كتبت – أميرة سلطان..
انتقلت عدوى التظاهرات إلى عدد من العواصم الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية على مدار الساعات القليلة الماضية، احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتصعيد العسكري بمدينة رفح الفلسطينية، والذي أسفر عنه من وقوع عدد من القتلى والمصابين.
احتجاجات ضد إسرائيل في أوروبا
اندلعت شرارة الاحتجاجات في أوروبا من قلب الجامعات، ففي العاصمة البريطانية، نظم طلاب جامعة أكسفورد، وجامعة الدراسات الشرقية والأفريقية، في لندن، تظاهرات حاشدة، كما أقاموا مخيم احتجاج مؤيد للفلسطينيين للاحتجاج على الحرب الإسرائيلية على غزة، وانضم إليهم أعضاء هيئة التدريس.
ورفع المحتجون مطالبهم إلى إدارة الجامعة بوقف أي دعم مالي أو فني للاحتلال الإسرائيلي، ودعم إعادة بناء التعليم في قطاع غزة.
كما أقام عدد من الطلاب مخيمًا احتجاجيًا في جامعة برمين بألمانيا رفضًا للعدوان الإسرائيلي على مدينة رفح الفلسطينية، لكن الشرطة دخلت في مفاوضات مع إدارة الجامعة لإنهاء تلك الاحتجاجات بسبب عدم حصول المتظاهرين على تصريح وفتحت تحقيقات للاشتباه في التحريض ومقاومة سلطات إنفاذ القانون.
احتجاجات في جامعات أمريكا
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، تشهد العديد من الجامعات منذ أكثر من أسبوعين احتجاجات ضد العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفعاليات للتضامن مع الفلسطينيين هناك.
واعتبر أحمد والي، طالب مصري في أمريكا، أن الاحتجاجات الأخيرة أسقطت قناع الغرب حول الحرية وتقبل الآخر وحقوق الإنسان وغيرها من المبادئ التي ظلت تتشدق بها تلك الدول إلى أن ظننا يومًا أنها نماذج يجب الاحتذاء بها وهربنا من أوطاننا رغبة في نيل حظ من تلك القيم.
وروى “أحمد” تجربته في التظاهرات الداعمة لفلسطين داخل جامعته بإحدى الولايات الأمريكية، والتي تصاعدت حدتها خلال الأسابيع الماضية وتطورت إلى مواجهات عنيفة مع قوات الأمن داخل ساحات الجامعة، مشيرًا إلى وجود أصوات شديدة العداء والتطرف تجاه العرب والمسلمين في أمريكا، ممن يروجون أننا فقط من ندعم ونؤجج الاحتجاجات الداعمة للفلسطينيين فظهرت أصوات تهدد بسحب تأشيرات الطلاب الأجانب المشاركين بالتظاهرات، متجاهلين مشاركة أعداد كبيرة من مواطني أمريكا والغرب عمومًا.
وتابع: “المتظاهرون وقفوا معًا عرب وأمريكان وطلاب وأساتذة الجميع يرفع علم فلسطين”.
تظاهرات حاشدة في اليونان
وفي اليونان، خرجت تظاهرات حاشدة ضمت نحو 300 شخص تنديدًا بعملية اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفح، ورفع المتظاهرين أعلام فلسطين ولافتات كُتب عليها “ارفعوا أيديكم عن رفح”، مرددين هتافات تطالب بتحرير الأراضي الفلسطينية وإنهاء ممارسات الاحتلال الغاشم على أراضيها، ووصلت الاحتجاجات إلى مبنى البرلمان في أثينا، لكن سرعان ما تحول الأمر إلى مواجهة عنيفة واعتقالات واسعة من قبل الشرطة اليونانية.
وفي السياق، قال عبد الله السيد، مصري مقيم في أثينا، إن التظاهرات بدأت بأعداد محدودة من أبناء الجاليات العربية والمسلمة في اليونان ثم انضمت إليها أعداد كبيرة من المواطنين الداعمين لمطالب الشعب الفلسطيني في إقامة دولتهم، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين العزل، مشيرًا إلى أن تزايد الأعداد في الشوارع أثناء المسيرة أثار قلق قوات الأمن هناك، لتقرر إنهاء التظاهرة بالقوة المفرطة واعتقال عدد من المشاركين بشكل عشوائي.
وأضاف “عبد الله”، في حديثه لـ”وصال”، أن تلك التظاهرة ليست الأولى في اليونان ولكنها الأضخم من حيث العدد المشارك ومتنوعة في جنسيات المتظاهرين، خاصة وأن توسع رقعة الاحتجاجات في مختلف دول أوروبا وأمريكا شجع الكثيرين على التعبير عن غضبهم ورفض الممارسات الإجرامية للاحتلال الإسرائيلي وأعمال القتل والدمار الذي ألحقته بقطاع غزة.
كما حذّر من موجة غضب واسعة لن تتمكن أوروبا من مواجهتها مستقبلًا إذا ما استمرت في موقفها الداعم للكيان الإسرائيلي واستمراره في محاصره وتهجير الفلسطينيين.
اشتباكات في هولندا رفضًا لاجتياح رفح
من اليونان إلى هولندا، لم يختلف الأمر كثيرًا إذ كانت الاشتباكات السمة الغالبة على شوارع العاصمة أمستردام في محاولة من الشرطة الهولندية للسيطرة على مسيرة ضمت الآلاف في العاصمة أمستردام، وحاولت قوات الشرطة منع المتظاهرين من المرور بجوار نصب المحرقة التذكاري في أثناء توجههم نحو وسط مدينة أمستردام.