كتبت – أمل محمد..
أعادت صفقة رأس الحكمة الأضخم في تاريخ مصر، الثقة للسوق المصري مجددًا بعدما فقدها نتيجة التحديات التي واجهها الاقتصاد خلال الفترة الماضية، من عدم استقرار سعر الصرف ووجود فجوة كبيرة بين السعر الرسمي والسوق الموازي أو ما يعرف بالسوق السوداء.
ويرى خبراء ومتعاملون في القطاع أن المصريين بالخارج قد يلجأون إلى ضخ استثماراتهم من جديد بالسوق المصري؛ للاستفادة من المميزات التي ستشهدها مصر بعد توفر السيولة الدولارية المطلوبة للإفراج عن البضائع وتحريك عجلة الإنتاج وانتعاش الاقتصاد.
وأعلن مجلس الوزراء، الجمعة الماضية، توقيع صفقة الشراكة بين مصر والإمارات لتنمية مدينة رأس الحكمة غربي الإسكندرية.
وقال رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، إن المشروع يعد أكبر صفقة استثمار مباشر في تاريخ البلاد، مؤكدًا أنه سيدر على مصر 150 مليار دولار استثمارات سيضخها الجانب الإماراتي على مدار عمر المشروع.
خبير اقتصادي: المصريون بالخارج سيفكرون في الاستفادة من تراجع الدولار
من جانبه، قال أحمد معطي، الخبير الاقتصادي، إن صفقة رأس الحكمة سيكون لها تأثير قوى على ضخ المصريين بالخارج لاستثماراتهم في مصر خلال الفترة المقبلة، وذلك مع التراجع الكبير الذي يشهده الدولار.
وأضاف لـ«وصال»: «سيبدأ المصريون بالخارج في التفكير في تحويل أموالهم الدولارية سريعًا للاستفادة من الاستثمارات الجديدة في ظل وجود توقعات باستمرار تراجع الدولار».
وتوقع الخبير الاقتصادي أن يشهد الدولار تراجعًا ليلامس مستويات الـ45 جنيهًا خلال الأيام المقبلة، مؤكدًا أن ما حدث لن يؤثر على استثمارات المصريين بالخارج فقط بل سيكون بوابة لجلب الاستثمارات من مختلف بلدان العالم.
من جانبه قال محمد سعد الدين، رئيس جمعية مستثمري الغاز الطبيعي، ونائب رئيس الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين، إن الصفقة التي تمت ستشجع المصريين بالخارج للدخول إلى السوق المصري مرة أخرى دون وجود أي تخوف.
وأشار خلال حديثه مع «وصال» إلى أن ما شهده السوق السوداء من تراجع بعد صفقة رأس الحكمة يبشر بالقضاء على المضاربات وشل حركة السوق الذي أربك الاقتصاد لسنوات.
كما دعا الحكومة إلى الاستفادة من الصفقة وإحداث نوع من الاستقرار في السوق؛ من أجل عودة عجلة الإنتاج مرة أخرى بعد توفير السيولة الدولارية وإحداث نوع من الانفراجة عن البضائع المحتجزة في الموانئ.