كتب – هاني جريشة..
حالة من التوتر تسيطر على السوق الدولاري في مصر، وتكمن الأزمة في وجود سوقين للدولار الاول وهو الرسمي الخاضع لسيطرة البنك المركزي المصري، والثاني الأكثر تداولا وهو السوق السوداء غير الخاضع لأية معايير، كما ظهر مؤخرا في السوق ما يسمى بـ «الدولار المجمد» وهو ما دفع السوق الموازي لحالة من الارتباك والتوتر.
«وصال» حاول التوصل إلى حقيقة ما يدعى بـ «الدولار المجمد» فما هو؟ وهل أثر بالفعل علي السوق غير الرسمية؟
ماهو الدولار المجمد؟
الدولار المجمد هو نقود دولارية غير قابلة للتداول في المعاملات الخارجية أو داخل البنوك الدولية، ويأتي غالبًا من دول تعاني من حروب أو عقوبات أمريكية، حيث يصدره البنك الفدرالي الأمريكي ويتم تجميده للحد من تداوله في الأسواق الدولية، حيث تتعلق أسباب تجميد الدولار بالحروب، الانهيارات الحكومية، أو تمويل عمليات إرهابية، حيث تقوم الحكومة الأمريكية بإصدار نشرات تحدد الدولارات المجمدة، ويجب استبدالها لدى البنك الفدرالي.
حقيقة وجود الدولار المجمد في السوق المصرية
وبالتواصل مع عدد من المتعاملين في السوق السوداء لكشف حقيقة وجود الدولار المجمد، نفوا رؤيته بشكل صريح، مؤكدين أن المعلومات المتوفرة عنه تم تداولها عبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي منذ قرابة الثلاثة أسابيع.
وأشار المتعاملون أن سعر الدولار المجمد وصل إلى 39 جنيها من قبل بعض مروجي الشائعات، مؤكدين أنهم لم يتأكدوا بالفعل من حقيقة وجودة بالسوق الموازي لصرف الدولار، وذهب البعض لتقديرات بانه لو بالفعل هناك وجود للدولار المجمد في السوق الموازي بمصر فلن يتعدي الـ 1.2 مليار دولار من حجم السوق الذي وصل لـ 70 مليار دولار منذ بداية الارتفعات بسعر الدولار.
جدير بالذكر أن مصادر حكومية نفت لـ «وصال» كل مايقال عن “الدولار المجمد”، مؤكدة أن هناك ما يعرف بتجميد الحسابات البنكية، ولكن لا يوجد ما يعرف بـ”تجميد الدولارات”، وأن ما يشاع حول ذلك هو محاولة للنصب على المواطنين بعمليات مزيفة.
كيفية التعرف على الدولار المجمد
كشف الدكتور سمير المسير، الخبير المصرفي، عن طريقة اكتشاف الدولار المجمد، محذرًا من دولارات تم طبعها خلال حقبة زمنية معينة.
وقال المسير إن الدولار المجمّد عملة صحيحة، ويحمل أرقامًا مسلسلة، لكن لا يمكن تداوله داخل الجهاز المصرفي، موضحًا أنه ليس مزورًا.
وأضاف أن الدولار المجمّد يكون مهربًا أو منهوبًا من دول أخرى، سواء في أوقات الحروب أو الثورات، لذا يتم تجميده من جانب الفيدرالي الأمريكي، وإرسال نشرات إلى البنوك المركزية بدول العالم بهذه الأرقام المجمدة.
وأوضح الخبير المصرفي، أن الفيدرالي الأمريكي يبلغ البنوك المركزية في العالم كافة بفترة سماح من أجل استبدال الدولارات المجمدة.
وبين أن طريقة اكتشاف الدولار المجمد تتم عن طريق النشرات التي يتم إرسالها للبنوك بـ«السيريلات» المجمدة، متابعًا: أو بيتم تغذية المكن بالسيريلات لاكتشاف الدولارات المجمدة.
وعن طريقة تعرف المواطن على الدولار المجمد، أوضح: “الدولار المجمد في الغالب يعرض بنصف ثمنه في السوق الموازية أو بأقل من ثمنه، فبالتالي لما يعرض عليا دولار بأقل من سعره فهذا أمر يدعو إلى الشك”.
وأضاف أن المتعاملين بالسوق الغير رسمي يعرفون التفريق بين الدولار الرسمي والمجمد والمزيف، وهناك صعوبة في أن لاينتبهوا له، مؤكداً أن شائعة وجود دولار مجمد بالسوق الموازية للدولار بمصر بالفعل أثرت سلباً لعدة أيام علي حجم التداولات بالسوق غير الرسمية، وساهمت في خفض أسعار الدولار العادي لمستويات وصلت إلى 45 جنيها.