كتب – أحمد إمام..
غالبًا ما يجد الأشخاص الذين يعملون في الخارج لمدة طويلة صعوبة في التأقلم عندما يعودون إلى وطنهم الأم، وذلك بعد أن تركوا وظائفهم وحياتهم في المهجر بشكل نهائي.
سلبيات العيش في الخارج لفترة طويلة
فبحسب عالمة النفس نيكولا ماكافري، المقيمة في النرويج، فإن الغياب طويل الأمد يؤثر سلبًا على شعور الشخص بهويته.
وكشفت ماكافري، عن أن بعض المغتربين يتعرضون لصدمة ثقافية عكسية، حيث لا يستطيعون التكيف مع حياتهم الجديدة في بلد المنشأ لفترة طويلة، مضيفة: “في بعض الحالات، يعود المغترب إلى وطنه ولا يتمكن من استئناف حياته من حيث تركها”.
وفي السياق ذاته، قال وائل، الذي يحمل الجنسيتين الهولندية والمصرية: “كلما طالت مدة بقائي في الخارج، كلما شعرت بأنني لا أنتمي إلى أي جنسية”.
وأضاف في حديثه مع “وصال”: “الغربة تسرق أجمل أيام عمرنا وتأخذ شبابنا ونرجع بلدنا نلاقي نفسنا تائهين فيها”.
فيما قال جرجس بطرس عامل مصري بشركة ريزاني الايطالية: “بتعيش متغرب خارج مصر ولما ترجع بتفضل متغرب في وسط أهلك لحد ما تموت”.
وبالنسبة للمغتربين الذين يعملون في مهام قصيرة الأجل بالخارج، فإن العودة إلى الوطن أيضًا أمر غير مألوف بالنسبة لهم.
وبحسب سعيد، موظف موارد بشرية، يبدأ العديد من الأشخاص في العودة إلى الوطن عندما يرغبون في الاستقرار وتكوين أسرة.
وهذا ما حدث لحسني عبد العزيز، مواطن مصري، شعر بأن الوقت قد حان للعودة إلى مصر بعد 10 سنوات من السفر ذهابًا وإيابًا بين القاهرة وأبو ظبي، ومع ذلك بعد فترة وجيزة من عودته إلى الوطن، أدرك أنه ارتكب خطئًا كبيرًا.
وكشف حسني في حديثه لـ”وصال” أنه عاد إلى مصر في عام 2012 بفكرة الاستقرار، لكن بعد مرور عام، لم يجد هذا الاستقرار بل بالعكس وجد صعوبة كبيرة في العودة لوظيفته السابقة بشركة سيارات معروفة كان يعمل بها قبل السفر للإمارات.
ووفقًا لدراسة استقصائية حديثة حول السفر عبر البلاد من أجل العمل، فإن غالبية الشركات بنسبة (78%) لا تعتمد بشكل كبير على الموظفين القدامى بعد عودتهم إلى الوطن.
وفي حين أن العديد من المؤسسات والشركات العالمية تنفق مبالغ طائلة على العمال الأجانب المهرة القادمين من جميع بقاع العالم، تصل في بعض الأحيان إلى ثلاثة أضعاف الراتب السنوي للموظف في بلده، فإن عملية العودة إلى الوطن غالبًا ما تتأثر بأمور لوجستية بسيطة مثل تذاكر السفر وتكاليف الانتقال ومصاريف المعيشة.
وأوضح عبدالله، الذي عمل في جدة لمدة عشرين عام، أن معظم الأشخاص الذين يعملون في الخارج لا يرغبون في طلب أجازت مستمرة بغرض السفر لأرض الوطن بسبب الوضع المادي و مصاريف حجز التذاكر.