كتب – هاني جريشة..
سجلت أسعار صرف الدولار خلال اليومين الماضيين ارتفاعا جنونيا أمام الجنيه المصري في السوق الموازية، بلغ حد ملامسة الـ 60 جنيهًا، ما أدى إلى حالة من الارتباك لدى العديد من المتعاملين في السوق الموازية، بالإضافة إلى دهشة المواطنين مع الخط التصاعدي لسعر الدولار وحجم الفارق بين السعر الموازي والسعر الرسمي.
«وصال» استطلعت آراء خبراء مصرفيين حول أسباب حالة الجنون التي أصابت الدولار والعوامل الرئيسية وراء ارتفاعه الملحوظ، ومدى إمكانية انخفاضه مرة أخرى.
تجارة المخدرات
قال الخبير المصرفي محمد نور الدين، إن ما يحدث الآن هو ارتفاع مؤقت نتج عن مضاربات في السوق السوداء وعمليات وصفقات مشبوة تتم في الخفاء.
وأضاف الخبير المصرفي لـ«وصال» أن الصفقات المشبوهة هي أن تجارة المخدرات التي تحدث في مصر يتم التعامل من خلالها بالدولار، ما أدى إلى ارتفاع سعره.
ارتفاع معدلات الهجرة
وأرجع وليد عادل، الخبير المصرفي، أسباب رفع سعر الدولار إلى حالة النقص الشديد لوجوده في البنوك المصرية، فيلجأ المتعاملون إلى السوق السوداء خاصة مع ارتفاع معدلات الهجرة من مصر خلال الأيام الأخيرة.
وقال عادل في تصريح لـ«وصال» إن من بين أهم الأسباب لارتفاع سعر الدولار هو التضييق على البطاقات الائتمانية في التعاملات خارج مصر، موضحا أن نسبة كبيرة من الطلب على الدولار تأتي من التجار الإلكترونيين.
المخاطر الجيوسياسية
وعلى صعيد أخر يرى ريمون نبيل، خبير أسواق المال، أن من أبرز العوامل لارتفاع الدولار مؤخرا ترجع إلى حالة التخوف من المخاطر الجيوسياسية المتصاعدة في المنطقة مع استمرار حرب غزة والأزمات المتوالية في السودان وعمليات استهداف السفن في البحر الأحمر.
وقال نبيل في تصريح لـ«وصال» إن المخاطر الجيوسياسية أثرت بشكل مباشر على مصدرين مهمين للدولار وهما قناة السويس وقطاع السياحة، الذي تضرر من الحرب القائمة، وهما أحد اهم الروافد الرئيسية للعملة الأجنبية في مصر.
وأضاف نبيل أن لجوء العديد من المواطنين للتحوط والاحتفاظ بالنقود في صورة ذهب ودولار، بسبب التخوف المستقبلي من فقدان العملة الرسمية للدولة «الجنيه» قيمتها بالإضافة إلى فقدان الثقة في حالة الاقتصاد المصري حاليا.