كتبت – سما صبري..
شارك آلاف المحتجين المناهضين للعنصرية في مظاهرات في عدة مدن إنجليزية اليوم الخميس؛ تنديدًا بمظاهرات لليمين المتطرف تخللها أعمال عنف طالت مساجد وفنادق تؤوي طالبي لجوء في الأيام الأخيرة.
وتجمع آلاف المتظاهرين في منطقة والثامستو في شمال لندن في تحرك مضاد لاحتجاج لليمين المتطرف كان قد أعلن عنه هناك، وفق ما أفادت به الوكالة الفرنسية، في حين نُظمت تحركات مماثلة ضد العنصرية في برمنغهام وبريستول وليفربول.
مظاهرات ضد العنصرية في بريطانيا
وكانت قد اندلعت أعمال شغب في احتجاجات مناهضة للمهاجرين بمدن وبلدات في شتى أنحاء بريطانيا الأسبوع الماضي، وشنت جماعات يمينية متطرفة هجمات على مساجد وفنادق تؤوي طالبي لجوء.
وتعود بداية الأحداث إلى يوم 29 يوليو الماضي، عندما استهدفت عمليات إرهابية 3 فتيات تتراوح أعمارهن بين ست وتسع سنوات خلال هجوم على حفل راقص للأطفال يستلهم أسلوب تايلور سويفت في بلدة ساوثبورت الساحلية في شمال إنجلترا، وأصيب 8 أطفال و2 من البالغين.
الأمر الذي دفع الشرطة للتحرك بالقبض على فتى يبلغ من العمر 17 عامًا، فيما انتشرت معلومات كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأن المشتبه به مهاجر ينتمي إلى تيار إسلامي، ما أدى إلى احتجاجات عنيفة مناهضة للمسلمين في ساوثبورت في اليوم التالي ومحاولة مهاجمة مسجد البلدة.
اعتقال كل محتج يردد عبارة “الله أكبر”
في سياق متصل، صرح الوزير السابق لشئون الهجرة، روبرت جينريك، بأنه يجب على الشرطة أن تعتقل فورًا أي محتج يهتف بـ”الله أكبر”.
وواجه جينريك انتقادات من مل سترايد، وزير العمل والمعاشات السابق، ومن نائبة رئيس الوزراء أنجيلا راينر، والبارونة سعيدة وارسي، عضو حزب المحافظين في مجلس اللوردات.
حيث علق سترايد قائلًا: “تجريم عبارة “الله أكبر” بشكل عام هو أمر غير حكيم وغير حساس ويمكن اعتبار هذه العبارة تهديدًا في حالات نادرة جدًا فقط، لذا فإن السياق هو العامل الحاسم هنا”.
وصرحت راينر قائلة: “أشخاص مثل روبرت جينريك يساهمون في إثارة المشاكل التي نراها في مجتمعاتنا، ما نحتاجه بالفعل هو أن تتعاون المجتمعات معًا، وهذا ما يريده معظم الناس”.
وعندما ظهرت تعليقات جينريك لأول مرة، كتبت البارونة وارسي على منصة إكس: “كل يوم، قبل أن نبدأ جلسات البرلمان في مجلسي العموم واللوردات، نبدأ بالصلاة ونحمد الله – نقول نسختنا البرلمانية من “الله أكبر” في قلب الديمقراطية وهي عملية يشارك فيها روبرت جينريك، هذه اللغة التي يستخدمها جينريك هي جزء من خطابه المعتاد المثير للانقسام إنه يستخدمها كأداة”.
من جانبه، أصدر المجلس الإسلامي البريطاني بيانًا قال فيه: “نحن مصدومون من تصريح روبرت جينريك على قناة سكاي نيوز هذا الصباح، وعليه أن يعتذر ويسحب تعليقاته بالكامل، ويتواصل مع المسلمين لفهم سبب غضبهم، بدلاً من تأجيج التوترات، يجب عليه التركيز على طرق لتوحيد المجتمعات”.
ردود فعل غاضبة
وأثار التصريح الأخير موجة من التعليقات الغاضبة على منصات التواصل الاجتماعي، الذي اعتبره البعض إثبات بغير أدنى شك حول أكذوبة الحرية التي ظل الغرب يتشدق بها طيلة السنوات الماضية.
وقال “جميل أسعد” مقيم جزائري في بريطانيا: “إحنا عرب عشنا مع الشعب الإنجليزي وكانوا أناس جدًا منفتحين للثقافات المختلفة شعب محب للاختلاف والتنوع، أغلبهم يعجبهم من عنده مبدأ ودين ولا تغيره المادة أو المظهر أو الجشع ومع هذا وجود العنصريين أمثال جينريك في كل بلاد لأنهم ناس فاشلة ويرمون فشلهم بالدخلاء عليهم”.
واتفقت معه أمينة على، مقيمة عربية في بريطانيا وقالت: “إنها ديمقراطية الغرب المزيفة، إنها حرية التعبير المزعومة.. والله حتي المساجد طالبة الناس ما تهتفش ولا تدخل أصلا … اطلع احمي مسجدك أو شارعك بلاش حساسيات غبية”.
قد يهمك للمقيمين والزوار.. تعرّف على أشهر المطاعم الحلال في بريطانيا