السياسات النقدية المتبعة من جانب البنك المركزي لا زالت ناجحة في القضاء على السوق السوداء والمضاربين، لكن استمرار الأمر من عدمه يتوقف على التدخلات السريعة التي يجب على الدولة اتخاذها لعدم تكرار الأزمة السابقة، من خلال العمل على تعزيز موارد النقد الأجنبي، وتقديم تسهيلات لتحويل الدولار في البنوك وشركات الصرافة وإلغاء القيود المفروضة في هذا الشأن، بالإضافة إلى الإسراع في ملف جذب الاستثمارات الأجنبية والعربية ومبادلة الديون.
واستبعد الخبير إمكانية التنبؤ بالوصول إلى سعر معين خلال الأشهر القادمة، مشيرًا إلى أن استمرار الوضع الحالي على ما هو عليه يُنذر بنتائج مقلقة ومزيد من الارتفاعات في سعر صرف الدولار وعودة المضاربين خاصة وأن الحصيلة الدولارية المتحققة منذ قرار التعويم الأخير في مارس الماضي لم تصل إلى مليار دولار، ما يعنى أن بعض المضاربين لا زالوا محتفظين بالعملة الخضراء في انتظار تحقيق مكاسب أكبر الفترة القادمة.
إليك لو بتفكر تسافر.. تايلاند تقدم تسهيلات جديدة للحصول على التأشيرة