كتبت – أميرة سلطان..

تصدر تنسيق الجامعات الخاصة والأهلية محركات البحث منذ الإعلان الرسمي عن نتيجة الثانوية العامة 2024، الذي بدأ بعده فتح باب التقديم لتنسيق الجامعات للعام الدراسي القادم 2024/2025، وسط نشاط غير طبيعي لسماسرة مكاتب التقديم في الجامعات الخاصة والأهلية التي روجت لنفسها كوسيط بين الطالب والجامعة لمساعدة الأول على اجتياز كافة الشروط والمعايير والالتحاق بالجامعة مقابل عمولة.

تنسيق الجامعات الأهلية والخاصة 2024

لم يكن هذا العام هو الظهور الأول لمكاتب التقديم الوهمية، لكن عمليات النصب زادت بشكل ملحوظ هذا العام، خاصة مع الإقبال المتزايد من الطلاب المصريين العائدين من الخارج الذين التحقوا بجامعات أجنبية كالروسية والتركية ولم يمكنوا من استكمال الدراسة هناك إما بسبب الارتفاع الجنوني في المصروفات الدراسية، أو لوقف الدعوات الدراسية كما هو الحال في روسيا وبيلاروسيا.

هذا الأمر زاد من الطلبات المقدمة من الطلاب الراغبين في التحويل إلى أي من الجامعات الأهلية أو الخاصة في مصر في نفس تخصصهم.

مكاتب التقديم والتحويلات الوهمية

ونظرًا لحداثة عهد الجامعات الأهلية في مصر، استغل سماسرة جهل البعض بالإجراءات والشروط الموضوعة للقبول في الجامعات الأهلية والخاصة؛ لتحقيق مكاسب غير مشروعة على حساب الطلاب وأولياء الأمور الذين توهموا بقدرة مكتب التقديم أو السمسار في تحويل أو تقديم أوراقهم والتغلب على شرط المجموع أو الصف الدراسي مقابل عشرات آلاف الجنيهات التي يطلبها السمسار لتنفيذ مهمته قبل أن يختفي تمامًا ويقع الطالب في فخ النصب.

من بين هؤلاء، قالت “مريم.ح” طالبة مصرية، إنها درست سنة تحضيرية واحدة في روسيا والتي تعتبر مرحلة تمهيدية للالتحاق بالدراسة في الصف الأول الجامعي، لكن أزمة توقف الدعوات الدراسية والتي تعد شرطًا أساسيًا لاستئناف الدراسة في غالبية الجامعات الروسية حرمتها من تحقيق حلمها، ولم يعد أمامها سوى العودة إلى مصر والالتحاق بأي من الجامعات الأهلية أو الخاصة ذات المصروفات المتوسطة.

عمولة 2500 جنيه للتقديم

وأضافت مريم في حديثها لـ”وصال”: “أنا حاصلة على الثانوية الأزهرية 2023، وكنت حابة أدخل كلية طب أسنان ولكن وفق تنسيق هذا العام سيضيع الحلم بسبب نصف في المائة فقط، وهنا ظهرت سيدة ادعت أنها تعمل في مكتب تقديم للجامعات الخاصة وعرضت عليّ التقديم للدراسة في كلية طب الأسنان جامعة 6 أكتوبر، لكنها طلبت في المقابل سداد رسوم تسجيل 2500 جنيه عبر إحدى تطبيقات الدفع الإلكتروني، حتى ترسل لي كود التسجيل، وهو ما لم يحدث حتى بعد تحويل المبلغ المطلوب”.

واستكملت: “أصريت على طلبي في أن تحول لي موظفة مكتب التقديم كود التسجيل أو نذهب سويًا إلى الجامعة لاستكمال إجراءات التقديم، لكنها رفضت بشدة، بل وطلبت مني سداد القسط الأول من المصروفات حتى لا تضيع فرصتي الدراسية، وعندما طلبت منها أن يتم السداد داخل الجامعة رفضت أيضًا بحجة أن الدكتور الوسيط سيتأذى وينكشف أمره إذا ما حدث ذلك، وأمام إصراري أخطرتني بإلغاء التسجيل وحظرت رقمي حتى لا أتمكن من التواصل معها مجددًا”.

السماسرة يطلبون 100 ألف جنيه

واقعة أخرى يرويها “محمود.ك”، الذي دفعته الارتفاعات المبالغ فيها في المصروفات الدراسية في الخارج للعودة إلى مصر، ليكتشف أن الوضع في مصر أسوأ وأصعب بكثير، بسبب ما شاهده من محاولات نصب كثيرة من قبل مكاتب التقديم في الجامعات الخاصة والأهلية والتي تطلب مبالغ خيالية تبدأ من 50 ألف لـ80 ألف و100 ألف جنيه لتسهيل إجراءات التقديم أو استثناءهم من بعض الشروط الخاصة بالتقديم.

وأضاف أنه عندما حاول التواصل مباشرة مع إحدى الجامعات الأهلية فوجئ أنهم لا يتعاملون بالأساس مع أي وكلاء أو مكاتب أو مندوبين خارج الإطار الرسمي للجامعات، وأكد موظفو الجامعة أنهم تفاجئوا بشكاوى كثيرة من عمليات نصب تعرض لها الطلاب بسبب هؤلاء السماسرة، وأن الإدارات المختصة في الجامعة وحدها المنوط بها تلقي طلبات الطلاب دون أي وسيط، أو التقديم الإلكتروني عبر موقع الجامعة أو البوابة الإلكترونية للتقديم الجامعي الأهلي.

وتابع: “المؤسف في الأمر أن البعض يروج لإعلانات وهمية عن حجز مقاعد للقبول في جامعات كبرى مثل مصر للعلوم والتكنولوجيا، والملك سلمان، وأسيوط الأهلية، والادعاء بإمكانية القبول الفوري للطالب، بعد سداد العمولة وإتاحة الفرصة للتحويلات من الجامعات الروسية والأوكرانية”.

اقرأ أيضًا بعد ظهور نتائج الثانوية قائمة بمصاريف الجامعات الخاصة في مصر 2024