كتبت – سما صبري..
تتعرض المدن العراقية لسلسلة من الحرائق التي تثير قلق المواطنين والمقيمين، حيث اندلع صباح اليوم السبت، حريق ضخم داخل عدد من محال “التجاوز” في سوق عريبة بمدينة الصدر شرقي العاصمة العراقية بغداد.
وأشار مصدر أمني، لوكالة “شفق نيوز”، إلى أن الحريق شب في مجموعة من المحال التجارية، مما استدعى تدخل فرق الدفاع المدني بسرعة للسيطرة على الوضع ومنع انتشاره إلى المناطق المجاورة.
حريق ضخم بسوق عربية في بغداد
كما ذكر المصدر أن النيران اندلعت أيضًا في حشائش داخل عيادة شعبية كائنة في قطاع 49 بمدينة الصدر، وامتدت إلى محال التجاوز.
وهذه لم تكن الواقعة الأولى من نوعها في العراق، حيث أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني في وقت سابق، عن اندلاع حريق ضخم في ميناء أم قصر بالبصرة في العراق وهرعت على إثرها قوات الدفاع المدني التي نجحت في التعامل مع الحريق الذي قضي على عدد من السيارات الموجودة داخل الميناء.
وتوالت حوادث الحرائق بعد ذلك، عندما أعلنت مديرية الدفاع المدني عن نجاح طاقمها في إخماد حريق ضخم اندلع في منطقة بوب الشام العراقية ببغداد التي التهمت فيه النيران مخازن تجارية وعلى الفور هرعت قوات الإطفاء المدني للتعامل مع الحريق قبل تمددها وانتشارها بحسب ما ذكرت وسائل إعلام عراقية.
حرائق متكررة في العراق
وعلى مدار الأسابيع الماضية، أفادت الدفاع المدني في بيانات رسمية، بإخماد عدة حرائق، أولها حريق ضخم بـ6 مخازن وعدد من عجلات حمل برادات المواد الغذائية جنوبي العاصمة العراقية بغداد، ثم سيطرتها على حريق آخر اندلع في مصفاة نفطية على الطريق مع بلدة كوير بأربيل العراقية، مشيرة إلى أن حجم الخسائر الأولية تقدر بنحو 8 ملايين دولار.
الأمر الذي علق عليه شاخوان سعيد، المتحدث باسم الدفاع المدني في أربيل، مؤكدًا السيطرة الكاملة على الحريق خلال أقل من 20 ساعة، دون تسجيل مخاطر تذكر على المصافي القريبة.
وذكر سعيد أنه في بداية الحادث تم احتواء الحريق بنسبة 80%، لكن ارتفاع درجة الحرارة والضغط تسبب في انتقال الحريق إلى المستودع الثاني.
من جهته، أشار أوميد خوشناو، محافظ أربيل، إلى أن الحريق كان حادثًا كبيرًا، حيث اندلعت النيران في واحدة من مصافي النفط، موضحًا أن سبب الحريق بحسب المعلومات الأولية كان نتيجة ماس كهربائي في مولد مرتبط بواحد من الخزانات داخل المصفاة، مشيرًا إلى أن الخزانات كانت تحتوي على أكثر من 5 آلاف طن من مادتي النفط الخام والفلورين.
وتابع: “في المرحلة الأولى من الحريق حاولت فرق الإطفاء وجميع الجهات المعنية السيطرة على الحريق ومنع توسعه كون الخزانات المحترقة قريبة بمسافة 10 إلى 15 مترًا من الخزانات الأخرى”، مشيرًا إلى أن الجهود كانت منصبة على منع توسع الحريق لكن للأسف وبسبب البخار والحريق الكبير توسعت النيران لتصل إلى الخزان الثاني واحترق هو الآخر أيضا وكان يضم كمية كبيرة من المحروقات.
وأعلن محافظ أربيل عن تضرر 4 سيارات للدفاع المدني مع العديد من السيارات في المكان، وإصابة 3 أفراد من الدفاع المدني بحروق، كما أصيب 10 عناصر آخرين من الدفاع المدني بحالات اختناق.
في الحقيقة، هذه المشاهد تتكرر بشكل يومي بالمدن العراقية، حريق تلو آخر، مما يجعل فرق الإطفاء في تحدى مع الوقت للسيطرة عليه وإخماده.
تعليق وزارة الداخلية العراقية
كشفت إحصائيات حديثة لوزارة الداخلية العراقية، عن ارتفاع حالات الحرائق بنحو 300 حريق في الأسبوع، ما بين محال تجارية ومنازل ومصانع ومستشفيات تسببت في وفيات وإصابات وحالات اختناق إلى جانب أضرار مادية كبيرة.
وأرجعت الداخلية أسباب زيادة نسب الحرائق وانتشارها، لارتفاع درجات الحرارة بسبب التغير المناخي وانحسار المساحات الخضراء في عموم البلاد.
لكن في المقابل، يري الكثير من المواطنين والمقيمين بالمدن العراقية أن الحرارة ليست السبب الوحيد في تفاقم الأزمة، حيث تساءل الكثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن أسباب تكرار وقوع الحرائق وعما إذا كانت عرضية أم ناجمة عن أعمال متعمدة.
حلول مقترحة لمواجهة حرائق العراق
تلك الحوادث دفعت الجهات المعنية لتحرك عاجل لمواجهة تداعيات الأزمة، حيث وجهت السلطات فرق الإطفاء بدخول حالة إنذار قصوى تمتد لـ3 أشهر، وطالبت لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي وزير الداخلية عبد الأمير الشمري بفتح تحقيق موسع؛ لبحث أسباب الأزمة ووضع حلول حاسمة لمواجهتها كما أمهلته 15 يومًا لإبلاغها بنتائج التحقيق.
إليك بعد تفشيها في 12 ولاية أمريكية.. إليك أعراض عدوى «الليستريات» وطرق انتقالها والوقاية منها