كتبت – فاتن علي..
أعلنت إيطاليا عن إتاحة علاج التهاب القصيبات للأطفال حديثي الولادة “نيرسيفيماب” nirsevimab مجانًا، ابتداءً من نوفمبر المقبل، وهو علاج فعال ضد الفيروس المخلوي التنفسي البشرى (VRS)، الذي يُعتبر أحد أسباب التهاب القصيبات الهوائية لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام واحد.
ويعمل “نيرسيفيماب” على تزويد الطفل بالأجسام المضادة الكافية لمواجهة “الفيروس المخلوي التنفسي”، مما يقلل من خطر الإصابة بالمرض، ومن الجدير بالذكر أن العلاج ليس لقاحًا، بل يُحفِّز إنتاج الأجسام المضادة في الجسم.
ويعتمد “نيرسيفيماب” على استخدام الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، وهي أجسام مضادة مشابهة لتلك التي ينتجها جهاز المناعة لدينا، ولكنها مصنوعة بتقنيات الاستنساخ المختبري، تُتيح هذه التقنية توفير الأجسام المضادة بشكل مباشر، دون الحاجة إلى انتظار جهاز المناعة لإنتاجها بعد التعرض للفيروس.
وأكدت تقارير إيطالية أن خطة الدفع المجانية مخصصة للأطفال المولودين اعتبارًا من أغسطس 2024، بالإضافة إلى الأطفال الضعفاء صحيًا الذين تقل أعمارهم عن عامين، وقد أعلنت لجنة “مؤتمر الأقاليم والدولة” التي وافقت على تمويل البرنامج تحت إشراف الخدمة الصحية الوطنية، أنها ستقيم إمكانية التوسع ليشمل فئات عمرية أخرى.
مضاعفات التهاب القصيبات
يُعتبر التهاب القصيبات الهوائية عدوى رئوية شائعة تصيب الأطفال الصغار والرُضع، حيث يتسبب في تورم وتهيج وتراكم المخاط في المسالك الهوائية الصغيرة المعروفة باسم القصيبات.
تبدأ أعراض التهاب القصيبات بشكل يشبه الزكام، لكنه يتطور لاحقًا لتشمل سعالًا وصوت صفير حاد عند التنفس، يُعرف بالأزيز، وفي بعض الحالات، قد يعاني الأطفال من صعوبة في التنفس، وعادةً ما تستمر أعراض التهاب القصيبات من أسبوع إلى أسبوعين، لكن قد تمتد في بعض الأحيان لفترة أطول.
معظم الأطفال يتحسنون من خلال الرعاية المنزلية، بينما يحتاج عدد قليل منهم إلى دخول المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
أما عن المضاعفات المحتملة لالتهاب القصيبات الحاد فى تشمل عدة مشاكل صحية خطيرة، منها..
– انخفاض مستوى الأكسجين في الجسم: مما قد يؤثر سلبًا على وظائف الأعضاء.
– تقطع النفس: وهو حالة أكثر شيوعًا بين الأطفال المولودين مبكرًا والأطفال الذين تقل أعمارهم عن شهرين، حيث يجد الطفل صعوبة في التنفس.
– عدم القدرة على شرب سوائل كافية: مما يؤدي إلى خطر الجفاف نتيجة فقدان السوائل بشكل كبير.
– عدم الحصول على كمية كافية من الأكسجين: وهذا ما يُعرف بالفشل التنفسي، حيث يكون الطفل غير قادر على التنفس بشكل كافٍ.
في حال ظهور أي من هذه المضاعفات، قد يحتاج الطفل إلى البقاء في المستشفى، وفي حالات الفشل التنفسي الحاد، قد يكون من الضروري إدخال أنبوب في القصبة الهوائية لمساعدة الطفل على التنفس حتى تتحسن حالته.
يذكر أن الفيروس المخلوي التنفسي هو فيروس شائع، ويتزايد انتشاره بشكل خاص بين شهري نوفمبر وأبريل، لا يسبب عادةً أعراضًا خطيرة في البالغين الأصحاء، ولكنه يمثل تهديدًا أكبر لكبار السن والأفراد الضعفاء صحيًا، أما بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة، فإن الفيروس قد يكون خطيرًا.
ويُعتبر الفيروس المخلوي التنفسي أحد الأسباب الرئيسية لالتهاب القصبات الهوائية، وهو مرض تنفسي قد تُسبب فيروسات أخرى أيضًا مثل الفيروس التاجي وفيروسات الأنفلونزا والفيروسات الأنفية والغدية.