كتبت – سوزان عبد الغني..

توفر مهنة التعليم في أستراليا فرصًا للمعلمين من خلال النمو المهني والتدرج والاستقرار الوظيفي، مما يجعله مجالًا آمنًا وجذابًا للمعلمين ومن يفكرون بتغيير مهنتهم.

وتقدم أستراليا بيئة حيوية تساعد على النجاح، في ظل التركيز المتزايد على التعليم والتطور المستمر لطرق التدريس.

وفي هذا السياق، قالت هالة رمضان، مديرة مدرسة ثانوية للبنين في سيدني، إن ما دفعها لدخول مجال التعليم هو الصعوبات التي واجهتها كطالبة مهاجرة خلال مشوارها الدراسي.

وأوضحت أن الفجوات في تعليم المهاجرين والوافدين حديثًا بجانب تجربتها الشخصية ساعدتها على دخول مجال التدريس والعمل مع المجتمعات المتعددة الثقافات لوضعهم على الطريق الصحيح ليصبحوا أعضاء فاعلين في البلد الجديد.

وتسعد رمضان عند رؤيتها لطلابها وهم أعضاء بارزين في المجتمع، حيث قالت: “رؤية أحد طلابي القدامى يعمل في مجال علم النفس في نفس المدرسة ويساعد الطلاب الذين يمرون بنفس الظروف التي مر بها، هو شيء يشعرني فعلاً بالفخر”.

طلب قوي على المعلمين الجدد في أستراليا

هناك العديد من العوامل التي تدفع الطلب على المعلمين في جميع أنحاء أستراليا، فالشيخوخة السكانية تعني تقاعد عدد كبير من المعلمين، وارتفاع معدل المواليد يعني زيادة عدد الطلاب، مع وجود المزيد من وظائف التدريس المفتوحة كل يوم.

كما تدعم حكومات الولايات نمو قطاع التعليم من خلال تمويل التوسعات، على سبيل المثال، استثمرت حكومة فيكتوريا ما مجموعه 1.6 مليار دولار لدعم وتنمية القوى العاملة في المدارس بالولاية منذ عام 2019.

رواتب المعلمين في أستراليا

تختلف رواتب المعلمين المبتدئين في كل ولاية ومقاطعة وتتراوح ما بين 75,000 دولار إلى 85,000 دولار، وهو ما يعتبر دخلاً تنافسيًا مقارنة بالخريجين الأستراليين في المهن الأخرى.

وعلى الرغم من استقرار هذا الراتب مع مرور الوقت مقارنة بغيره من المهن، إلا أن فرص التقدم الوظيفي، مثل تولي الأدوار القيادية أو مناصب التدريس العليا، يمكن أن تؤدي إلى زيادة الدخل بمرور الوقت.

كما أن مهنة التدريس أثبتت طوال السنوات الماضية استقرارها، وتوفير الأمان خاصة على المدى الطويل.

كيف تصبح مدرسًا في أستراليا؟

هناك مسارات متعددة إذا كنت تفكر في أن تصبح مدرسًا في أستراليا.

وفي هذا السياق، أوضحت العميد المساعد لكلية التعليم بجامعة لاتروب البروفيسور تيريز كين، أن المسار النموذجي يمكن أن يبدأ بعد المدرسة الثانوية.

وقالت: “الطلاب الذين ينهون الصف الثاني عشر، يقومون بدراسة البكالوريوس في التعليم ثم يصبحون مدرسين، هناك طريقة أخرى أيضًا، حيث يقومون بالدراسة الجامعية في مجال من اختيارهم، ويمكن أن يكون ذلك في مجال العلوم أو الفنون، ثم يحصلون على الماجستير في التعليم، ليصبحوا معلمين بعد حصولهم على درجة الماجستير”.

وتابعت: “بالنسبة للمهاجرين المهرة القادمين من الخارج، فإن العملية تشبه أي شكل من أشكال الكفاءات، وتعتمد على بلدهم الأم والولاية الأسترالية التي يرغبون في العمل فيها كمدرسين”.

وأردفت: “في فيكتوريا مثلًا، لدينا VIT أو معهد التعليم في فكتوريا، لا توجد قاعدة واحدة للإرشادات، إذا كان الناس مهتمين حقًا بمواصلة مسار حياتهم المهنية كمدرسين، أو كانوا يفكرون في التغيير والتحول إلى معلمين، فسيحتاجون إلى الاتصال بالجامعات لمعرفة ما إذا كان يمكن تحويل شهاداتهم وكذلك الـ VIT وما يعادله في كل ولاية”.

كما أشارت إلى أن شهادة التعليم الأسترالية تبني وتعزز المهنيين ذوي المهارات العالية بالأفكار والمهارات الاجتماعية المتنوعة.

وشرحت البروفيسور كين ما يمكن أن يتوقعه المعلمون الطموحون أثناء الدراسة للحصول على الشهادة.

وقالت: “سيتطرقون إلى السلوك والمساواة واستخدام الكمبيوتر، وسيطلعون على ثقافة السكان الأصليين، وهذا ليس سوى القليل من الأشياء، لكن علاوة على ذلك، فهم يخرجون أيضًا ويكتسبون الخبرة المهنية، ما يعني أنهم يتدربون في الفصل الدراسي، وبالتالي يتعين عليهم القيام ببعض التدريس ومع التقدم في شهادتهم، يقومون بتعليم أمور أكثر أهمية حتى نهاية شهادتهم الجامعية”.

دور المعلمين متعددي الثقافات في المجتمع الأسترالي

وترى هالة رمضان أن المعلمين من خلفيات متنوعة في أستراليا يجلبون آفاقًا فريدة وأساليب تعليم متنوعة إلى الفصل الدراسي، مما يثري بيئة التعلم بعدة طرق.

قد يعجبك «لو هتروح أستراليا».. لا تفوت زيارة أفضل ٩ أماكن طبيعية هناك «صور»