كتب – حسام خاطر ووكالات..
وقعت الولايات المتحدة الأمريكية وبنما بروتوكول تعاون، للحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى الحدود الجنوبية الأمريكية عبر منطقة «دارين جاب»، الواقعة شمال وشرق الحدود بين بنما وكولومبيا، وفق ما أعلنت حكومة أمريكا الوسطى
ويجتاز مئات الآلاف من المهاجرين غابة دارين الخطرة سيرًا على الأقدام، وصولًا إلى الحدود الأمريكية، لذا تعهد رئيس بنما الجديد، خوسيه راؤول مولينو، بإغلاق الطريق أمام المهاجرين غير الشرعيين.
تظهر الصورة آلاف المهاجرين غير الشرعيين يشقون طريقهم عبر نهر دارين، رغم أن تلك الرحلة محفوفة بالمخاطر، وقد تؤدي إلى غرق الكثيرين منهم، خاصة الأطفال.
وقال الرئيس البنمي، خوسيه راؤول مولينو، الذي تولى منصبه، يوم الاثنين، للشعب في أول خطاب له، إنه «سيسعى للحصول على مساعدة دولية لإيجاد حلول لما وصفها بالأزمة الإنسانية والبيئية المكلفة». وبعدها وقع وزير الخارجية البنمي الجديد مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة «للسماح بإغلاق مرور المهاجرين غير الشرعيين عبر نهر دارين»، حسبما ذكرت حكومة بنما.
وافقت الولايات المتحدة على «تغطية تكاليف إعادة المهاجرين الذين يدخلون بنما بشكل غير قانوني»، حسبما جاء في الاتفاق الذي وقعه وزير الأمن الداخلي الأمريكي أليخاندرو مايوركاس. وقالت متحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض في بيان، إن الاتفاق «يهدف إلى التقليص المشترك لعدد المهاجرين الذين يتم تهريبهم بقسوة عبر نهر دارين، وعادة ما يكونون في طريقهم إلى الولايات المتحدة».
وأبرز فيلم وثقائي، نشرته إذاعة صوت ألمانيا «دويتشه فيله»، مخاطرة الآلاف من المهاجرين بالعبور الوحشي لـ«دارين جاب» أو «فجوة دارين» إلى بنما، إذ أظهر المقطع الوثائقي، اكتظاظ المهاجرين في قوارب صغيرة، في أثناء عبورهم لنهر دارين، بالإضافة إلى توقيفهم على الحدود، وتكبدهم مخاطر السير في الأدغال، حيث يواجهون الجوع والموت، بينما تتربص بهم العصابات الإجرامية أو الحيوانات البرية.
وتعد منطقة دارين جاب، التي تمتد لمسافة 257 كيلومترًا بين كولومبيا وبنما، الطريق البري الوحيد إلى الولايات المتحدة من أمريكا الجنوبية، ولكن الغابة المحفوفة بالمخاطر، التي كان يُنظر إليها قبل بضع سنوات فقط على أنها حاجز غير قابل للعبور، شهدت في السنوات الأخيرة العديد من رحلات الهجرة غير الشرعية، بحثًا عن الحلم الأمريكي.
مئات الآلاف يعبرون ممر دارين
وفي العام الماضي، عبر 520 ألف مهاجر، بما في ذلك آلاف الأطفال، هذا الممر المحفوف بالمخاطر سيرًا على الأقدام، كما عبر أكثر من 190 ألف شخص حتى الآن في عام 2024، معظمهم من فنزويلا والإكوادور وكولومبيا والصين.
وازدادت شعبية هذا الطريق في السنوات الأخيرة حيث جعله المهربون طريقًا ميسور التكلفة لمئات الآلاف من الأشخاص، لكن الرحلة خطيرة للغاية، حيث يواجه الناس تضاريس غادرة وحيوانات برية وعصابات إجرامية تبتزهم وتسيء معاملتهم.
وأبدى الرئيس البنمي تفهمه لـ«الأسباب العميقة الجذور» للهجرة، مؤكدًا أهمية توفير حلول للأزمة، وقال مولينو، الذي كان يشغل منصب وزير الأمن البنمي: “لن أسمح لبنما أن تكون طريقا مفتوحا لآلاف الأشخاص الذين يدخلون بلادنا بشكل غير قانوني، بدعم من منظمة دولية مرتبطة بتهريب المخدرات والاتجار بالبشر”. وأضاف “أدرك أن هناك أسبابا عميقة الجذور للهجرة، لكن على كل دولة أن تحل مشاكلها”.